التراث الشعبي مخاطره وكيّفية الحفاظ عليه

بدايةً لنوضح مفهوم التراث: هو مجموعة العادات، و التقاليد، والآثار، والثقافة الموروثة، ويعني أيضًا ما نستخلصه من الموروث من سلوكيات ومعاني مفيدة لحياتنا المعاصرة وفي هذا المعنى تتلخص أهمية التراث.

أهمية التراث

كما يضم التراث استعادة مجموعة القيم والمبادئ والفنون القديمة وعرضها والحفاظ عليها أيضاً سواء كانت الملموسة أم غير الملموسة، وتكمن أهمية التراث أيضًا بأنه نشاط معاصر يمكن أن يدخل في السياسة والحوار بين الثقافات المختلفة، وقد يكون قاعدة للتنمية الاقتصادية، أي أنه جزء من الحاضر، وسيكون جزءًا من الغد الذي سيُبنى عليه المستقبل.

لماذا تسعى الشعوب إلى الحفاظ على التراث؟

كما أن يُعتبر التراث جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية؛ فهو تجسيد ماديّ ومعنويّ لها، حيث إنّه يتضمّن كلّ من الأماكن، والمعالم الرئيسية، والمباني، وما يرتبط بها من طرق عرض لمقتنياتها، وآراء، ووجهات نظر، وأساطير، وغيرها، كما أنّ التراث مهم في فهم تاريخ أيّ وطن من حيث سجل أحداثه التاريخية، وهويته، وشعبه، لذا تسعى الشعوب إلى الحفاظ عليه.

التراث التاريخي وأهميته

يحظى التراث بشكل عام والتاريخي على وجه الخصوص بأهمية فائقة، حيث إنه يمثّل الحاضنة الأساسية للهوية الوطنية، وهو يعدّ بمنزلة ذاكرة الوطن وموروثه التاريخي، ويتضمّن هذا التراث شقّين: أولهما، خاص بالجانب المادي من آثار ومعالم تاريخية معيّنة تجسّد تطوّر المجتمع والمراحل الأساسية التي مرّ بها عبر هذا التطوّر، ومن أبرز مظاهره الأبنية التاريخية والحرف اليدوية والأزياء الشعبية. ثانيهما، ينصرف إلى الشقّ المعنوي، المتمثّل في ما تمّ توارثه من قيم وعادات وتقاليد جيلاً بعد جيل، ومن ثم، فإن التراث التاريخي يقوم بدور كبير في تحديد معالم الشخصية الوطنية للدولة على الصعيد المحلي، وصورتها الذهنية على الصعيد الخارجي.

إن تراثنا العريق في الوطن العربي يتعرض للعديد من المخاطر سواء نتيجة ممارسات، أو ظروف وعوامل داخلية، أو جرائم وعواصف خارجية.

  • الممارسات الداخلية قد تكون نتيجة جهل أو عدم وعي بقيمة التراث وكيفية التعامل معه، أو نتيجةالإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية، أو الانحراف والسلوك العدواني، أو فقدان الشعور بالإنتماء، أو نتيجة الطمع والجشع وتغليب القيم المادية.
  • أما الجرائم والعواصف الخارجية فمنها الغزو الثقافي والغزو العسكري وتزييف التاريخ ومحاولات طمس التراث وسلب ونهب الأثار كما حدث في العراق ويحدث في فلسطين وسورية.

أهم المخاطر التي يتعرض لها التراث في وطننا العربي

  • عدم ادراك أهمية وخصوصية المباني الأثرية والتعدي عليها.
  •  فقدان الهوية والامتثال للغزو الثقافي الخارجي والانبهار بالثقافات الدخيلة.
  • الخلط في المفاهيم والممارسات بين ترميم المباني الأثرية وتجديدها، وإسناد أعمال الترميم إلى غير المتخصصين مثل شركات المقاولات وغيرها.
  • إهمال المباني ذات قيمة تراثية وتركها مهجورة وعرضةَ للإندثار.
  • إنشاء مباني وإضافات جديدة في حرم القصور الأثرية وحدائقها بما لا يتناسب مع الصورة البصرية للهوية التراثية الخاصة في المكان.
  • السماح بإضافات غير ملائمة للقلاع والأسواق القديمة سواء من ناحية المواد، أو من ناحية الطراز، وبالتالي فَقدِها لقيمتها التراثية والأثرية.

كل هذه العوامل تجعل من تراثنا العربي في مهب الريح إن لم نحافظ على وجوده وقيمته، هذا فضلاً عن البرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام المختلفة التي ساهمت بشكلٍ أو بأخر في إدخال ثقافات وعادات دخيلة على مجتمعنا العربي وهذا ما عُرِفَ بـ (العولمة)

ما هو واجبنا تجاه تراثنا؟

ولعلَّ من أبرز المسؤوليات التي تَقَع على كاهلنا في الحفاظ على التراث الإهتمام في التعليم، فنسبة ومستوى التعليم يؤثر كثيراً على جهود الحفاظ على التراث، فكلما ارتفع مستوى تعليم الفرد كلما حاز الماضي وكل ما يتعلق به على أهمية كبرى وتقدير لدى الشخص ورغبة في المحافظة على كل ما هو قديم، فالتعليم يلعب دوراً مهماً في إثراء ذائقة الشخص وتقديره لقيمة تراثه الماضي الجيد وضرورة المحافظة عليه.

كما أن التفسير اللغوي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التراث حيث يؤثر هذا العامل في نظرتنا للتراث وفي تفسير ماهية التراث. فليس كل ما أتانا من الماضي يعد تراثاً يمكن أن نفسره بأنه تراث جدير بالمحافظة عليه وتمريره من جيل لآخر.

فيديو مقال التراث الشعبي مخاطره وكيّفية الحفاظ عليه

 

أضف تعليقك هنا