التفكير

بقلم: رجاء صلاح صندوقه

مقال عن التفكير
بقلم: رجاء صلاح صندوقة
باحثة بدرجة الدكتوراة، قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، الجامعة الإسلامية – غزة، فلسطين

ينظر إلى التفكير على أنه ميزة فريدة امتاز بها الانسان عن سائر المخلوقات الأخرى، فهو يمثل سلوكاً معقداً يمكنه من التعامل والسيطرة على الموجودات والمواقف المختلفة التي يواجهها أثناء تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها، إذ يعمل على تمكينه من اكتساب المعارف والمعلومات، وتطوير أنماط السلوك وفهم طبيعة الأشياء وتفسيرها، وحل المشكلات، والاكتشاف، والتخطيط، واتخاذ القرارات.

تعريف التفكير:

  • يعرفه ابراهيم (2009م، ص 17) بأنه: عبارة عن عملية عقلية يستطيع المعلم عن طريقها عمل شيء ذي معنى من خلال الخبرة التي يمر بها.
  • ويعرفه جروان (2009م، ص 40) بأنه: سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة اللمس والبصر والسمع والشم والتذوق.
  • ويعرفه علوان (2012م، ص 86) بأنه: نشاط لا يمكن ملاحظته، ولا يستدل عليه من نتائجه، وهو أعقد نوع من أشكال السلوك البشري.
  • وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه: سلسلة مُتتابعة محدودة المعان أو مفاهيم رمزية تثيرها مُشكلة(ما) وتهدف إلى غاية مُعينة .

التفكير من منظور إسلامي:

إن منهج الاسلامي يدعو إلى التفكير دعوة صريحة، إذ قال الله عز وجل: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) (يونس: 101). والمنهج الاسلامي قد حرر العقل الانساني من الخرافات والأوهام، واعتبر العقل أساس التكليف، والقاعدة الدينية تقول: “إن الله أخذ ما أوهب وهو العقل، أسقط ما أوجب من التكاليف الشرعية عن الانسان”، ويرى الهويدي وجمل (2003) أن هناك حاجة ماسة لدى الانسان إلى إعمال العقل الذي يخاطبه الاسلام في القرآن الكريم و”هو العقل الذي يعصم الضمير، ويدرك الحقائق، ويميز بين الأمور، ويوازن بين الأضداد، ويتبصر ويتدبر، ويحسن الأذكار والروية”.

ففي سورة الحشر يقول الله عز وجل: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). (الحشر: 21). وفي سورة آل عمران يقول الله عز وجل: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران: 191). أما في سورة العنكبوت فيقول الله عز وجل: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت: 63). وقال الله عز وجل: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ). (الغاشية: 17 – 20).

كل هذا يدعو إلى التفكير والنظر، واستخدام الانسان لعقله، بل تدريب عقله على التفكير ليصل إلى الحق. إن منهج التفكير الإسلامي يضع ضوابط للفكر تضبطه ولا تقيده، وتطلقه ولا تعوقه، وتعمقه و تخضبه وتخلصه من الهوى، ومن المفيد أن نذكر بعض مهارات التفكير التي وجه. إليها القرآن الكريم، وهي:

  1. مهارة البحث: قال الله عز وجل: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (العنكبوت: 20).
  2. مهارة التأمل: قال الله عز وجل: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) (يونس: 101).
  3. مهارة السؤال: قال الله عز وجل: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل: 43).
  4. مهارة استخلاص العبر من تاريخ الأمم: قال الله عز وجل: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا). (محمد: 10).
  5. مهارة المقارنة: قال الله عز وجل: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ). (الزمر 71-74).
  6. مهارة الاستنباط: قال الله عز وجل: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: 83).
  7. مهارة التجريب: وتتضح من خلال قصة إبراهيم عليه السلام عندما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، ومن ثم أمره ربه بالقيام بالتجربة، فأمره الله أن يأخذ أربعة من الطير، ويتعرف إليها ثم يذبحها ويمزق أجسادها، ويفرق أجزاءها على الجبال، ثم يدعوها فتجتمع الأجزاء مرة أخرى، وترتد إليها الحياة، وتعود إليه الطيور ساعيات.

