بقلم: هبة عبيد
الأحداث أو الصدمات هذا هو العنصر الذي يقلب طاولات حياتِنا رأسًا على عقب ويأخذنا إلى طرق لم نكن نتخيّلها، فهي تعطّل روتيننا المعتاد، وتخرجنا من مناطق الراحة التي ألِفناها لفترات طويلة، فتقودنا تدريجيًا لطرح أسئلة عميقة حول ما يهمّنا حقًا.. وإذا فكّرنا بجائحة كورونا التي فتكت بالعالم على مدار عامين قاسيَين، نرى أنها كانت نقطة تحوّل كبيرة، ليس للمرضى والمصابين والطواقم الطبية فحسب، بل لكلّ شخص جلس في منزله جرّاء الوباء مغيّرًا روتين حياته 180 درجة.
امتهان الناس لوظائف أخرى في ظل جائحة كوفيد
زادت الجائحة من حالة عدم اليقين لدى الكثير من الناس1، ودفعتهم للتفكير بالكثير من الأسئلة الوجودية. ولأن العمل ووظيفة الأحلام هي جزء لا يتجزأ من كياننا الإنساني وأسباب وجودِنا، شملتها هذه الأسئلة، وبدأت رياح التغيير تهبّ على الكثير من مصائر الناس الوظيفية. والنتيجة؟ نزوح أعداد كبيرة من الناس إلى وظائف أخرى!
لربّما رأيتم السيناريو هذا في أحد أقاربكم أو معارفكم: بقاء قسريّ في المنازل، ثمّ الكثير من وقت الفراغ، فالتوجّه لتعبئته إمّا عبر دورات أونلاين أو بممارسة هوايات لم يكن لدينا وقت لتنميتِها، وبعدها اعتماد هذا العمل الجانبي كمسار أساسي بدل الوظيفة الأصلية. حصل معي هذا السيناريو! اكتشفتُ شغفي الضائع خلال الحجر الصحّي، هل يجب أن ألاحقه؟
ما الذي يقلق الناس اتجاه ممارسة وظيفة أخرى؟
يتردّد الكثير من الناس، خاصة في الأوقات الصعبة، في اتخاذ قرارات مصيرية كهذه. ولكن إذا نظر المرء من حوله، يمكنه المضيّ قدمًا بمشروعه بعد إزالته العوائق التي تخفيه.
أوّلًا: الخوف من الوحدة والفشل
يخاف الإنسان عادةً من الوحدة، وما يخيفه أكثر هو الوحدة في الفشل! ولكن للإطمئنان، فإن ظاهرة تغيير الوظائف بدأت بالظهور بشكل ملحوظ. فبحسب مجلة Forbes الاقتصادية التي أجرت دراسة على 30 ألف شخص، عبّر أكثر من 40% منهم عن رغبتهم – بل نيّتهم – ترك وظائفهم والتوجه نحو مجالات أخرى.2 فإذا كنت عزيزي القارئ تفكّر في اعتماد خطوة كهذه، تذكّر أنّك لست وحيدًا.
ثانيًا: الخوف من عدم الخبرة
قد يخاف الناس أيضًا من التوجه نحو مجال عمل جديد، ولكن الوقوع في مشكلة عدم الكفاءة والخبرة، ولكن إذا أردنا أن نعود إلى ما حدث مع معظم الناس في السنوات الماضية، يمكننا أن نضعها بهذا الشكل: قبل حلول جائحة كورونا، كثيرًا ما كان يتوجّه الناس عادةً لإمضاء أوقات فراغهم، خاصة في نهايات الأسبوع، في حضور دورات مجانية لتطوير الذات والمهارات. وبما أن الوقت في خلال الجائحة كان أوسع لهذا النوع من النشاطات الجانبية، كان المجال أوسع أيضًا لاكتشف ما يهوى كلّ شخص وما يبرع به، ولاحقًا تبنّيه كمهنة ثابتة. وفي حال شغلت وقتك بتطوير نفسك في فترة الحجر الصحي، سواء كان ذلك عبر حضور دورات تدريبية، القراءة والمطالعة عن مجالك الجديد، الأخذ بآراء الاستشاريين والخبراء، أو غير ذلك.. فقد خطوت بالفعل الخطوات الأولى والأساس في اكتساب المعارف والمهارات اللازمة للانطلاق في رحلة وظيفتك أو عملك الجديد!
ثالثًا: الخوف من انعدام التوجيه والمساعدة
رُغم الطمأنات بأنك الكثير من الناس يخوضون الصراع نفسه الذي تعاني منه، ورغم وجود الكثير من المراجع والمصادر المُساعدة على الإنترنت، قد يشعر الإنسان بالحاجة إلى وجود مساندة قريبة من مَن يثق به، فاحرصوا، أو على الأقل حاولوا، أن تأمنوا وجود هذا الشخص بجانبكم، كي يبقى حافزًا ودافعًا لكم بالاستمرار وعدم الاستسلام. ومن الآن حتى ذلك الحين، يمكن الاستفادة من بعض النصائح الأساس التي ينصح بها الخبراء لبدء أي مشروع ناجح.3
- اختاروا المشروع الّذي يناسبكم من حيث الماديّات والقدرات
- اعتمدوا الابتكار والتجديد وعدم تكرار ما هو موجود في السوق
- ادرسوا المشروع من ناحية حاجة السوق والإمكانيات
- ابحثوا مسبقًا عن التمويل في حال احتجت إليه
- اطلبوا رأي الخبراء أو ذوي المشاريع الناجحة
قد يكون تغيير الوظيفة قرارًا يشكر الإنسان نفسه عليه بعد سنوات.. وما الحياة إلا مجموعة قرارات!
المصادر:
- Harvard Business Review, Reinventing Your Career in the Time of Coronavirus
- Forbes.com, Why Millions Of Employees Plan To Switch Jobs Post-Pandemic
- حزر فزر، كيف أبدأ مشروع ناجح؟ تعرّفوا على أبرز 10 نصائح لبدء مشروعكم الخاصّ من الصفر
بقلم: هبة عبيد