أدب الأطفال..ما بين ماضٍ حاضرٍ وحاضرٍ ماض

يستهوي أدب الطفل معظم الأدباء ، و لكن لا يبرع به إلا القلة النادرة ..فمن هنا ، كان لا بد من التعمق بهذا الموضوع الساحر ، نعم ، كيف لا يكون ساحر ، و هو يتناول ذوي الأظفار الناعمة و العقول الحالمة .و للخوض في هكذا موضوع لابد لأن نهرع لفتح عدة أبواب كل واحد منها يفضي إلى آخر ، و ليكن الباب الرئيسي للدخول:

أدب الطفل.. إبداع البساطة والخيال الخصب

بدايات أدب الطفل في العالم العربي 

يرجح ظهور أدب الطفل عالمياً إلى القرن السابع عشر في أوروبا وبدأ يتطور ويزدهر في منتصف القرن العشرين ، و ربما كان أول كتاب مطبوع للأطفال قد ظهر عام ١٤٨٤ وهو «خرافات إيسوب» للكاتب رليام كاكستون ، أما في عالمنا العربي فإن مصطلح أدب الأطفال لم يظهر حتى العام ١٩٣٠ ولكن ذلك لا يعني انه لم يكن موجوداً قبل ذلك ولكنه كان يقتصر على موضوعات معينة جلّها تعليمية .

كانت الترجمة سبيل من أحد السبل لنقل أدب الأطفال إلى العالم العربي ، ثم جاء أحمد شوقي ليدعو اإلى قيام أدب الأطفال المترافق مع حكايات و قصص شعرية .

لم يكن الصدى كبيراً لدعوته ثم بدأت لاحقاً مرحلة التجارب التي تنوعت بين النماذج التعليمية وبين الترجمات حتى وصلنا إلى مرحلة الأدب الخاص بالعرب عبر أنامل كل من : كامل الكيلاني و محمد الهراوي. و هما تجربتان أساسيتان سهلتا الطريق لإنطلاقة هذا الأدب المكتنز و الموجه لأهداف سامية.كما أن هناك مجموعة كبيرة من الكتاب المعاصرين الذي قدموا كتباً وروايات عديدة ممتازة ،  أما من هم يعتبرون أعمدة أدب الأطفال و أصحاب فضل لا ينكر في هذا المضمار ، لا و بل هم من أعطوا الهوية العربية لهذا الأدب المتخصص :

  • زكريا تامر
  • كامل الكيلاني
  • محمد الهراوي .

روّاد أدب الطفل 

زكريا تامر

و هو  أديب سوري وصحفي وكاتب قصص قصيرة، يُعد أحد أبرز كتاب القصة في العالم العربي،  ولد بدمشق عام 1931، اضطر إلى ترك الدراسة عام 1944 ، شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وترأس سابقًا قسم الدراما التلفزيونية السوري .لعب دوراً كبيراً في تطوير مسيرة أدب الاطفال وفي نهضتها وقد كتب حوالي ١٠٠ قصة للأطفال ترجمت إلى اللغات الأجنبية وأثارت الأعجاب لكونها غنية من حيث المعنى والأسلوب واللغة.

إن أكثر ما يميز قصصه البساطة في اللغة و الخصوبة في الخيال بحيث يتمكن الطفل من عيش مغامرة من نوع ما ، وفي الوقت ذاته إستيعاب ما يطالعه والإستفادة من العبر.

مؤلفات زكريا تامر

من مؤلفات زكريا تامر التي لا تزال راسخة في الكثير من الكتب المدرسية الخاصة باللغة العربية هي قصة : لماذا سكت النهر ؟ ، و أيضاً قصة : الجراد في المدينة و للاطلاع أكثر على مجموعته القصصية يمكنك الضغط هنا.

كامل الكيلاني 

وهو كاتب وأديب مصري اشتهر بأعماله الموجهة للأطفال وأطلق عليه النقاد لقب رائد أدب الطفل في العالم العربي، وترجمت قصصه إلى عديد من اللغات. تعتبر قصص الكيلاني من أفضل الكتابات العربية  فهو انطلق من أجل تحقيق هدف آمن به وهو إنشاء مكتبة للأطفال فأصدر قصته الاولى «السندبان البحري» ثم أتبعها بالعديد من القصص المستوحاة من أساطير الادب العالمي والأدب الشعبي.

كان حريصاً كلّ الحرص على استخدام الفصحى وعلى تغذية روح الأطفال وخيالهم ومساعدتهم على تجنّب الأخطاء اللفظية إذ كان يشكّل الكلمات تشكيلاً كاملاً. له أكثر من ٢٥٠ قصة للأطفال منها : مصباح علاء الدين ، حي بن يقظان  ، نوادر جحا ، العرندس ، تاجر بغداد ..إذا كنت ترغب بالاطلاع على مجموعة الكيلاني هنا .

محمد الهراوي 

محمد حسين محمد الهَرّاوي (1885 – 1939)، ولد في مصر، و هو سليل أسرة اشتهرت بالعلم والأدب، فكان جده كبير علماء مصر في عهد محمد علي، وقد تعهده خاله الشاعر «محمد شريف سليم» بالرعاية الأدبية، كما تلقى علومه الأولى في مدارس القاهرة والإسكندرية وتعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العلوم العربية؛ مما أعانه على نقل بعض الأعمال الشعرية إلى العربية.