وقد وردت المفردات الآتية في القرآن، وكلها مرتبطة بالتفكير: (علم 485 مرة)، (عقل 49 مرة)، (فكر 19 مرة)، (الألباب 16 مرة)، (فقه 20 مرة)، (عرف 22 مرة)، (بصائر وبصيرة 7 مرات)، وبذلك يكون الإجمالي (618 مرة)، بخلاف يبصرون وينظرون وغيرها مما تحمل معنى التفكير.

وإذا بحثنا في السنة النبوية نجد أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وجهنا إلى التفكير والتأمل في الكون وما فيه من آيات دالة على وجدانية الله سبحانه وتعالى. وسنته الفعلية تؤكد على ضرورة التفكير وأهميته، فما كان خروجه إلى غار حراء إلا تعبداً لله وتفكراً وتدبراً في آياته (القواسمة؛ وأبو غزالة، 2013م، ص24-27).

ومما سبق يتضح أن التفكير أغلى وأثمن ما يملكه الإنسان في حياته، فهو عبادته التي يتقرب بها إلى ربه، والتفكير وإن كان في الأصل موهبة ربانية من الله عز وجل إلا أن الإنسان يستطيع أن ينمي هذه الموهبة، ويسهم في تطويرها وتنشيطها؛ كي يستفيد من نعمة العقل بالتفكير السليم، فقد دعا ديننا الإسلامي إلى التفكير والتدبر بأشكال وأنماط مختلفة.

خصائص التفكير: (القواسمة؛ وأبو غزالة، 2013م، ص 29-30):

  1. التفكير سلوك هادف، لا يحدث في فراغ أو بلا هدف.
  2. التفكير سلوك تطوري يزداد تعقيداً مع نمو الفرد، وتراكم خبراته.
  3. التفكير الفاعل هو الذي يستند إلى افضل المعلومات الممكنة توافرها، ويسترشد بالأساليب والاستراتيجيات الصحيحة.
  4. الكمال في التفكير أمر غير مرغوب، وممكن في الواقع، والتفكير الفاعل غاية يمكن بلوغها بالتدريب والمران.
  5. يتشكل التفكير من تداخل عناصر المحيط الذي يضم الزمان “فترة التفكير” والموقف أو المناسبة، والموضوع الذي يدور حوله التفكير.
  6. يحدث التفكير بأنماطه المختلفة: (لفظية، رمزية، مكانية، شكلية … إلخ) لكل منها خصوصيته.

ويتضح مما سبق: أن التفكير عند الإنسان أشبه بخارطة يختار منها السبل الكفيلة لمساعدته على العمل الذي يحقق له غاياته، ويستثمر وقته، وتمثل مساحة التفكير عند الإنسان – أيضاً- ميداناً رحباً ليرسم من خلاله تصوره عن المستقبل والعوامل التي تساعده على تحقيق أهدافه.

مبررات التدريب على التفكير وتعليمه (العتوم؛ والجراح، 2012م، ص44-45):

يتساءل العديد من علماء النفس عن أسباب تعليم التفكير لدى الأطفال أو البالغين، وتعد هذه المبررات كثيرة، حيث توجزها قطامي (2003) بالأسباب الآتية:

  1. تعليم الأفراد مهارات جديدة تساعد على التكيف مع الأسرة والمدرسة وظروف الحياة المختلفة.
  2. تعليم الأفراد – وخصوصاً الطلبة – كيفية معالجة المعلومات والخبرات، بدلاً من تزويدهم بالمعرفة بشكل تلقيني مباشرة.
  3. تعليم التفكير يساعد الفرد على التركيز في وظيفة التفكير أكثر من نتاج التفكير.
  4. يساعد الفرد على تطوير منتجات جديدة ومبدعة، تفوق في أهميتها حفظ المعلومات التي أنتجها الآخرون.
  5. يوجه المعلمين والطلبة والمناهج الدراسية نحو التركيز على أسلوب التفكير والتعلم، أكثر من التركيز على عمليات تذكر المعلومات
  6. التفكير يسمح للمتعلم بممارسة التخطيط والمراقبة والتقويم والتنظيم والاستنتاج والاستنباط أثناء أداء المهمات، أو إنجاز أي مشاريع أو خطط معينة.
  7. يعمل على تهذيب قدرات الأفراد، ويساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة والمستقبل.
  8. يعمل على تنمية ثقة الفرد بذاته، وتحسين مفهومه عن ذاته، وإمكاناته، ويحسن من تقييمه.
  9. يحسن مستوى الأداء الأكاديمي والوظيفي للأفراد.
  10. يعمل على زيادة شعور الفرد بالحيوية والنشاط والفعالية العالية.

