قضايا تربوية معاصرة- تأثير وسائل الإعلام في العصر الحالي على تربية النشء

بقلم: د.م.مجد مصطفى حسن العويني

ما مدى تأثير وسائل الإعلام في تنشئة الطفل؟ 

لقد شاركت الأسرة في تربية أولادها عناصر كثيرة لعل أبرزها وأكثرها خطراً وسائل الإعلام المختلفة التي تلقى قبولاً لدى الناشئة. حيث يتلقى الطفل الإعلام بعفوية تامة، ويتفاعل مع ما ينقله من مضمون ثقافي بسذاجة واضحة، وهو أكثر أفراد المجتمع استجابة لمعطياته، ووقوعاً تحت تأثيره. والإعلام بهذه الصفة من أهم الوسائل تأثيراً على تربية الطفل وبنائه الثقافي، وأشدها مزاحمة للأسرة والمدرسة على وظيفتهما التربوية والثقافية. واستحوذت تقنيات الاتصال والإعلام على الاهتمام والمتابعة المكثفة من جميع شرائح المجتمع وخاصة النشء من التلاميذ وطلاب المدارس بمراحل التعليم المختلفة الذين أصبحوا يداومون على متابعة وسائل الإعلام المتعددة وخاصة القنوات الفضائية التي أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً للهوية الحضارية والثقافة الإسلامية حيث تؤثر في الثوابت الإسلامية كالدين والعقيدة والأخلاق واللغة والعادات الأصلية من خلال ما تبثه من برامج لا أخلاقية.

تعد وسائل الإعلام من أكثر الأشياء تأثيرًا على نفسية الطفل وهي جزء أساسي من تنشئة الاجتماعية، بكونها مصدراً للتعلم والترفيه لمختلف الفئات العمرية فإن لها دوراً أساسياً وكبيراً  في بلورة أفكاره وصقل شخصيته، ومنحه المفتاح نحو تحديد التوجهات التي قد يتبناها الطفل عندما يكبر ، إلّا أنّها سلاحٌ ذو حدَّين؛ فهي يمكن أن تكون وسيلةً لتغيير سلوكيات الطفل الخاطئة، وتحفيز مخيِّلتِه، وتوسيع معرِفَتِه، ومن ناحيةٍ أخرى قد تساهم في خلق تأثيراتٍ سلبية على الطفل؛ كتخدير الحواس، والحدّ من قدرة الطفل على التخيُّل واللَّعب الحُر، وعدم الشعور بآلام الأخرين ( مصطفى 2018).

إن التأثير الكبير لوسائل الإعلام على الطفل  هو ما دفع التربويين للالتفات لدراسة تأثيرها النفسي والاجتماعي عليه ، هذا التأثير ينبع من مساهمتها في توجيه أفكاره في عمرٍ مبكر، حيث أنه في العصر الحالي أصبح الأطفال في سنٍ صغيرة مدمنون على مشاهدة التلفاز ووسائل الإعلام المختلفة بشكلٍ كبير، ففي الوقت الحالي أصبحت هواتف الآباء والأمهات متاحة لهم بشكل كبير وسلس ، والبعض منهم يمتلك جهازه الخاص به سواء هاتف أو جهاز لوحي  كنوع من متطلبات العصر ، وأصبح للطفل القدرة على البحث عما يعجبه في مختلف المنابر الإعلامية ، وبهذا سيكل ما يشاهده المصدر الأول لمخزونه اللغوي ولهجته وطريقة حديثه (Mrunal 2019 ).

ويأتي التأثير الأكبر للإعلام على الأطفال من خلال الإعلام المرئي والمسموع أكثر من المقروء، فهو يمنحه فرصة خطاب مباشرة لحاستي السمع والبصر، وتزيد من جذب انتباهه لإشباع حاجاته الإنسانية والتي تكون في كبيرة في هذه المرحلة، فالإعلام المرئي مثل التلفاز وقنوات الفيديو المختلفة على شبكة الإنترنت وخاصة اليوتيوب، تجمع ما بين الدور الترفيهي والدور التربوي والدور التثقيفي للطفل. وهذا التأثير كما سبق ذكره قد يكون إيجابيا أو سلبياً.