واشتهر  كشاعر محب للعمل الثقافي من خلال وظيفته بدار الكتب، حيث أدار الندوات وجعل من دار الكتب مكانًا لالتقاء الأدباء والشعراء يطلقون عليه دار الهراوي تقديرًا لمكانته فيها، و يعد أحد رواد الكتابة للطفل بحكايات شعرية، بعد جيل أحمد شوقي ، و قد اعتمد اللغة السهلة السليمة بتوليفة طريفة تسهّل على الطفل حفظه.

من أشعاره : سلسلة سمير الطفل- سمير الطفل للبنين- سمير الطفل للبنات- شمس الضحى هو كتاب في أغاني الاطفال وهو مناسب جداً  للأطفال دون العاشرة .و إن كنت راغباً بالاطلاع على وؤلفاته من هنا . و فيما يخص الإصدارات العربية التي عُنيَت بجمع المفيد للطفل و استقطاب الأدباء و الفنانين و الشعراء ، يمكننا أن نقوم بجولة خاطفة على :

مجلات الأطفال العربية 

مجلة أسامة

هي مجلة سورية شهرية للأطفال تصدر في دمشق عن وزارة الثقافة السورية ، صدر العدد الأول منها في تاريخ 1 شباط من عام 1969، فهي من المجلات الرائدة بهذا الصدد وهي متخصصة بكل ما يتعلق بالطفل و تنمية ثقافة الأطفال و اليافعين وتنشر اليوم المجلة في كافة المحافظات السورية والأقطار المجاورة ناهيك عن النشر بالصيغة الالكترونية و الورقية تماشياً مع روح العصر ، ومازالت إلى يومنا هذا تبدع أفكار ثقافية جميلة.

ترأس المجلة نخبة من الأساتذة عادل أبو شنب ثم زكريا تامر ثم ميشيل كيلو ثم دلال حاتم. وقد رسم بها ممتاز البحرة مبدع شخصية أسامة وماجد وشنتير وغيرهم، كذلك رسم بها طه الخالدي و نذير نبعة والفنان نعيم إسماعيل كما رسم بها يوسف عبدلكي ولجينة الأصيل ونزار غازي. 

لزيارة صفحة مجلة أسامة على فيسبوك هنا .

قامت صفحة ‏مجلة أسامة‏ بتحديث معلوماتها في قسم "حول".

مجلة ماجد

و هي مجلة شهرية للأطفال ، كانت المجلة تصدر أسبوعياً عن شركة أبوظبي للإعلام كل يوم أربعاء منذ أول يوم أصدر فيه العدد الأول في 28 فبراير (فيفري) من سنة 1979 وحتى نهاية العام 2019، وتحول إصدراها إلى مجلة شهرية منذ بداية العام 2020 حتى الآن.

وفي عام 2015 تم تدشين قناة تلفزية خاصة بالمجلة تحت مسمى قناة ماجد، كما وتم إطلاق تطبيق للمجلة على نظام أندرويد وأبل ستور.

تشجع (ماجد) قراءها على المساهمة في التحرير. وما يكرّس ذلك أنّ عدد من القراء أصبحوا من كتاب المجلة الدائمين، الذين ينشر إنتاجهم بصفة دورية ، ويشارك في أعمال المجلة نخبة من الكتاب والرسامين من الدول العربية الشقيقة ، أمثال : أحمد عمر ، محمد المنسي قنديل ، خليل حداد ، رؤوف وصفي ، منال عزام ..

لزيارة صفحة مجلة ماجد على فيسبوك هنا .

ماجد (مجلة) - ويكيبيديا

مجلة العربي الصغير

و هي مجلة شهرية مخصصة للأطفال، وقد صدر العدد الأول منها في فبراير عام 1986، بعد أن كانت تصدر ككتيب يوزع مع مجلة العربي بداية من عام 1958. وهي تصدر شهريا عن وزارة الإعلام بدولة الكويت وتوزع في كثير من دول العالم.

الهدف الأساسي لصدور المجلة هو المساعدة على إنشاء جيل من العرب يحقق السبق والتقدم لوطنه ويتمسك بهويته وهي تحث القراء على إرسال مساهماتهم لها لنشرها وتساهم في الكثير من المعارض.

من كتاب المجلة : محمد المنسي قنديل ، محمود قاسم ، السماح عبد الله ، فاروق شوشة ..لزيارة صفحة مجلة العربي على فيسبوك هنا .

كتاب مجلة العربي الصغير 2020 العدد 00335 - مكتبة نور

و القائمة تطول في أدب الأطفال ، ذلك العالم الساحر ..

يحق للأطفال أدب يليق بتنشئتهم، لذلك لابد من توخي الحذر فنحن نتعامل مع جيل صاعد ، مع جيل تتعدد أمامه مفترقات الطرق، فلنمسك بيده نحو الطرق الآمنة أو لنوجهَهُ باتجاهٍ يصقل مواهبه و رغباته ، و أدب الطفل هو الأداة الفعالة لهذه المهمة .

فيديو مقال أدب الأطفال..ما بين ماضٍ حاضرٍ وحاضرٍ ماض

أضف تعليقك هنا