كيف تتم إثارة التفكير في التعليم؟

شهد القرن الحادي والعشرين تطوراً هائلاً في المجالات المختلفة لا سيما مجال المعرفة، ونتيجة لذلك تحتم على الفرد مواكبة هذا التغير وتطوير قدراته وأساليبه في كافة المجالات خاصة مجال التدريس- لما له من أهمية في إعداد مواطنين قادرين على مواجهة مصاعب الحياة واتخاذ قرارات مناسبة لهم- وذلك من خلال تطوير المناهج التعليمية وإكساب المتعلم أنماط تفكير سليمة.

زاد الاهتمام بشكل واضح في الاونة الأخيرة بالمنهج المعزز للتفكير كأحد الأساليب التربوية المعاصرة و قد حث القائمين على العملية التربوية بزيادة الاهتمام به و تنميته، فالتفكير لا ينمو تلقائياً بل بالممارسة . كما ميز الله -سبحانه و تعالى- به الإنسان عن باقي المخلوقات و دعا القران الكريم في العديد من آياته إليه فقال تعالى: ” وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون” (النحل: الآية 44).

ويعرف المنهج المعزز “المثير للتفكير” أنه المنهج الذي يغير كون المتعلم سلبيًا في العملية التعليمية لدور إيجابي وفعال فيها، بحيث يتم استخدام الحوار الفكري والنقاش والنقد والاستنتاج والفهم والتحليل، وهذا يؤدي لتشجيعه لفهم محيطه والابتكار والابداع، وعليه نذكر في الأسفل بعض الاقتراحات التي من الممكن الاعتماد عليها لبناء منهج مثير للتفكير يشمل الأهداف، والمحتوى، والأنشطة والاستراتيجيات والوسائل والمواد التعليمية، والتقويم، والبيئة التعليمية.

الأهداف التعليمية

تعد الأهداف التعليمية أساس المنهج التعليمي وطرق التدريس وتساعد على التفكير المعزز، وذلك من خلال علاقتها بمستويات التفكير العليا مثل الاستنتاج والتحليل وحل المشكلات والتركيز على تنمية الشخصية المتكاملة للطالب. لذا فينغي علينا تحديد هذه الأهداف و الاهتمام بصياغتها بناء على الظروف المتغيرة.

المحتوى التعليمي

يساعد المحتوى التعليمي الطالب على تعزيز مهارة التفكير لديه، عن طريق التفاعل والاندماج بالبيئة المحيطة، ويهتم بحاجات الطلاب وميولهم ويحرص على إنشاء جيل قادر على التفكير بطريقة تمكنهم من حل مشكلاتهم استناداً لخبراتهم السابقة، وعليه يجب أن يكون المحتوى التعليمي صحيحا من الناحية العلمية، وصادقًا ويتكيف مع التغيرات المستمرة للعلوم.

الأساليب و الأنشطة

تساعد الأساليب والأنشطة الصفية واللاصفية الطالب على تنمية تفكيره، عن طريق تشكيل أساليب وطرق تعليمية مختلفة لعرض المعلومة التي تناسب اهتمام الطالب، والتشجيع على التعليم النشط، واستخدام التكنولوجيا الحديثة خلال الحصص التعليمية ومساعدة الطالب على إدلاء أفكار جديدة باتباع أسلوب الأسئلة المفتوحة والأنشطة المشوقة المبتكرة.

التقويم

يعد التقويم من أهم عناصر العملية التعليمية، لاعتباره مقياسا لمدى تحقيق الاهداف التعليمية، فهو يساعد الطالب على إنتاج وتنمية أفكاره وذلك من خلال أساليب التقويم المتنوعة التي تشجع الطالب للوصل لحل مشكلاته، والتركيز على طرق التقويم المختلفة اللاتقليدية والتي تراعي الفروق الفردية للطلاب.

البيئة التعليمية

تشجع البيئة التعليمية الطلاب على تنمية الأفكار لديهم، عن طريق توفير القاعات والمختبرات بما يتناسب مع العملية التعليمية، والحرص على تهيئة البيئة الصفية من الناحية الفيزيائية كالتهوية والأمان، وللتكنولوجيا الحديثة دور مهم في البيئة التعليمية، حيث يعد استخدام المعامل الافتراضية والوسائل الالكترونية من العوامل التي تساعد الطلبة على تنمية أفكارهم.

المصادر

  • أبو جادو، صالح، ونوفل، محمد. (2007). تعليم التفكير (النظرية والتطبيق)، ط1، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
  • جروان، فتحي. (2007). تعليم التفكير (مفاهيم وتطبيقات)، ط3، عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.
  • زيتون، حسن. (2003). تعليم التفكير (رؤية تطبيقية في تنمية العقول المفكرة)، ط1، القاهرة: عالم الكتب.
  • عبد العزيز، سعيد. (2013). تعليم التفكير ومهاراته (تدريبات وتطبيقات عملية)، ط3، عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
  • المالكي، عوض بن صالح (2002): مدى امتلاك معلمي الرياضيات لبعض مهارات تنمية التفكير الابتكاري، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.

فيديو مقال كيف تتم إثارة التفكير في التعليم؟

 

أضف تعليقك هنا