جبروت الأسود

عندما نغوص في التركيبة الداخلية للأسود تظهر الحقيقة جلية على مرأى ومسمع من الأشهاد مفادها أن لا اختلاف بين ما تبطنه الأسود وما تظهره تجاه الأخرين، مبدأ التنازل عن قيادة القطيع مرفوضة تماما، حب السلطة شهوة لا تضاحيها أي من غيرها من الشهوات، أوامر السمع والطاعة قابعة على النفوس الضعيفة فموت الأسود أفضل لها من أن تترك المجال لفصيل آخر أو قيادة ثانية.

هدف الأسود الأسمى

تكمن لذة الأسود في رؤية الدماء هنا وهناك والإستمتاع بالخوف في عيون الممتطون والخانعين والخاضعون والقانعون والمرعوبون والمرتعشون، دستور عمل الأسود الطرق على الحديد وهو ساخن، لا تظنون أن الأسود تجلس على عروش الغابات برغبتها فقط بل برغبة المدد الآتي لها من الداخل والخارج ورضا المحكومون الكاتمين غيظهم مع قلة حيلتهم وجود البعض الأخر بالنفاق والركوع والسجود لغير الله، توزيع الأدوار داخل الغابات في الغالب يكون شكليا فقط وإنما على أرض الواقع كل السلطات في قبضة الأسد ملك الغابة بلا منازع.

الطريق المنتظر

كل الطرق لا تؤدي إلى روما أو عكة وإنما مهدت خصيصا للأسود ترتع وتلعب وتأمر يمينا ويسارا وتلهو بالبسطاء والفقراء والمساكين ومن على شاكلتهم، بعد بضع سنوات يخيل للأسود بعد الجلوس على عجلة القيادة أن لا أحد يجرؤ على الهمسات، الأقفاص الحديدية صنعت بكثرة منقطعة النظير لذلك اليوم المعلوم، طبيعة الخلوود رغم بطش الأسود مآلها إلى النهاية السوداء رغم الامساك بصولجان القوة فهذه سنة إلهية لابد من وقت معلوم ومهما استفحل الشر واستقوى فالحق قادم لا محالة، الأسود لا تترك حلبة الصراع إلا مضطرة أما الأقوال التي تهذي وتتوقع التسليم بسلاسة وطيب خاطر فهذا ليس في قواميس الأسود الأبدي فهي تمتاز بالغدر والخيانة وبيع الأرض والعرض والشرف من أجل الفوز بالنصيب الأكبر من الولائم

تقديم القرابين

توزيع الهدايا والبقايا والفتات مسكنات وقتية يفرح بها المحتاجين والفقراء والمساكين والذين لا حول لهم ولا قوة، دراسة التاريخ لا تكفي لفهم وإدراك الأزمات ومحاولة حلحلة حلقاتها، أنواع الأسود وأنسابها ليست متشابهة والقوانين الرجعية الوضعية الماضية رغم قسوتها في التعامل أثبتت فشلها على مدار القرون الفائتة، القطعان تتغير جيناتها من حيت لآخر ومن رضى سابقا قد لا يرضى حاضرا، عيون المها استاجرت وقلوب الطيور سئمت من الصراخ والصوت العالي والغضب المكتوم والحرب التي يخطط لها سرا، حذاري ما أخذ بالدم لا يسترد إلا بالدم ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب صدق الله العظيم، عندما تقرب نهاية الأسود تفكر في توجية السهام للجميع لعل الأجل يتأخر قليلا.

جنون العظمة

ما هذا التعلق بجنون العظمة أهو مرض أم فرح أم حزن على فراق كرسي السلطان، في المقابل هناك وجهة النظر القائلة أن الأسد هو من يقضي على نفسه بنفسه دون مساعدة من أحد بعد أن إلتف الحبل على رقبته وهو لا يشعر وإني لأفضل هذه الطريقة عن غيرها من الطرق التي قد تتناثر دماء أخرى تذكرنا بالماضي القريب اللعين، العلم نور والغباء هواية والتهديد قد يفيد مؤقتا ولكن لا تستطيع أن تطلق هذا التهديد مرارا وتكرارا وفي جميع المواقف، المتغيرات كثيرة والأحداث تتسارع وتتغير ما بين ليلة وضحاها والمنتظرون الفرج ما زالوا ناظرون، والقاعدون ما زالوا قاعدون والثائرون ما زالوا مترددون.

خاتمة المسرحية

ظهور الأسود على المشهد بكثرة يدل على ضعفها وأن جميع أوراق اللعبة ليست في جعبتها فقد سحبت بعض الأوراق وفي المستقبل ستكمل المسرحية فصولها الثلاث، الوضع جد خطير وهناك بعض الخيوط المفقودة التي تبحث عن الحل المفقود والمصير المنتظر وكيفية إخراج السيناريو بصورته المشرقة وعندئذ سيكون لأول مرة تشرق شمس الحرية على بياض النهار وتفرح برؤية القمر في الليالي الظلماء، الأمل باق ليوم الدين ما دام النبض ما زال يسري في العروق ومولد الأبرياء بشرى على رؤية السلام والعدل يملأن الأركان.

فيديو مقال جبروت الأسود

 

أضف تعليقك هنا