هل ستتحقق نبوءة زوال إسرائيل على يد قبيلة كنعانية بالجزائر لها ثأر تاريخي مع اليهود؟

بقلم: مازن أبو دياب

انتشرت نبوءة زوال إسرائيل التي من المعتقد أنها ستبدأ عام 2022 ، و لكن أين هي علامات ظهور النبوءة ؟ هل ستكون فعلا على يد قبيلة الأجدار البونية بالجزائر التي يتم تداول اسمها بشكل كبير مؤخرا بشكل غير مألوف؟ ما علاقتهم بالرايات الصفر؟ و بني تمناع أعداء بني إسرائيل الأبديين؟

قبيلة الأجدار وعلاقتها بزوال إسرائيل

لقد كثر الحديث مؤخرا عن وجود قبيلة بونيقية ذات أصل كنعاني بالجزائر بعد قرون من طمس وجودها التاريخي ، و تدعى قبيلة الأجدار Djeddars أو جدريم بالبونية، هاته القبيلة التي تم طمسها عمدا لسبب مجهول رغم ورودها في عشرات المخطوطات و الوثائق التاريخية، و التي لا زال أبناؤها يعيشون بشمال إفريقيا و بالأخص غرب الجزائر، عادت للظهور مجددا و خرجت من الرماد كطائر الفينيق !

يقول المؤرخ يهوذا بن قريش التاهرتي في القرن التاسع الميلادي عن قبيلة الأجدار “أما الأجدار بتاهرت الذين يدعون أنفسهم منوعيين، فهم يحملون حقدا كبيرا على اليهود ورثوه عن أجدادهم من العماليق أعداء بني إسرائيل الأزليين الذين طردهم يشوع بن نون من الأرض المقدسة، فهؤلاء الأجدار من ذرية تام بن فالت من شعب عماليق الذين فروا لأرض المغرب، و هم من أبناء تمناع من شعب كنعان الذين لعنهم الرب!”

يتشابه تراث الأجدار مع ما ورد في التوراة

يتشابه تراث الأجدار مع ما ورد في التوراة بأن الجبارين العماليق الكنعانيين من بني عماليق بن أليفاز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، و أمهم تمناع الكنعانية التي حرضتهم على حرب بني إسرائيل حتى آخر يوم في الدنيا.

يقول كبدون الجداري المدعى بهونوراتوس Honoratus شقيق القديسة روبا في الخطبة الأخيرة لتأبين الشهداء الأربع و الأربعين و تعيين ملكون بن جالود ملكا لمملكة الأجدار :”Filii estis Timnae, filii martyrum expulsi! Ordinati estis nigrum et galeros gestare patrum vestrorum, usque ad diem quo Salvator ex te oritur, et tu vindicabis de inimicis tuis, et tu. aperies mundi sanctuaria et rege eos de sede sacri et inexpugnabilis montis Lucu».
و ترجمتها بالعربية :
“أنتم أبناء تمناع المطرودون أبناء الشهداء! كتب عليكم أن تلبسوا السواد و قلانس آبائكم، حتى اليوم الذي يقوم فيه المخلص منكم فتنتقمون من أعدائكم، و تفتحون مقادس العالم و تحكمونها من عرش جبلكم المقدس المنيع في لوكي”
( و لوكي Lucu هي بلاد المنعاء الموجودة بغرب منطقة سعيدة، أما القلانس فهي جمع قلنسوة أي شاشية)

سبب طمس اسم هذه القبيلة وتاريخها

قد يكون لهذا الطمس المتعمد سبب و هو معتقدات و نبوءات الأجدار القديمة بخصوص الزمن القادم، فالأجدار يرون أنفسهم ضحايا مطرودين من أرضهم على يد بني إسرائيل بقيادة يوشع بن نون، و يؤمنون أنهم سيعودون لأرضهم و يحررونها من الرجس في زمن العودة، و بسبب اعتناقهم المسيحية الأريوسية/الدوناتية التوحيدية ثم الإسلام لاحقا، فقد ترسخ لهم معتقد زمن العودة و الدخول، حيث يعتقدون بأن المسيح عيسى ابن مريم سينزل في الزمن القادم بأرض المغرب في إحدى جبالهم المقدسة و هو جبل المنعاء، ليؤمنوا به بعد أن يقوم بمعجزة الإحياء، ليجمع المسيح جيشه من الأجدار أهل الرايات الصفر الذين يقودهم يوبع الجداري، و ينزلون بيت المقدس فيحررونه.

هل يُعتبر ظهور قبيلة الأجدار من علامات اقتراب الساعة؟

و لعل ظهور الأجدار في هذا الزمان من علامات اقتراب الساعة و آخر الزمان فظهورهم يرتبط مع النبوءات التي ذكرها الرسول في أحاديثه عن الرايات الصفر الذين يأتون من جهة المغرب في آخر الزمن و يدخلون بلاد الشام و يفتحون فلسطين.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حِينَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِالْكَعْبَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: « إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالرَّايَاتُ الصُّفْرُ مِنَ الْمَغْرِبِ حَتَّى يَلْتَقُوا فِي سُرَّةِ الشَّامِ – يَعْنِي: دِمَشْقَ- فَهُنَالِكَ الْبَلَاءُ، هُنَالِكَ الْبَلَاءُ »

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: « إِذَا اصْطَكَّتِ الرَّايَاتُ الصُّفْرُ وَالسُّودُ فِي سُرَّةِ الشَّامِ فَالْوَيْلُ لِسَاكِنِهَا مِنَ الْجَيْشِ الْمَهْزُومِ، ثُمَّ الْوَيْلُ لَهَا مِنَ الْجَيْشِ الْهَازِمِ، وَيْلٌ لَهُمْ مِنَ الْمُشَوَّهِ الْمَلْعُونِ ».

يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : ” و في حديث سمرة بن جندب ؛ أن النبي صلى الله عليه و سلم ؛ كان يقول : ” إن الدجال خارج ، و هو أعور عين الشمال … و يقول للناس أنا ربكم” حتى يقول :”ثم يجيئ عيسى من قبل المغرب ، مصدقا بمحمد و على ملته ، فيقتل الدجال ، ثم إنما هو قيام الساعة”

متى سيُفتح بيت المقدس؟

نعم سيفتح بيت المقدس، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن فتح بيت المقدس يحصل عند خراب المدينة، وأن ذلك يحصل بعده فتح رومية (بلاد الروم) ويخرج الدجال في السنة الثامنة بعد ذلك، فيفتح بيت المقدس في الحرب الأولى مع اليهود، واليهود بقي معهم حربان الحرب الأولى ستكون بينهم وبين المسلمين ، وتسقط فيها دولة اليهود ويتفرقون في بلاد الشام ويحرر بيت المقدس فيعود إلى المسلمين.

وبعد ذلك تفتح روما ونعم الفاتحون لها فيمكثون ثماني سنوات في الفتح، وفي السنة الثامنة يخرج المسيح الدجال. وبعد ذلك تقع الحرب الثانية: وهي الحرب مع المسيح الدجال ومن معه من اليهود، يقودها المسيح بن مريم عليه السلام، فيقتله هنالك وحينئذ يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويسقط الجزية ويقاتل معه المسلمون يهاجرون إليه من مشارق الأرض ومغاربها، وحينئذ يتكلم الحجر والشجر: “يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله”، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، هذا في الحرب الثانية.

بقلم: مازن أبو دياب

 

أضف تعليقك هنا