سؤال القيم بين الجحود والإقرار

بقلم: د. أحمد البخاري

كلما هممت بالكتابة في هذا الموضوع تبادر إلى ذهني حجم التفاهة التي يزخر بها مجتمعنا اليوم ، و تغير مفهوم القيم عند الجيل الناشئ ، فقررت أن أتوسل قلمي لأخط به ما قد يشفي الغليل ويلقي الضوء على ما أحدثته الثورة التكنولوجية  ، و ما رافقها من تغيرات اقتصادية واجتماعية و ثقافية ، شكلت الكثير من المعارف و المفاهيم عن الحياة لدى الجيل الصاعد بل غيرت موازين القيم لديه فما كان في الماضي عيبا أصبح عندهم الآن حداثة ومسايرة للعصر.

مفهوم القيم

ومن خالفهم فيه سمي متخلفا لا يفقه في الحياة ومتطلباتها، و من جهة أخرى  كذلك لابد من الإقرار بأن المجتمعات النامية تتجه إلى مشروع التطوير والتحديث والتخلص مما تراه معيقا يفرض عليها التخلف حتى و إن كان مناقضا لمبادئها وتعاليم دينها ، وقد كثرت وجهات النظر بشأن تحديد مفهوم القيم ، فهناك من يعتبرها مجرد اهتمامات أو رغبات غير ملزمة للأفراد  ، وهناك من يراها معايير مرادفة للثقافة ككل.

القيم المادية والقيم الاجتماعية

فهذا التباين في تحديد مفهوم القيم يدفعنا _ نحن مربو الأجيال _ إلى القول بأن تحديد مفهوم القيم يتراوح بين ما هو اعتقادي و بين ما هو مادي محض ، و لكن في الحقيقة فإن القيم ما هي إلا محصلة تفاعل الإنسان بإمكاناته الشخصية ومتغيرات اجتماعية وثقافية معينة ، فمهما تشكلت القيم وتنوعت فإنها تبقى ضرورة اجتماعية ، إذ لابد من ربط أجزاء  ثقافة المجتمع بعضها ببعض وتزويد أعضائه خاصة الجيل الصاعد بمعنى الحياة والهدف الذي يجمعهم من أجل البقاء وعدم الخروج على الفطرة .

 من أهم القيم التي تعتز بها أغلب المجتمعات البشرية

  • المحبة : وتعني حب الأسرة وحب الوطن وحب الوالدين وهي حاجة إنسانية تشعر الإنسان بالراحة والسكينة خصوصا إذا كانت متبادلة .
  • الصداقة : وتعني أن يكون للمرء أصدقاء يشعر بإنتمائه إليهم .
  • التضامن : وهذا نلاحظه متجليا في بعض المجتمعات كالمغرب الذي يعني التآزر والعمل بروح الفريق من أجل تحقيق الأهداف .
  • العدالة : وهي مطلب الجميع وتعني إعطاء الحقوق والمساواة بين الأفراد فيها .و ختاما لابد للإنسان أن يعيش في إطار يحفظ فيه القيم المشتركة ويجسد القيم الخاصة دون إلحاق الأذى  بالآخر .

بقلم: د. أحمد البخاري

 

أضف تعليقك هنا