الجزء 13 من روايـــــــة //عـــــوبـــــار// تـــألــيـــف: //زيــد العــرفـــج//

المورد الخامس
الوصول

بسم الله الرحمن الرحيم: {{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}} الآيات 146-150 من سورة الشعراء

سارت بي ناقتي نحو بلاد الشام

سارت بي ناقتي من بلدة إلى بلدة، وكنت حريصاً ألا تروي عطشها من أي مورد مائي غير الموارد المدربة على ارتيادها حتى لا تضل الطريق، فعطشها كان الوسيلة الوحيدة للوصول بي إلى المورد الخامس، فبدأت أتجنب البلدات الواقعة على طريقي ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فسارت بي وبخطى حثيثة نحو المورد الخامس الذي ربما يكون آخر الموارد.

شعرت بالقرب الشديد من مورد الماء الخامس، ذهبت لإحدى البلدات القريبة وسألتهم عن المنطقة التي وصلت إليها، فأخبروني أنني في بادية الشام وأقرب مدينة لي جلق، آه.. إن ناقتي تسير بي نحو جلق.. تركتها تسير وتسير وفجأة رزمت بصوتها فعرفت أنها وصلت للمورد، نزلت وبحثت عنه فوجدت نفسي ضمن أرض تربتها لحقية خصبة، بحثت سريعاً عن العلامات الحجرية فوجدتها، أزحت الصخرة الكبيرة التي تسد فوهة البئر فعبقت رائحة الحياة في المكان.. أرسلت دلوي فكان الماء قريباً جداً، فشربت من الماء وكان عذباً جداّ وسحبت الدلاء لناقتي حتى ارتوت..

استضافني أحد أبناء تلك المنطقة وكان كريماً غاية الكرم، وبعد أن تناولنا طعام العشاء وأخبرته بوجهتي نحو جلق أعلمني بأنني سأصلها في ظهيرة الغد كحد أقصى، إلا أن مضيفي أُعجب غاية الإعجاب بالحقيبة الجلدية التي كنت أحملها فطلب مني مبادلتها بحقيبة جلدية موجودة لديه، ارتبكت من طلبه كثيراً، خاصةً وأن مبادلة الحقيبة يعني إفراغ محتواها وبالتالي سيرى السر الذي أحمله معي، ولربما طمع فيه أو دفعه الفضول لمعرفة سر تلك الأسطوانة وبالتالي تضيعُ الأمانة.

قلت لمضيفي: اترك أمر المبادلة حتى الصباح، فأنا الآن متعب وأريد أن أخلد للنوم. فقال: يا ضيفي لا أريد إحراجك ولكن الحقيبة التي سأمنحها لك أفضل من هذه التي بحوزتك. ولما رأيت إصراره، قلت له بتأفف: دع أمر المبادلة حتى الصباح، وأنا أعدك بمبادلتها. ولكنني عقدت العزم على المغادرة ليلاً قبل الصباح هرباً بالحقيبة وسرها الثمين، وبعد منتصف الليل وحين اطمأننت أن مضيفي غارق في النوم تسللت من البيت، وركبت ناقتي وأكملت مسيرتي، فدخلت غوطة جلق الغناء الوارفة الخضرة، ومنها دخلت بوابات جلق العظيمة.

أودعت ناقتي في أحد الخانات وذهبت لأبحث عن مكان أسكن فيه لفترة مؤقتة ريثما أنهي مهمتي، استأجرت منزلاً صغيراً وسط المدينة، وبدأت أبحث عمن أستطيع اعطاءه العلم الذي أحمله، وقد ازداد فضولي لمعرفة ذلك العلم هل هو علم اللسانيات أم العلم الأساسي أم علم طاقة الأثير.. لا أعلم..، سألت عن علماء هذه البلدة فلم تظهر لي أية إشارة تدلّ على درايتهم بالعلم الذي أحمله، وبحسب توصيات الأستاذ عيّاد فإن هناك مجموعة من العلماء سيستقبلوننا في المكان الذي نصل إليه ويأخذون عنا العلم الذي نحمله، ولكن مغادرة عوبار على وجه السرعة بسبب الكارثة الكبيرة التي حلت بها، جعلنا نحن السبعة نحمل علوماً لا نعلم ما هي ونركب النوق لجهة لا نعرفها بل تحددها تلك النوق التي نمتطيها.

