(قمة المناخ) أفعال تسبق أقوال

الأزمة البيئية تبقى تحت شعارات ووعود لم تنفذ

ليست جائحة كورونا وحرب أوكرانيا والتضخم الاقتصادي وانهيار سلاسل الإمدادات ومشكلات الغذاء العالمية أهم أحداث الساحة حالياً منذ قمة غلاسكو، ليفرض ضيفاً جديداً نفسهُ على الأرواح البشرية التي تهالكت بعلة الافساد الإنساني لفضائه الذي يحيا فيه، لتلتهم أثاره المتفاقمة كل الكائنات الحية وأولها الإنسان “الأناني”، لتجمع الحشد الأكبر في قمة ضخمة مُناخية بشرم الشيخ المصرية، (أطراف اللوم والمسؤولية من دون أطراف أخرى تقع عليها المسؤولية الأعظم لما أصاب كوكب الأرض من أضرار بيئية). تُجمع تفاهمات البشر وترتقي ببشريتهم وفق اُسُسٍ وركائز علمية، دون مواربة للحقائق، وتنفيذها على أرض الواقع. تحت شعار «معاً نحو التنفيذ»، وترك ما هو جاف من الوعود والالتزامات التي لا تنفع بل تضُر.

مساهمة السعودية في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لحل الأزمة البيئية 

إنها القمة المصرية.. تُلملمَ أحشاء العالم المتقطعة الأوصال على وقع كوارث مناخية تهز عالمهُ، خاصة الدول النامية (موزمبيق ومالاوي ومالي وبنغلاديش وسيريلانكا) ومجموعهم من الأضرار 50%، رغم أنهم لم يتسببوا في الكارثة إلا بحوال 7% فقط، ثُم الزلازل والبراكين والفيضانات كالتي غمرت باكستان، وجفاف سبب جوع أغلب دول القرن الأفريقي وأمطار وحرارة شديدة كما في الغابات وأوروبا التي تنتظر شتائها القارص، مُخلفةً ورائها آلاف القتلى وعشرات ملايين النازحين، دون أن تنفعهم أو تساندهم الدول المتقدمة كأميركا والصين وأوروبا ودول السبع ومنظمات العالم، عدا المبادرة دائماً كما ارتادت العالم في مجموعة العشرين وجائحة كوفيد19، وتخفيض أوبك +، ..

إنها (السعودية) التي قدمت برامج عمل ساخنة مليئة بالأحداث البشرية، يقودها في ذلك ريادتها العالمية وقوتها الاقتصادية برؤية حالمة لمُهندس الاقتصاد الحديث ولي العهد -حفظه الله-، مطلقاً العديد من المبادرات الخضراء العملاقة كإحدى أهم ركائز رؤية 2030، لتكون بقمة شرم الشيخ عملاً واقعياً، بالحياد الصفري وزراعة 10 مليارات شجرة.. بحلول عام 2050 م من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، مرورًا بإنتاج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، ليتم ترجمتها بكلمة ولي العهد بقمة مبادرة السعودية الخضراء، والمساهمة في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بمبلغ مليارين وخمسمائة مليون دولار دعماً لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات. وفي المقابل نجد الدول الصناعية الأخرى ومعها الصين، وفق الأرقام أنهم اُس الأساس في تلوث بيئة الكوكب، مما يجعلهم في قفص الاتهام الأول بقضية أزمة المناخ العالمية، وإن لم تتحمل الأطراف مسؤوليتها ضاع هيبتها أمام البشرية جمعاء.

فيديو مقال (قمة المناخ) أفعال تسبق أقوال

 

أضف تعليقك هنا