ونعتبر تأثير وسائل الإعلام على الطفل إيجابيا بشكل كبير عندما يُسهم في تطوّر نمو الطفل العقلي واللغوي والاجتماعي، ويمنحه آفاقًا جديدة ليتعلّم منها، وتؤثر في سلوكه، وتُغذي حبه للمعرفة والاستطلاع، وتُشبع فضوله بدرجة كبيرة، يجب على الأهل تسويغ وسائل الإعلام لتخاطب حواسّ الطفل، خاصّةً حاستيْ السمع والبصر، ممّا يساعدُ على جذبِ انتباهه، ونقل المعرفة إليه وتنمية وتطوير خياله، وتحفيزه على التفاعل مع المعرفة التي يتلقّاها سواءً من التلفاز أو الحاسوب، ممّا يساعدُ على تغذية قدراتِه.

إن الجمْع بين الدور الثقافيّ والتربويّ والترفيهيّ في وقتٍ واحدٍ، يضمن حصول الطفل على المعرفة، والتربية الصحيحة، والتعرّف على السلوكيّات الصالحة ودفعه للقيام بها، بالإضافة إلى الترفيه عن نفسه وتسليته بشيءٍ مفيدٍ (دريال 2019). على الرغم من التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام إلا أنّ جلوس الطفل لساعاتٍ طويلة أمام وسائل الإعلام المختلفة وشبكة الإنترنت، قد يصنع لديه فجوة في التعامل مع محيطه، ويؤثر  عليه سلباً من خلال زيادة قابليته لتعلم سلوكيات غير مرغوبة، وغياب الرقابة في بعض الأحيان  قد تتيح للطفل تعلم أفكار غريبة عن المجتمع والدين، مما يؤثر على طريقة تفكيره ويحدث زعزعة في وانتمائه وأفكاره، كما أنّ الإعلام قد يُسبب حدوث عزلة اجتماعية للطفل، وإدمان على حضور البرامج الخاصة بالأطفال، وقلة التركيز على اللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الأنشطة المختلفة. لذا يجب التحكّم بتأثير الإعلام على الطفل قدر الإمكان، وإتاحة الفرصة للطفل كي يأخذ أقصى استفادة منها دون أن تؤثر على قدراته الأخرى مثل التخيّل واللعب الحر والاندماج الاجتماعي (مصطفى 2018). لقد وضع الإسلام أمام الوالدين المنهج القويم في توجيه أولادهم وتربيتهم والقيام بواجبهم وحقهم، ومن مبادئ هذا المنهج:

  1. الوقاية الكاملة من كل ما يسبب لأولادهم ولأنفسهم غضب الله امتثالاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.
  2. استشعار المسؤولية نحو من لهم حق التوجيه والتربية ليقوم المربي بأداء المهمة والأمانة على أكمل وجه وأنبل معنى تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم “ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “البخاري.

وبناء على هذه المبادئ الإسلامية والمناهج التربوية يجب على كل أم وأب أن يبذلا قصار ما في وسعهم من النصح والمتابعة والتربية الجادة وعدم إهمال الأولاد في مشاهدة وسائل الإعلام الضارة ومنعهم من كل ما يضر بعقيدتهم وأخلاقهم (محمد 1979). يستطيع الأهالي حماية أطفالهم من أخطار وسائل الإعلام التربوية، خاصةً وسائل التواصل الاجتماعي من خلال استعمال تطبيقات حماية الأسرة، والتي تتيح للوالدين حجب المواقع، وتحديد وقت الاستعمال، والإشراف على محادثات الأطفال عبر الإنترنت. وأيضاً يمكن للوالدين معرفة التطبيقات والبرامج التي يستعملها الطفل على الأجهزة الذكية والاهتمام بالتفاعل مع الطفل في حواراتٍ حول طبيعة استعماله لوسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على مفهوم أن ما ينشر على الإنترنت غير قابلٍ للمحو أو الإزالة. والخطوة الأهم هي وضع الأجهزة الإلكترونية التي تعرض وسائل الإعلام في أماكن مفتوحة في المنزل على نحوٍ يسمح للوالدين بمشاهدة أطفالهم أثناء استخدامها (Paediatric Society2018).

