ما هي العلاقة بين كواكب الفضاء ومدينة دمشق؟

ألقاب مدينة دمشق

دمشق من أقدم المدن في العالم، ظلت عامرةً ومأهولةً باستمرار، تعددت ألقابها، وتنوعت بتنوع الحضارات التي تعاقبت عليها، نظراً لما لها من مكانةٍ علميةٍ، وثقافيةٍ، ودينيةٍ، وسياسيةٍ، وتجاريةٍ، عُرفت بها على مر العصور، فهي روضة الغوطة الغنّاء، وبردى بفروعه السبعة، والياسمين، وهي الفيحاء، والشام، وجلّق، ولؤلؤة الشرق، وهي المتحف الحيّ لجميع حقب التاريخ التي مرّت عليها خلال آلاف السنين.

اسم دمشق في العصور القديمة

واسم دمشق ذُكر في سفر التكوين، كما تكرر ذكره في العهدين القديم والجديد، وورد الاسم في النصوص الآشورية بلفظ (دا ماش قا)، وفي النصوص الآرامية بلفظ (دارمسيك) أيّ “الأرض المسقية”، أو “أرض الحجر الكلسي”، وفي العصور الإسلامية أطلق عليها اسم (الفيحاء)، و(جلّق)، و(الشام).

النشاط الزراعي في دمشق

تعد دمشق أول مدينة في العالم عُرفت توزيع المياه وإيصالها إلى المنازل والمزارع، مما جعلها واحةً ظليلةً داخل الصحراء التي تحيط بها من جهاتها الأربع، كما قام إنسان الكهوف بنشاطٍ واسع في المنطقة الأولى التي نزلها في دمشق-شرق باب توما وباب شرقي، حيث أخذ يشق أقنية بردى شرق المدينة، وسكن تلك المناطق التي تجاور مزروعاته ومنتجاته، حيث كان للزراعة الأثر الأكبر في نمو السكان، وقد دأب على إصلاح الأقنية والتوسع بالمنطقة الزراعية، حتى تشكلت تلك الواحة الضخمة والممتدة على مساحاتٍ واسعة، فأخصبت الأرض، وعاش الإنسان في تلك الأزمنة في بيوتٍ صنعها من أغصان الأشجار والقصب الذي يحيط بضفتي نهر بردى.

أسوار مدينة دمشق 

يحيط بكل الحكايات التاريخية لمدينة دمشق سور عظيم وأبواب سبعة لا يزال معظمها باقيا حتى اليوم وإن لم تعد تؤدي وظيفتها القديمة، تغيرت بعض معالمها الأصلية وزيدت عليها إضافات وكتابات على مر العصور، حيث بني السور خلال القرن الثاني قبل الميلاد في العهد الروماني، بالحجارة الضخمة المدببة، وكان مستطيل الشكل يبلغ طوله1500م وعرضه750م والسور الحالي من العهدين النوري والأيوبي.

ارتبط سور دمشق وأبوابه في السابق بأمن الدولة، ومصلحة شعبها، حيث كان وسيلة دفاعية قوية لصد المعتدين، فيخرج الرجال للقاء العدو، بينما يبقى الأطفال والنساء والشيوخ بأمان خلف الأبواب، وبين داخل السور وخارجه انقسمت مدينة دمشق القديمة التي استوطنت منذ آلاف السنين داخل السور، ومع بداية العهد الأيوبي توسعت المدينة وتجاوزت السور، فتأسست خارجه حارات، مثل: الشاغور، وساروجة، والصالحية، والميدان.

أبواب مدينة دمشق وصلتها بالكواكب

يختلف سكان مدينة دمشق اليوم حول عدد أبواب المدينة القديمة ومسمياتها، ويجمع البعض بين الأبواب الأساسية للمدينة، وبين أبواب الحارات الصغيرة، حيث كانت الأبواب السبعة تزيد وتنقص بين الحين والآخر، فعندما يجدد السور تسد أبواب وتفتح أبواب أخرى، ووصل عدد الأبواب في العهد الإسلامي إلى تسعة أبواب، ونظراً لتوالي الأحداث التي مرت على السور تعرض للهدم والإهمال ولم يبقَ منه سوى قطعة وحيدة حافظت على شكلها القديم وهي الممتدة من باب السلام إلى باب توما، ويبلغ طولها حوالي 500 متر.

فالأبواب الأساسية هي: باب توما، باب السلام، باب الفراديس، باب كيسان، الباب الصغير، باب الجابية، وباب شرقي وحسب الاختراق القديم هناك علاقة تربط كل باب بكوكب من كواكب الفضاء. من أبواب دمشق كان يدخل التاريخ والتراث بالعمران، ومنها دخل الغزاة، والفاتحون، وتجار البضائع والحرير، والثقافات المتعددة، والفلاسفة، والمتصوفون، والأدباء، وقائدو الدول، وكل باب يحمل تاريخ من مروا ودخلوا من تحت قوسه.

ذكر بعض المؤرخين أن عدد الأبواب ثمانيةٌ كعدد أبواب الجنة، وقال بعضهم الأخر: إن اليونانيون القدماء اختطوا لدمشق سبعة أبواب، وتبعهم الرومان في ذلك، وكانوا يقفون لكل بابٍ كوكباً من كواكب السماء السبعة اللامعة، كما يقول أبن عساكر، وهي الباب الشرقي للشمس، وباب كيسان لزُحَل، وباب الصغير للمريخ، وباب الجابية للمشتري، وباب الجينيق للقمر، وباب الفراديس لعُطارد، وباب توما للزُّهرة، وقد ازداد عدد هذه الأبواب ونقص من عصر لأخر، وبخاصة في السور الغربي، وبحسب الرومان واليونانيون آنذاك كان يُعتقد أن نسبة ابواب دمشق لكواكب السماء كان كفيل بحماية دمشق من الغزو والعدوان، وأن كواكب الفضاء كفيلة بحماية أبواب دمشق وسورها التاريخي.

أهمية مدينة دمشق 

هذا وظهرت مدينة دمشق كأقدم عاصمة في العالم، وأقدم مدينة مأهولة بالسكان، كانت عاصمة الآراميين، ثم أصبحت فيما بعد قلب الامبراطورية الرومانية، ومركزاً تجارياً هاماً للرومان، لتسويق وتوزيع المنتجات بين أوروبا والشرق، حيث قام الرومان بتجديد بناء مدينة دمشق على حطام البناء القديم، وزاد من شهرتها عندما أصبحت مركزاً للديانة المسيحية في العصر البيزنطي عام 39م.

فيديو مقال ما هي العلاقة بين كواكب الفضاء ومدينة دمشق؟

 

أضف تعليقك هنا