أخيراً الحلم أصبح حقيقة

مباريات كأس العالم هي الأكثر متابعة في العالم

بجذورها الضاربة في عمق التاريخ الكروي ومنذ عقود خلت، كانت ولا زالت كأس العالم المسابقة الأكثر مشاهدة في كل مكان من المعمورة. فبمشاركة منتخبات من قارات العالم الست، يلبس العالم ثوب المونديال ويعيش على أهازيج الأنصار ويتابع المباريات بشغف كبير، إلى أن يسدل الستار ويتوج بطلا من استحق الفوز في المباراة النهائية.

متى بدأ تعلق الناس بمباريات كأس العالم ؟

مطلع خمسينيات القرن الماضي كانت الإنطلاقة لهذا الحدث الرياضي العالمي، وعاما بعد عام أصبح عشق اللعبة يسري في عروق كل شعوب العالم وصار الجميع ينتظر إقبال الدورة القادمة بفارغ الصبر. وأضحى همهم الوحيد دخول الملاعب وشراء تذاكر المباريات حتى و إن لم تكن في المتناول. المهم عندهم أن يكونوا حاضرين و لو في مباراة واحدة تبقى للذكرى فالمونديال لا يعود كل عام.

التنظيم لدوري كأس العالم

توالت الدورات و زارت قارات العالم الخمس و تداولت على تنظيمها عديد الدول في تنظيم فردي وشراكة. غير أن التنظيم اقتصر على الدول الغربية دون سواها، واستمر هذا الاحتكار حتى جاءت قرعة مونديال 2022 التي حملت في طياتها مفاجأة كبيرة، كان الإعلان من خلالها عن فوز قطر كأول بلد عربي ولأول مرة بشرف تنظيم كأس العالم منهية سيطرة دول الغرب التي دامت طويلا.

تنظيم قطر لمونديال كأس العالم سيكون حدثاً تاريخياً

كما عهدناها دوما رمزا للتحديات باشرت قطر تحضيراتها لمونديال وعدت بأنه سيكون من أنجح نسخ كأس العالم التي نظمت على الإطلاق، فانطلق قطار الإنجازات بالسرعة القصوى ووعدت قطر بإنجاز سبعة ملاعب مونديالية من أعلى طراز إضافة إلى استاد خليفة الدولي الذي سيعاد تهيئته بما يتماشى و الحدث العالمي، لم تكد تمر أربع سنوات الأولى عن إعلان استضافة قطر للمونديال، حتى بلغت نسبة إنجاز الملاعب 50% وجاوزت في أخرى، أيقن العالم من خلال هذا أن قطر ستبهر العالم ولا شك بتنظيم استثنائي لم يشهد له التاريخ الكروي مثيل. وستكون ملاعبها قمة في الروعة والإبداع من حيث التصميم والتجهيزات الداخلية.

مرت الأعوام والعمل جار على قدم وساق ليل نهار لتكون عروس الخليج في الموعد، كل الطاقات البشرية والمادية تم تسخيرها في سبيل بلوغ الهدف المنشود. شيئا فشيئا بدأت تظهر ملامح الملاعب المونديالية وقاربت الأشغال على الانتهاء. تواصلت المجهودات إلى أن تم تسليم آخر ملعب من الملاعب المخصصة لتنظيم الحدث العالمي، وبها أعلنت قطر نجاحها في أول تحد في انتظار ما هو قادم.

لتكون جاهزا لتنظيم حدث كبير بمستوى كأس العالم يجب تجربة تنظيم حدث مشابه، فجاءت كأس العرب وكان الافتتاح والتنظيم مبهرا رمى بتوقعات المتشائمين إلى ما وراء الشمس، أثبتت قطر للعالم أجمع حينها أنها استحقت حصولها على شرف تنظيم كأس العالم عن جدارة.

مرت الأيام سريعا وافتتحت عملية بيع التذاكر في مراحل ثلاث لتليها عملية إعادة البيع على منصة فيفا، وبدأ العد التنازلي حيث تبقى أقل من مائة يوم عن إعلان صافرة البداية لأول مونديال على أرض عربية وبتنظيم عربي خالص، فكلنا شوق لهذه اللحظة التاريخية التي لن تتكرر في وقت قريب.

فيديو مقال أخيراً الحلم أصبح حقيقة

 

أضف تعليقك هنا