ويمكن تلخيص بعض الحلول والمقترحات بالتالي:

  1. التوعية الصحيحة والجادة لأولياء الأمور بالتأثيرات السلبية لوسائل الاتصال الحديثة على أبنائهم وعلى المجتمع، فالبيت هو الأساس الأول الذي يجب الانطلاق منه لمواجهة تلك التأثيرات الخطرة التي تهدد أخلاقيات ومعتقدات وثقافة وصحة النشء، ومهما بذلت مؤسسات المجتمع الأخرى من جهود لمواجهة تلك المشكلات، فلن تؤتي ثمارها المرجوة منها دون دعم ومساعدة أولياء الأمور، وحسن تربيتهم لأبنائهم تربية تعينهم على التمييز بين الخبيث والطيب المطروح في تلك التقنيات الاتصالية والإعلامية الحديثة.
  2. إيجاد وتوفير البديل مثل القنوات الإسلامية وأشرطة الفيديو المنتقاة.
  3. توعية النشء من خلال الندوات والمناظرات التوعوية بسلبيات ما تبثه وسائل الإعلام الحديثة من أفكار ومضامين خفية تتنافى مع قيم مجتمعنا المسلم.
  4. تنمية وعي الُمشَاهدة لدى النشء لمعاونتهم على انتقاء وتقييم البرامج التي يشاهدونها.
  5. تعميق مسؤولية الناشئة لتحمل تبعات سلوكياتهم بعقلانية واستقلالية دون إشعارهم بالتبعية أو الدونية.
  6. تنمية رقابة الضمير لدى الناشئة بالتثقيف والتربية والتوجيه المناسب.
  7. ترشيد الأسر (ولا سيما رب الأسرة) لاستخدام تقنيات الاتصال والإعلام بانتقاء البرامج، والوقت المناسب لمشاهدتها، والمدة الزمنية للمشاهدة.
  8. تفعيل الدور التوعوي للمدرسة بشأن الآثار الناجمة عن سوء استخدام تقنيات الاتصال والإعلام، والانعكاسات السلبية للبرامج الإباحية والطرق المثلى لاستخدام تلك التقنيات.
  9. يجب أن ينمى في الصغار والكبار التقوى والحياء وخشية الله سبحانه وتعالى في السر والعلن.
  10. تنشئة الناس على القيم الإسلامية الفاضلة، وعلى تنمية الفطرة السليمة.
  11. ألا يغفل جانب الدعاء، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر.
  12. يجب أن تحرص الأسرة على إرشاد وتوجيه أبنائها لما يصلح لهم ويفيدهم من البرامج لمساعدتهم في الارتفاع بمستوى مداركهم وأذواقهم لتكون لديهم القدرة على تقييم البرامج التي يشاهدونها.
  13. أن يحرص الأبوان على عدم ترك أبنائهم أسرى لما يشاهدونه من برامج في القنوات الفضائية، بل يجب أن يحرصوا على مشاركتهم ومناقشتهم فيما يشاهدونه تعليقاً ونقداً ليتسنى لهم تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تتضمنها بعض البرامج
  14. يجب أن تحذر الأسرة من مشاركة التلفاز في تربية أبنائها خصوصاً في ظل غياب الأبوين عن المنزل تحت أي حجة كانت، وأن تحرص الأسرة أن تكون متابعة أبنائها للبرامج التليفزيونية تحت رقابتها ووفق الضوابط التي تراها لا تخل في عملية التربية التي تقوم بها.
  15. تكوين الحصانة في نفوس الناشئة، وهي أهم الحلول.