في الشام لا يوجد طاقة أثيرية

تجولت في الشام ففاجأتني باستغنائها عن الطاقة الأثيرية وتطبيقاتها، فهناك الطواحين التي تعمل بالماء، والأفران التي تنتج الخبز الشهي، والمحراث الذي تجره الحيوانات فيحرث أراضي الغوطة الخصبة، والكتابة منتشرة في كل مكان، وأهم من ذلك كله استغنائهم عن الحاسبات الأثيرية بآلة ابتدعوها للعد والحساب تسمى المعداد، وهي عبارة عن خرز مصفوف على شكل أعمدة تصل لخمسة عشر عموداً يمثل الأول منها الآحاد والثاني العشرات والثالث المئات وهكذا …. وفي كل عمود أربع خرزات مجتمعة والخامسة منفصلة، بحيث يبدأ العد فيها من واحد إلى أربعة بسحب الخرزات الواحدة تلو الأخرى، وعندما تصل للرقم خمسة تسحب الخرزة المفردة وتعيد الخرزات الأربع إلى مكانها السابق لتعد بها من جديد بعد الخمسة من ستة إلى تسعة، وعندما تصل للرقم عشرة تعيد العمود الأول كما كان وتسحب واحدة من الخرزات الأربعة في العمود الثاني (العشرات) ليصبح العدد عشرة، إنها آلة يدوية عجيبة تحتاج فقط اليد والدماغ والذاكرة، فهي لا تحتاج للطاقة بل تعتمد على يد الإنسان وعقله وذاكرته فقط.

عدت للخان الذي أودعت به ناقتي، وكدت أفقد الأمل في تقديم العلم الذي أحمله، كما خشيت على نفسي الخطر إن عرضته على علماء المدينة أو حكامها، لذلك آثرت المحافظة عليه حتى لو اضطرني الأمر أن أعود بناقتي أدراجها إلى محطة التقائنا المتفق عليها بعد العودة، فلا بد أن أجد الأستاذ عيّاد هناك أو أحدٌ ممن يخصّه، فالأستاذ عيّاد أخبرنا أن النوق مدربة بعد وصولها للأماكن السبعة المتفق عليها أن تعود أدراجها إلى مكان في شمال الجزيرة العربية يسمى الحجر، فنلتقي جميعنا هناك، ويوضح كلٌّ منّا ما الذي حصل معه في إنجاز مهمته.

مقابلتي للرجل الذي أرسله الأستاذ عياد

وصلت للخان لأحزم أمتعتي وأسير في طريق العودة، إلا أن صاحب الخان بادرني بالسؤال عن نفسي ومن أي منطقة أتيت، فشعرت بالقلق من ذلك، ولكن لمّا قال لي: إن شخصاً سأله أكثر من مرة عن رجل غريب يصل لجلق على ناقة يدلُّ مظهره على قدومه من سفر بعيد، ثم تابع صاحب الخان قائلاً: فأخبرته أن رجلاً وصل منذ أيام للخان وربما يكون هو مطلبه، ولكنني لم أستطع البحث عنك لأخبرك بذلك، فانتظرت عودتك لأرسل خلفه بالمجيء لمقابلتك كما أوصاني هو بذلك.

لم يكن أمامي من خيار سوى مقابلة ذلك الرجل، أرسل صاحب الخان في طلبه، فجاء على وجه السرعة، كان رجلاً متوسطاً في العمر، عربي الملامح وكأنه ابن عم لي، رحب بي وسألني فوراً عن الأستاذ عيّاد فعرفت أنه بغيتي ومطلبي، فأخبرته بالكارثة التي حلت بنا وكيف خرجتُ من هناك، فلما أردتُ الحديث عن العلم الذي أحمله أشار إليّ بالسكوت … فسكتُ، وعندها قام بدعوتي إلى منزله لقضاء عدة أيام في جلق.

تسليم حقيبة العلوم للرجل الذي أرسله الأستاذ عياد

وصلنا لمنزله وقدم لي الطعام والشراب وبعد استراحة قصيرة قام بدعوة مجموعة من الشبان إلى منزله، وقد تبين لي أن هذا الرجل يعمل في الطب وأن هؤلاء الشبان من تلاميذه، وهنا طلب مني أن أقدم اسطوانة العلم التي أحملها. أحضرت الحقيبة الجلدية وقلبي يخفق بشدة، وضعتها على الطاولة المنتصبة وسط الغرفة وعقدنا اجتماعنا عليها، بدا على صاحب المنزل الهدوء، أما تلامذته فكانوا شغوفين لمعرفة العلم الذي أحمله، أما أنا فكنت أعاني من اضطراب نفسي وعقلي شديدين.

فتحت الحقيبة بارتباك شديد وأخرجت الأسطوانة فتبين لي أن الاسطوانة ترتبط بها مدخرة، فكل أسطوانة من أسطوانات العلم السبعة كانت مزودة بمدخرة مستقلة تمكّن من تشغيلها في حال تعطلت منابع الطاقة الأثيرية، وذلك كان أحد الاحتياطات المأخوذة لحفظ تلك العلوم التي تعتمد على طاقة الأثير طيلة الوقت.

