حق موتى الحوادث يكمن بكشف الحقيقة

بقلم: سهيله عمر 

هناك حادث فريد من نوعه بمصر ان امراه انتقمت من زوجها انه تزوج عليها. وحشدت عليه ما يقارب ثمانية اشخاص، ابيها وهو طبيب واخوتها واصدقائهم وهو امن ببيته ومارسوا عليه كل اساليب البلطجة من ضرب واهانه وربط. واجبروه ان يتصل بزوجته الجديدة ليطلقها كرها شفهيا.

حادثة موت الرجل الذي تزوج على زوجته

ومضوه على تنازل عن المنزل. وحاول خلال الواقعه الاستغاثة باهله والشرطة. وعندما اكتشفوا استغاثته تمعنوا أكثر في ضربه واذلاله مع انه نفذ كل طلباتهم. وفي النهاية وجد ملقى على الارض من الدور الخامس. ولأنه صعب اثبات ان الواقعة انتحار ام اسقاط وجهت اليهم النيابة اتهامات بالبلطجة ولكن ردت سبب سقوطه مجهول ولم يتضح ان كان انتحار او اسقاط. فالطب الشرعي ليس من السهل ان يجزم بذلك. وعندما يسال والد الزوجة عن سبب ما ممارسوه من عنف حيال الزوج وهم دكاترة مثقفون، يرد بكل برود انه يأتي بحق بنته.

هل عُرف من القاتل؟

جهات التحقيق فعليا لم تقصر. لو توفر لها دليل حاسم انه تم اسقاطه كأن يكون هناك فيديوهات او شهود عيان يرون محاوله اسقاطه لحسمت الموضوع انه اسقاط وليس انتحار. وعندما يتم التشكيك انه انتحار فهنا يهدر حق الميت أكثر. فالانتحار منافي لتعاليم الشريعة الإسلامية.

وتخيلوا ان يقهر شخصا ويغدر به من زوجته وأهلها ويسقط بينما ينعم الجناة بالحياة بعد قضاء احكام خاصه بالبلطجة وفق القوانين الموجودة تتراوح بين ان تكون مخففه او مشدده. ثم يتهم ايضا الميت ان معنوياته تحطمت نتيجة البلطجة التي مورست عليه أدى به للانتحار. الأنسان لو اصابته دوخه يخشى ان تكون سكره الموت وليس بعد الموت الا الحساب، فما بالك ان يتهم شخص بالانتحار.

معاناة أهل المقتول

قام الراي العام باليوتيوب يطالب بأثبات انه تم اسقاطه بناء على الأدلة واعترافات المتهمين بممارستهم البلطجة عليه واستغاثاته كحق لهذا الرجل. وتخيلوا حجم معاناة اسرته مع محاميهم لأثبات انه أسقط ولم ينتحر. عليهم على سبيل المثال ان يطالبوا القضاء بتغيير القيد والوصف للائحة اتهامات النيابة العامة ليشمل ايضا القتل العمد الى جانب البلطجة والمطالبة بلجنه خماسية لتحليل تقرير الطب الشرعي والخروج منه ما يدلل على انه أسقط ولم ينتحر.

تكرر الحوادث ضد مجهول

ونفس الشيء يتكرر في حوادث كثيره تقيد ضد مجهول. رأينا حوادث مشابهه. كحادث سقوط الفنانة سعاد حسني التي الى اليوم لم يقتنع أهلها والعالم اجمع بنتائج التحقيقات. وحادث اصطدام الأميرة ديانا وخطيبها العربي وغير ذلك من الحوادث.

للأسف الجناة المحترفون يستغلون ثغرات معينه، انه يصعب اثبات جنائية الوفاة في حالات كثيره من الوفاة. كحالات الاسقاط والغرق وحوادث السيارات والحرق. وحتى حالات التسمم ممكن ردها ان المجني عليه سمم نفسه. طالما لا يوجد شهود وادله واضحة، تقيد الفضية ضد مجهول.

الحريق الذي أودى بحياة إحدى وعشرين شخص

الامر يتكرر بشكل او باخر في قضية حريق عائله ابو ريه التي استحوذت على تعاطف العالم اجمع حيث اودى الحريق بحياة احدى وعشرين شخص ولم يذر الحريق شاهد واحد يحكي ملابسات الحريق.

ملابسات الحريق لأول وهله كانت غامضه. فلم يعرف ما المتسبب به. وكيف يودي بعائله مكونه من الجد وابناءه وزوجاتهم وبنته واحفاده بغرفه واحده. اي كانت نتيجته اباده عائله بأكملها. وبنفس الوقت لبشاعة الحدث لا يمكن ان بتخيل بشر ان تدبر جهة هكذا حادث يودي بحياة 21 شخص معظمهم من النساء والاطفال وطاعن بالسن. وجميع من زهفت ارواحهم ابرياء لا اعداء لهم. لهذا العقل سيستبعد لأول وهله ان يكون الحريق مدبر.