يشهد العصر الحالي تطوراً هائلاً في مجال التكنولوجيا والاتصال ولعل أكثرها شيوعاً هو الإنترنت وقنوات اليوتيوب ولا يخفى أن ما تبثه تلك القنوات يخالف في مجمله الدين الإسلامي ويخالف ما نشأنا عليه من قيم وعادات وتقاليد مستمدة من شريعتنا الإسلامية مما يجعلنا نشعر بالخطر الجسيم المحدق بنا , وحرصاً على سلامة الفطرة النقية لأبنائنا وإبعادهم عن البرامج الهابطة التي تخاطب الغرائز وتخالف الدين تقع على الوالدين مسؤولية كبيرة في التربية  وفي تحصينهم منذ الصغر بالدين الإسلامي ليتمكنوا من مواجهة هذا الخطر فعن طريق التربية الإسلامية الصحيحة نستطيع أن نربي النشء المسلم على قواعد تربوية متينة تمكنهم من مواجهة خطر الإعلام بحيث يستطيع أن يميز بين ما هو ضار وما هو نافع وبالضمير الحي لن يسمح لنفسه بمشاهدة أو سماع ما يخالف الدين وبذلك يكون الأمر الأساسي هو تكوين الحصانة في نفوسهم. مفهوم الحصانة من خلال جوانب التربية الإسلامية للطفل يتحقق من خلال التربية الإيمانية التربية الاجتماعية والتربية الخلقية.

أولاً: التربية الإيمانية

كل مولود يولد على الفطرة يقول الله تعالى : { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } (30) سورة الروم، وورد في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” رواه البخاري ومسلم.

إن الله سبحانه وتعالى جعل فطرة الطفل مهيأة لقبول الدين الإسلامي وهذه الفطرة تحتاج إلى من يقودها إلى الطريق الصحيح لتستقيم ولا تضل ولا تنحرف وتقع مسئولية ذلك على الوالدين باعتبارهما البيئة الأولى التي تتلقى الطفل فيجب أن يعملا على تكوين الحصانة الداخلية لدى الطفل عن طريق غرس وتكوين العقيدة في نفسه، وذلك يتحقق بالاعتماد على عدة أسس:-

تنشئة الطفل على محبة الله تعالى والخوف منه .

إن من أهم العواطف التي يجب تكوينها في نفس الطفل عاطفة الحب لله والخوف منه، حيث أنها من أقوى الدوافع إلى الالتزام بالسلوك الإيماني ، ومن أقوى السبل في تكوين الحصانة حيث أن الإنسان دائماً يطيع من يحب , ويتجنب الأفعال التي تغضبه ومتى شعر الطفل بتلك المحبة لله تعالى والخوف منه في نفسه ، كانت دافعاً له على الدوام على فعل الطاعات وترك المنكرات ، وعلى الوالدين أن يقوما بتعويده على أداء العبادات التي هي عبارة عن امتثال لأوامر الله .

غرس حب النبي في نفس الطفل .

حيث أن حب النبي  يتحقق الشطر الثاني من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله واتباع سنته يستوجب الاقتداء به وبأوصافه الكريمة الخَلقية والخُلقية. وأن تعليم الأطفال سيرة الرسول وبعض حياته عند ما يقصّ عليه من سيرة الرسول  يثير وجدانه مثل طفولته حليمة السعدية وأسرتها وإغداق الله تعالى الخير والنعم على حليمة السعدية وليلة الهجرة وغير ذلك.. وقد حرص الصحابة على دراسة سيرة النبي لأنها الترجمان لمعاني القرآن مع ما فيها من إثارة العاطفة، ومشاهدة الواقع الإسلامي.

تعليم الطفل القرآن والحث على حفظه.

إن القرآن الكريم يهدي إلى أوضح السبل في العقيدة وفي العبادات وفي المعاملات والفضائل والأخلاق. ولقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم اهتماماً بالغاً بالقرآن الكريم ويأخذون عنه ما نزل من القرآن الكريم، فكانوا يجلسون إلى النبي بحفظه وتلاوته وتدارسه فيما بينهم ولا ينتقلون من آية إلى أخرى حتى يتمكنوا من حفظها وفهمها وتطبيقها

الثبات على العقيدة.