أي العلوم تتضمن حقيبتي؟

شغلّت أسطوانة العلم التي حملتها في حقيبتي الجلدية وسرت بها من عوبار في قلب الكارثة حتى وصلت إلى جلق، فظهرت شاشة ثلاثية الأبعاد فوق الاسطوانة تماماً، وتبين لنا أن العلم الذي أحمله هو العلوم الأساسية في الرياضيات والفيزياء، لتنبهنا رسالة صوتية تحذيرية أن المدخرة ستعمل لثلاثة أيام فقط، فأطفأت الأسطوانة فوراً ونبهت الحاضرين بوجوب تدوين هذا العلم خلال ثلاثة أيام، شعر الموجودون بالتوتر وأدركوا فوراً حجم المهمة التي يجب أن يقوموا بها.

تحضّر الجميع لتدوين العلم المحفوظ بالأسطوانة التي حملتها، وتم إضافة عشرة أشخاص آخرين للأشخاص الخمسة الموجودين مع مضيفي، شغلت الأسطوانة وبدأوا بتدوين العلم كتابة على مخطوطات محضرة مسبقاً، واتضح لي أن غالبية المعلومات تتعلق بتطبيقات خاصة بالطاقة الأثيرية، بمعنى أن استعمال الطاقة الأثيرية هو الكفيل وحده في إطلاق جزء كبير من هذا العلم الذي أنقذته.

تناقشت مع مضيفي ومجموعة عمله حول ما الذي سيفعلونه بهذا العلم وكيف سيتم تداوله وتطبيقه، فتبين لي من الأشخاص المختصين بهذا العلم أن 30% فقط منه قابل للتطبيق أما الـ 70% الأخرى فهي غير قابلة للتطبيق لأنها متعلقة بطاقة الأثير، وما لم يتم إطلاق علم التقنيات الأثيرية واستجرار طاقة الأثير سيبقى هذا الجزء معطلاً ومهملاً ومبهماً.

خروجي من جلّق وسيري نحو المورد الأخير

حزمت أمتعتي وقررت العودة للنقطة التي ستقودني إليها الناقة من جديد، هذه النقطة التي اتفقنا مع الأستاذ عيّاد على التجمع فيها، إذ قال لنا: إن القوم المتبقين من عوبار بعد الانهيار سيخرجون على شكل مجموعات لأماكن في شمال الجزيرة العربية، وأن النوق السبعة مدربة بعد وصولها لأهدافها المنشودة للعودة نحو ذلك المكان.

عطشّت ناقتي لمدة ثلاثة أيام، وخرجت من جلق وتركتها تسير نحو الجنوب الشرقي، سارت بي الناقة من مكان لآخر وبعد يومين وصلت لمورد ماء مختلف عما مررت به في طريق وصولي إلى جلق، فوردت ذلك المورد واسترحت قليلاً وسرت نحو المورد الذي يليه، فوصلته بعد ثلاثة أيام، وهناك التقيت بطوّاد الذي وصل قبلي بساعات قليلة، فسررت بلقائه وسألته عن الوجهة التي وصلت إليها ناقته فكانت بيت المقدس والعلم الذي نقله كان علم الأرض الشامل لعلوم الجيولوجيا والجغرافيا، وعلمت منه أيضاً أنه قد ورد قبلي مورد الماء الرابع الذي وجدته مفتوحاً في سيري نحو الشام، ثم سرنا سوية نحو المورد الأخير فوصلناه بعد ثلاثة أيام لنصل في النهاية للمكان المنشود الذي اتفقنا عليه مع الأستاذ عيّاد، وهي الحجر نعم إنها الحجر شمال الحجاز.

اجتماعي وأصدقائي في الحجر مع الأستاذ عياد بعد تسلينما العلوم التي حملناها 

وصلت مع طوّاد لمنازلنا الجديدة التي كانت خياماً متناثرة هنا وهناك، فاستقبلنا الأستاذ عيّاد مستبشراً بعودتنا وعلمت منه أن زوجتي وأولادي خرجوا أيضاً من الكارثة ووصلوا للمنطقة ذاتها، أسرعت نحو منزلي الجديد أو خيمتي الجديدة، فوجدت حيرا والأولاد بانتظاري فقد كانوا يترقبون وصولي، وعلمت منهم بوفاة أمي في طريق الخروج من الكارثة ودفنها في تلك الرمال التي ابتلعت حضارتنا للأبد، تلك الأم المؤمنة الصادقة الصابرة التي ثبتت على معتقدها وكان لها الدور الأكبر في هدايتي إلى طريق الصواب.

