حتمية وضرورة الدين الواحد

الدين موجود منذ وجود البشرية

“لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكن لم توجد قط جماعة بلا دين” هنري بريجسون.
إن من الأهمية بمكان معرفة أن إشكالية الدين شغلت الإنسان منذ وجود البشرية على وجه الأرض ممارسة واعتقادا، حيث وجدت أمم وحضارات دون فنون، وجماعات دون اقتصاد، لكن التاريخ لم يسجل قط حضارات أو جماعات بلا دين…

ما مفهوم الدين؟

وفي هذا السياق لا مشاحة في تقديم مفهوم عام للدين، حيث عرفه ابراهيم الباجوري في قوله “الدين وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود إلى ما هو خير لهم بالذات” وعليه، فالدين هو التسليم لله والانقياد له، وهو الضابط الوحيد والأوحد لكل الممارسات والسلوكيات البشرية… لكن إن كان الأمر كذلك، كيف يمكننا أن نتحدث عن تعدد ديني أم هناك دين واحد منذ وجود البشرية؟

ما حقيقة تعدد الأديان؟

كثيرة هي الأفكار الخاطئة السائدة عند الكثيرين حول الدين الإسلامي، على اعتبار أنهم يظنون أن ظهور الإسلام اقترن بظهور الرسول صلى الله عليه وسلم… -ونسوا أن بعد الظن إثم-، لكنه العكس، فالإسلام وجد منذ أن وجدت البشرية على وجه الأرض، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فلا يمكننا أن نتحدث عن التعدد الديني، لأنه يوجد دين واحد للبشرية جمعاء منذ بداية الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

أدلة تثبت أن الدين واحد منذ وجود البشرية

وفي هذا السياق، يمكننا أن نقدم مجموعة من الأدلة التي توحي بالدين الواحد وتنفي التعدد، وهي نفسها الأدلة التي جاءت على لسان الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، في حين ما يعرف باليهودية والمسيحية فهي مجرد شرائع وملل تنضوي تحت دين واحد ألا وهو الإسلام. ومن أهم الأدلة التي يمكن الاستدلال بها هي على الشكل الآتي:

  • قال الله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام “وأمرت أن أكون من المسلمين” سورة يونس الآية ٧٢.
  • إبراهيم عليه السلام “وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ١٢٧ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك” سورة البقرة، الآية ١٢٧.
  • يعقوب عليه السلام “ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون” سورة البقرة، الآية ١٣٢.
  • موسى عليه السلام “وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين” سورة يونس الآية ٨٤.
  • عيسى عليه السلام “فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون” سورة آل عمران الآية ٥٢.
  • سيدنا سليمان “إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمان الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين” سورة النمل الآية ٣٠.
  • الجن المؤمن ” وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون” سورة الجن، الآية ١٤.
  • سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم “إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” سورة آل عمران، الآية ١٩.

وإجمالا، يمكن أن يقال في ظل ما قيل إن الدين دين واحد والشرائع والملل متعددة.

ادريس الكريط/ أستاذ باحث من المغرب.

فيديو مقال حتمية وضرورة الدين الواحد

 

أضف تعليقك هنا