محاولات العبث في شرائع الدين الإسلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي

بقلم: سهيله عمر

بم يختلف القرآن الكريم عن التوراة والكتب الأخرى المنزلة؟

الذي يقرأ العهد القديم والقرآن الكريم لا يشك لوهله أنهما كتب منزلة من الله تعالى لمدى التشابه بين قصص الأنبياء في القرآن الكريم مع قصص الأنبياء في العهد القديم. بل حتى الآيات التي تذكر معاصي اليهود وقتلهم الأنبياء كعيسى بن مريم عليه السلام وعبادتهم العجل وطلب الله من اليهود أن يقتلوا أنفسهم مذكورة في العهد القديم. لكن الفارق الرئيسي وجود التحريف في التوراة. وهذا التحريف واضح في النقاط الخلافية البارزة بين العهد القديم والقرآن الكريم. على سبيل المثال السامري هو الذي أمر اليهود بعباده العجل وفق القرآن الكريم بينما اليهود حرفوا التوراة وجعلوا سيدنا هارون هو من أمر اليهود بعباده العجل، والله نزهه من هذا في القرآن الكريم. القصد أن العهد القديم يحمل تحريفا بناء أهواء كهنة اليهود. وهذا نعرفه جميعنا. القرءان الكريم بحكم الله في اللوح المحفوظ لا يمكن أن يحرف حتى قيام الساعة. قال تعالى: “بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ “.

والقرآن الكريم فصل الأحكام والشرائع تفصيلا دقيقا بحيث لا نختلف. وجاءت السنة النبوية مفسره ومفصله لما جاء في القرءان لكريم. على سبيل المثال كيفية الصلاة والحج والزكاة والزواج وغير ذلك من الاحكام اخذناها من السنة النبوية الصحيحة.

عبث اليهود بشرائع الله بشأن بناء هيكل مكان المسجد الأقصى

ومن أبرز الأدلة أن مكان المسجد الأقصى هو مسجد ولا يمكن يبنى مكانه هيكلا لليهود محسوم في القرءان الكريم بسوره الإسراء. قال تعالى:” سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.

واليهود والنصارى يؤمنون سرا بالقرآن الكريم. لان القرءان الكريم جاء بالأساس شاهدا على نبوة الأنبياء السابقين وعلى كتب الله كالمنزلة سابقا التوراة والانجيل ومصححا لما تم تحريفه بهما ومتمما لشرائع الله وتعاليمه. ومن هذا المنطلق هم يعرفون جيدا أنه لا يمكن بناء هيكل مكان المسجد الأقصى لأن قول الله في القرآن الكريم أزلي لكنهم يعبثون. وهذا كان من أبرز محاولات العبث بشرائع الله.

محاولات العبث في شرائع الدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وبما انه لا يمكن تغيير احكام الله في القرءان الكريم، إلا أنه كثيراً ما يتم إثاره اللغط والجدل بكيفية تنفيذ هذه الأحكام. فتلاحظ من حين لأخر في منصات التواصل الاجتماعي تسليط الضوء على قضايا جدليه بينما أحكامها واضحة صريحة في القرءان الكريم. لكن يتم العبث بمناقشتها لأجندات مشبوهة. وسأضرب مثالين واضحين ظهرا في الآونة الأخيرة.

قصة عن الخيانة الزوجية ونسب الأبناء..

المثال الاول: منذ حوالي ثلاث سنوات تم تسليط الضوء على قضية رجل تعرض لخيانة زوجيه على مر إحدى عشر عام. وأنجب ثلاث أطفال من زوجته. ولم تكن لديه أدله واضحة للخيانة لكن اكتشف أن الثلاث أطفال ليسوا أطفاله من خلال تحاليل البصمة الوراثية. وهربت الزوجة بالأطفال لمجرد صدور حكم بالزنا عليها لسنتين ورفضت المثول لأعاده التحليل من خلال لجان ثلاثية عده مرات مما يعد اعتراف ضمني منها بإدانتها. بينما توجه الزوج لمنصات اليوتيوب للمتاجرة بحجه حشد التأييد لمطالبته بأنكار النسب وتغيير القاعدة الشرعية “الطفل للفراش”. وهو بانتظار حكم القضاء الأشهر القادمة بخصوص انكار النسب. مع ان حكم الله واضح في القرءان لحالته ان هؤلاء الاطفال ان كانوا ليسوا بأبنائه من صلبه فهم ادعياءه. أي لا يحوز تغيير اسمائهم بعد أن كبروا حرصا على مصلحه الاطفال. هذا إذا تم التأكد من عدم بنوتهم للاب.