عدت إلى الأستاذ عيّاد فوجدت عنده عفّان وطوّاد، وعلمت أن ناقة عفّان قادته إلى مكة التي وجدها خالية من الناس وقد طغت عليها الكثبان الرملية فاندثرت معالمها، حتى أن البيت المعمور لم يتبين موقعه، وأن العلم الذي حمله كان علم اللسانيات، ولأنه لم يجد أحداً يأخذ عنه العلم فقد سار نحو القبائل المحيطة بالحرم كالعماليق وجرهم وأعطاهم هذا العلم مشافهةً، ومن ثم سار حتى وصل إلى الحجر ليتمكن من تدوين هذا العلم المهم بمساعدة الأستاذ عيّاد ومجموعة من المهتمين.

وفي اليوم التالي وصل سجّار إلى الحجر فهرعنا لاستقباله فتبين لنا أن ناقته كانت مدربة على المسير نحو بابل العراق، حيث وصل إليها وسلم العلم الذي حمله للمجموعة التي أوصى بها الأستاذ عيّاد وكان علم الفلك والنجوم، وقد أثنى سجّار على مجموعة العلماء العراقيين التي تلقت منه ذلك العلم.

وبعد أيامٍ قليلة وصل نعمان فتبين أن الناقة سارت به إلى مصر، وأن العلم الذي نقله هو علم الأحياء والذي يشمل علوم الطب والكيمياء والحيوان والنبات، وبعد عدة أيام وصل صمّاد عائداً من اليمن وأخبر أن العلم الذي نقله إليها هو علم الحكمة والشامل للعلوم الفكرية والفلسفية، أما حيران فلم يعد حتى ذلك التاريخ.

المهام التي أنجزناها في رحلتنا

ومن خلال عودتنا من الأماكن التي ذهبنا إليها تبين أن مهامنا المنجزة كانت على النحو التالي:

  • أنا جراح حملت العلوم الأساسية إلى جلق – الشام، في حين كان من المفترض أن أحمل علم طاقة الأثير إلى سبأ – اليمن.
  • عفّان حمل علم اللسانيات إلى بكة – الحجاز، في حين كان من المفترض أن يحمل علم الأرض إلى بكة – الحجاز.
  • صمّاد حمل علم الحكمة إلى سبأ – اليمن، في حين كان من المفترض أن يحمل العلوم الأساسية إلى بابل – العراق.
  • سجّار علم الفلك إلى بابل – العراق، في حين كان من المفترض أن يحمل علم الفلك إلى دلمون – البحرين.
  • نعمان حمل علم الأحياء إلى طيبة – مصر، في حين كان من المفترض أن يحمل علم الأحياء إلى طيبة – مصر.
  • طوّاد حمل علم الأرض إلى بيت المقدس – فلسطين، في حين كان من المفترض أن يحمل علم الحكمة إلى جلق – الشام.
  • وأخيراً حيران فقد حمل علم طاقة الأثير إلى دلمون – البحرين، في حين كان من المفترض أن يحمل علم اللسانيات إلى بيت المقدس – فلسطين.

وبناءً على المهام المنجزة فإن نعمان هو الوحيد من المجموعة الذي حمل العلم الذي اختاره (علم الأحياء) ووصل للجهة التي اختارها (طيبة – مصر) ولك ذلك مصادفةً، كما أن عفّان توجه للبلد الذي اختاره فقط (بكة – الحجاز) دون العلم الذي اختاره (علم الأرض)، وكذلك سجّار حمل العلم الذي اختاره (علم الفلك) دون أن تقوده الناقة نحو البلد الذي اختاره (دلمون – البحرين)، أما البقية فقد حملنا علوماً مختلفة عن خياراتنا، ووصلنا لبلدان لم تكن لنا الحرية في اختيارها.

رحلة البحث عن صديقنا حيران

والأهم من كل ذلك (حيران)، الذي من المفترض أنه حمل علم طاقة الأثير وأن ناقته التي اختارها ستذهب به إلى البحرين.. إلى دلمون، يا الله.. إنه يحمل العلم الأهم في الأسطوانة الأهم، ولكن حيران لم يعد إلى الحجر لغاية الآن.. أين ذهب حيران وما مصيره؟، انتظرنا حوالي الشهر ولم تظهر أية دلالات على عودته، بدأ قلقنا يزداد يوماً بعد يوم، اجتمعنا مع الأستاذ عيّاد وقررنا البحث عن حيران، فتجهزنا لذلك، وكانت خطة البحث أن نشكل ثلاثة فرق بحث على النحو التالي: تتجه الفرقة الأولى نحو دلمون البحرين، أما الفرقة الثانية فتتجه نحو ديارنا القديمة في عوبار والتي صارت أرضاً خالية، والفرقة الثالثة تبحث في وسط الجزيرة العربية، وكنت من الفرقة التي ستتوجه إلى دلمون البحرين.

فيديو مقال الجزء 13 من روايـــــــة //عـــــوبـــــار// تـــألــيـــف: //زيــد العــرفـــج//

 

أضف تعليقك هنا