الطريقة التي تمَّ بها الحريق

لكن من جهة اخرى الطريقة الذي تم به الحريق بحيث لم يترك شاهد واحد حي وما سرى ان كل من كانوا بغرفه الصالون اغلق عليهم الباب ومنعوا من الخروج. وانه كان الحريق نتيجة بنزين بكميات كبيره ليس من المنطقي ان يتواجد بصالون، وبحفل عيد ميلاد بوجود اطفال وشموع خاصه ان الشقة خاصه بصيدلاني مفترض انه يدرك خطورة هذه المواد وحريص على سلامه عائلته. كل هذا يجعلك تميل ان الحريق مدبر بتخطيط عالي. اي حريق مهما كان بشاعته لا ينتج منه هذا الكم من الضحايا ثم لا يخرج بينهم شاهد واحد.

هل أدى تحقيق النيابة إلى نتيجة؟

خرج بيان تحقيقات النيابة بناء على ما هو متاح من شواهد. كجهات تحقيق لا تستطيع ان تلقي الاتهام على جهة او شخص مادام لم يتوفر دليل حاسم كفيديو او شهود عيان. لهذا جاء بيان النيابة العامة يرسم سيناريو للحدث بطريقه ما بناء على معطيات معينه في ارض الحدث. فذهب التصور ان الصيدلي نادر أشعل النار بألعاب بهلوانيه في الاحتفال وانه كان يوجد جالون بنزين بالصالون فاشتعل. وانه حاول التعاطي مع الامر ان اغلق باب الصالون خشيه ان يصل النار على المتواجدين في الصالون. الا ان البنزين تسرب للصالون واشتعل بالموجودين. بينما كان نادر بالطرف الاخر من النيران ومات اختناقا.

فور صدور البيان شعر الكثيرون بالاسى ان يتم استبعاد ان الحادث مدبر فيفلت الجناة من العقاب ويضيع حق 21 روح. كتبت تعليقي لتصور اخر أكثر منطقيه لما ممكن ان يكون حدث بأرض الواقعة. وهذا كان رأيي:

((إذا القضية مبنيه على سيناريوهات. فيه سيناريو أقرب من ان واحد يحط نار جم البنزين في عيد ميلاد فيه شموع ويلعب العاب ناريه ببيته. انا شافيه السيناريو الاقرب ان أحد دق الباب. فتحله المرحوم نادر، دخل بجالونين بنزين. واحد اشعله في غرفه الصالون واغلق الباب والاخر في الممر اللي انحرق فيه المرحوم نادر. طبعا لان اللي بيخرج من البيت ما بيقدر يغلقه فبقى باب الشقه مفتوح. وفيه منافذ كتير يقدر يهرب منها بعد تنفيذ المهمه مثل بلكونه شقه الدور الاول. و ممكن اتخبا بين الناس اللي اتلمت. وده مجرد سيناريو مش اكثر. الله يرحمهم ويغمد روحهم الجنه))

لماذا تُسنتد مثل هذه الحوادث إلى مجهول؟

جهات التحقيق سواء بهذه القضية او قضايا اخرى التي ترد سبب الحادث لمجهول تحقق بناء على المعطيات في ارض الحدث ولا تستطيع توجيه اتهام لجهة ما طالما لا يوجد ادله حاسمه على ذلك خاصه في جرائم القتل التي تكون عواقبها وخيمه.

الراي العام والاعلام يتعاطف ويشك بسيناريوهات كثيره متنوعه للحدث، لكنه مهما اجتهد لا يستطيع ان يصل للحقيقة المطلقة لانهم ليسوا جهات تحقيق، كما كثيرا ما يتم المتاجرة في اليوتيوب بمناقشه هذه النوعية القضايا التي يكتنفها الغموض. وأحيانا تسيس لأجندات مشبوهة بما انها تستقطب اهتمام الراي العام.  ويبقى العبا على ذوي القتلى ومحاميهم للضغط لأثبات جنائية الوفاه لجهات التحقيق والجهات القضائية في حال شكهم ان الحادث مدبر. والله يعينهم على مصابهم الكبير.

حق الموتى الحقيقي يكمن بكشف الحقيقة ومحاسبه الجناة اذا كان الحادث جنائي. والله وراء القصد. والله يرحم موتانا وشهداءنا وكل من مات مظلوما يغمد روحهم الجنه. [email protected]

بقلم: سهيله عمر 

 

 

أضف تعليقك هنا