أحكام الله في النسب واضحة في القرآن الكريم ولا مجال للعبث بها

فلماذا تدور النقاشات على مدى ثلاث سنوات والإجابة بالقرآن الكريم: قال تعالى: “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ ولكن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” قال تعالى:” إِذْ تَقُولُ للذي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ واتق لله وَتُخْفِى في نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ وَتَخْشَى الناس والله أَحَقُّ أَن تخشيه ۖ فَلَمَّا قضى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زوجناكها لِكَىْ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِىٓ أَزْوَٰجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولًا”

أي الاطفال يبقون أدعياء للأب ان لم يكونوا ابناءه وهو وليهم عليه الاحسان اليهم خاصه انه لا يعرف ابائهم. على العموم القضية هذه بيد القضاء ويحسمها القضاء. لكن من قاموا بتسليط الضوء على هذه القضية من الطرفين كان لهم عده اهداف. الهدف الاول هو المتاجرة بالقضية في اليوتيوب وحصد الدعم تحت مسمى التعاطف مع الزوج او المحامين او الزوجة او الاطفال. والهدف الثاني شرعنه إنكار النسب إذا أثبتت تحاليل البصمة الوراثية عدم أبوة الأب للأبناء. والهدف الثالث خلق فتن وصراعات بين أنصار الزوج الذين يؤيدون مطالبته بإنكار النسب وانصار الزوجه الذين يرفضون التشهير بها على منصات التواصل الاجتماعي من منطلق الستر من أجل سمعه الاطفال وعائلتها. والهدف الرابع يخدم اجندات سياسيه للتشكيك بالطب الشرعي المصري لتبرير خوف الزوجه من إعاده التحليل.

قصة زواج امرأة بناشط اجتماعي وديني..

المثال الثاني نشهده اليوم: خرجت إمرأه تدعي على ناشط اجتماعي وديني وهو عاده ينشط في الرد على الملاحده والمشككين بالدين الإسلامي، أنه استمالها واستدرجها لمصر بحجه وعدها بالزواج في حاله حدوث قبول بينهما. وأنه أسكنها شقه له وطلب منها الزواج شفهيا بحجه أن النظر إليها حرام، وأنه استشهد على الزواج بشاهدين من الأزهر الشريف تليفونيا لا تعرف هي حتى أسماءهما. وأنها وافقت ولكن اشترطت عليه أن لا يعاشرها. إلا انه حاول معاشرتها واعتبرت هذا اغتصاب. وأنه في نهايه الزياره قال لها “انتِ حره” وبهذا خالف وعده بالزواج منها. وأنها تطالب برد اعتبارها لخداعه لها. والغريب أنها لن تأتي بأي صوره أو فيديو لها معه أو حتى أي تسجيل صوتي له معها يؤكد كلامه. إلا أن منصات التواصل الاجتماعي هاجت وماجت على هذه القضيه التي ادعتها إنسانة مجهولة الهوية لم تصدق حتى باسمها وديانتها. وكل ما قدمته اختام دخولها وخروجها من مصر وهذا لا يثبت تواصله معها في تلك الفتره، ومحادثات شات ثبت أنها من شركه اتصالات مصريه في الوقت الذي كانت فيه خارج مصر. وأساسا اي محادثات ممكن فبركتها بسهوله من خلال حسابات وهميه. ولم يكن هناك أي تسجيل صوتي له بهذه المحادثات.اي لم تقدم أي اثبات على كلامها.  والادهى والامر انها تطالب الحكومه المصريه باثبات علاقتها به من خلال الكاميرات في الاماكن التي رافقته بها. بل تطاب الحكومه المصريه معرفه هويه الشهود من خلال كشف مكالماته.

والذي يذهل أن تجد قنوات إعلاميه كبرى سلطت الضوء على هذه القضيه من زاويه هل الزواج الشفهي مشروع أم لا؟؟ إلى أي مدى وصلنا من عبث؟ إذن باتت واضحة جدا الأهداف. الهدف الأول هو إسقاط الناشط الديني والاجتماعي لأنه من أبرز من يتصدون للملاحدة والمرتدين والمشككين بالدين الإسلامي. الهدف الثاني خلق بيئة صراعات ما بين مناصري ومصدقي الناشط الديني الاجتماعي ومناصري الفتاه وممن يقف وراءها. والهدف الثالث هو فتح باب للجدل لاستباحه الزواج الشفهي كبوابه للدعاره الشرعيه.  والهدف الرابع اجندات مشبوهة خاصه انها اقحمت شيوخ بالأزهر بانهم وافقوا على الشهادة بالتليفون.

الدين الإسلامي فيه تفصيل كامل لشؤون الزواج ولا يمكن العبث بأحكامه

الدين الإسلامي واضح. حتى الجاريه بالإسلام يكتب وثيقه لتملكها وعتقها. والإسلام أمر حتى بكتابه الدين واشهاد شهود عليه. فما بالكم بالزواج الذي يترتب عليه حقوق وواجبات واطفال؟؟ الزواج شروطه وأركانه واضحه كما أركان الصلاه واضحه لا تحتمل اللغط. أركان الزواج هو كتابه وثيقه زواج وموافقه الولي وتوقيع شاهدين وإشهار. أي زواج لا تتوافر به هذه الشروط هو فاسد أو باطل، أما أن تاتي فتاه وتدعي أنه شخص تلاعب بها وادعى أنه تزوجها شفهيا فهنا يقع الإثم عليها كما يقع عليه سواء صدقت أو كذبت لأنه وقوع في المحظور. فكل نفس بما كسبت رهينه. والأولى أنها تستر على نفسها خاصه أنها تقذف رجلا بدون أي دليل. ويقع عليها حد القذف مادامت لم تاتي بالشهود والبينه. “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ” فانتبهوا من محاولات العبث في شرائع الدين الاسلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

[email protected]

بقلم: سهيله عمر

 

أضف تعليقك هنا