الطفل المسلم اليوم في مواجهته للتحديات المعاصرة الكثيرة وللخطط والمؤامرات والدراسات التي تدبر ضده لكي تحرفه عن دين الله ومنهجه يحتاج إلى ثبات العقيدة في نفسه والتضحية من أجلها بكل ما يملك {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (214) سورة البقرة، ولذا يجب على الوالدين تحصين الطفل بالاعتقاد الصحيح ضد الاعتقادات الباطلة والتيارات المعادية للدين الإسلامي لتتكون لديه حصانة داخلية لا تجعله يتأثر بما يصادف.

ثانياً: التربية الاجتماعية:

إن إبراز وتحديد ملامح شخصية الطفل الاجتماعية مسؤولية الوالدين، وذلك بإكسابه القيم والعادات السلوكية الحسنة فيعرف الحق والخير، وإبعاده عن السلوكيات السيئة فيعرف الباطل والشر. وعلى الوالدين أن يلاحظا التأثير الحاصل من جهة المجتمع الخارجي المحيط بالطفل، لأن البيئة الاجتماعية بما تحويه من مؤثرات ثقافية وإعلامية كالقنوات الفضائية ووسائل الاتصال المختلفة أصبحت شبه مسيطرة، حيث أصبح الطفل يتلقى القيم والمبادئ غير الخلقية من وسائل الإعلام ويتشربها على أنها أصول اجتماعية ينشأ عليها ويتربى دون التدقيق في مضامينها لأنه لا يملك وسائل التمييز أولاً، ولقوة العرض والجذب وأسلوب التشويق والإثارة في وسائل الإعلام ثانياً. وسنذكر أبرز الأساليب التربوية التي تقوم بها الأسرة مستنيرة في ذلك بالتوجيهات النبوية التي تنمي الجانب الاجتماعي عند الطفل:

  • اصطحابه إلى مجالس الكبار.
  • مشاركة الطفل في قضاء بعض حاجات الأسرة.
  • تشجيع الطفل على صلة الرحم وزيارة الأقارب.

وللتنشئة الاجتماعية السليمة عدة آداب سلوكية عامة يدرب عليها الطفل ومن أهم هذه الآداب آداب الطعام والاستئذان والسلام

ثالثاً: التربية الخلقية:

يقصد بالتربية الخلقية مجموعة المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل ويكتسبها ويعتاد عليها وهي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ فتربية الطفل على مراقبة الله والخشية منه والتوكل والاعتماد عليه والاستعانة به تجعله مقبلاً على كل فضيلة وتحجزه عن الصفات القبيحة والعادات السيئة.

وتعويد الطفل على فضائل الأخلاق في الصغر أيسر، يقول الماوردي: ” فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها، وينشأ عليها فيسهل عليه قبولها عند الكبر لاستئناسه بمبادئها في الصغر؛ لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعاً له، ومن أغفل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً”، ومن الأخلاقيات التي يحرص الوالدان على غرسها في نفس الطفل لتكون بمثابة حصن يمنعه من الوقوع في الأخطاء مثل الصدق والأمانة والحياء

المراجع:

  • مصطفى دراسة (24-4-2018)، الإعلام التربوي وتأثيره على التنشئة الاجتماعية للطفل الجزائري، الجزائر: جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي، صفحة 3. بتصرّف.
  • ^ أ ب ت Mrunal (19-6-2019), “Impact of Social Media on Children”، firstcry.com, Retrieved 11-8-2020. Edited.
    أ.دربال سارة (3-9-2019)، “وسائل الإعلام ودورها في التأثير على التنشئة الاجتماعية للطفل “، jilrc.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2020. بتصرّف.
  • ↑ Canadian Paediatric Society (2-2018), “Social media: What parents should know”، caringforkids.cps.ca, Retrieved 10-8-2020. Edited.
    .http://www.shamela.ws ، 5. الجريبة؛ ليلى( د.ت): كيف تربي ولدك
  • الشيباني؛ عمر محمد( 1979 ): من أسس التربية الاسلامية، ط 1، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان.
  • علي؛ سعيد( 2005 ): أصول التربية الإسلامية، ط 1، دار الثقافة، القاهرة – مصر.

بقلم: د.م.مجد مصطفى حسن العويني

 

أضف تعليقك هنا