وترى الباحثة أن التفكير ينشط العمليات العقلية، فهو يؤدي إلى إتقان أكثر للمحتوى العلمي، ويكسب الطلبة القدرة على تقديم التعديلات الصحيحة والمقبولة للمواضيع المطروحة في مدى واسع من مشكلات الحياة اليومية، وأيضا يؤدي إلى مراقبة الطلبة لتفكيرهم وضبطه حتى تكون أفكارهم أكثر دقة وأكثر صحة؛ مما يساعدهم على صنع القرارات في حياتهم اليومية، ويبعدهم عن الانقياد العاطفي.

مهارات التفكير:

تتكون مهارات التفكير من (ريان، 2012م، ص60-61):

  1. شحذ الهمة: وتتطلب هذه المهارة التأكيد على تميز الفروق بين الأفكار الفرعية والأفكار الأساسية في سبيل تجنب التداخل بينها، ولاستدعائها بسهولة ويسر من الذاكرة عند الحاجة.
  2. التحمل والتسامح: تتطلب هذه المهارة تعهد المعلومات الغامضة وفحصها، من أجل إعادة بناء المعلومات الموجودة، وتغييرها لتتكيف مع عملية بناء المعلومات الجديدة، وتستخدم هذه المهارة في التعرف إلى المشكلة وتحديدها، وبناء الحلول المناسبة لها.
  3. التدقيق: تتطلب هذه المهارة استخداماً متقناً لقائمة متكاملة من الأفكار المتشابهة بدرجة كبيرة، وذلك للحكم عليها، وتثبت المعلومات الجديدة فيها على أسس وتصنيفات محددة في سبيل حفظها في الذاكرة طويلة المدى.
  4. التركيز: وتتطلب هذه المهارة انتقاء عناصر مهمة ودقيقة الصلة بالمعلومات أو المهمات المطلوبة، دون الانشغال بأمور ليس لها علاقة وثيقة بالموضوع قيد الدرس، فعند عرض مشكلات كلامية في مادة الرياضيات، فإن أغلب الطلبة يولون اهتماما كبيرا للحكاية أو القصة، في حين لا يعطون اهتماماً واضحاً بالعناصر والمفاهيم الرياضية، وهذه الطريقة قد تشتت انتباه الطلبة، وفي كثير من الأحيان تسبب فقدان عناصر أساسية مهمة في تحديد المشكلة أو حلها.

وفي عملية القراءة، يجب على الطالب أن يركز انتباهه تماماً على الكلمات والسطور والمقاطع، لكن عندما يركز على الرموز والرسوم والصور أثناء عملية القراءة، فإنه في هذه الحالة سوف تفوته بعض الكلمات الأساسية المهمة، أو قد يتخطى بعض الأسطر، وينجم عن عدم الدقة في فهم المادة المقروءة، مما يترتب عليه إخفاق الطالب وتعثره.

  1. المقارنة: وتتطلب:
  • أولاً: أن يقوم الطالب بالتحليل لتحديد العناصر.
  • ثانياً: أن يقوم بالتركيز على تحديد عناصر معينة، وذلك لاستخدامها في عملية المقارنة، وتتمثل نتيجة عملية المقارنة في عبارات تتضمن العناصر المتشابهة، وأخرى تتضمن العناصر المختلفة.

وهذه العبارات تكون بمنزلة أحكام وقواعد تطبق في تعلم مهارات تربوية لاحقة أو أدائها، وتعد أساسا ينطلق منه الطالب في حل المشكلات. أما ريان (2012) فيضيف إلى ما سبق المهارات الآتية:

  • جمع البيانات والمعلومات والتوصل إليها.
  • ترجمة الأفكار بتحويلها إلى أنماط موازية (عمل وسلوك).
  • تعليل الظواهر والنتائج باكتشاف الأسباب والعوامل.

وترى الباحثة أن التفكير مهارة وليس ذكاء فطرياً موروثاً، لذا؛ أصبح من المهم تطوير هذه المهارات لمواجهة التحديات في ظل التطور الهائل في المعرفة والتكنولوجيا والاتصالات والعلاقات المتشعبة، حيث يصل الفرد إلى كيفية التعامل معها، واستخدامها وتطبيقها، وآلية نقلها وتطويرها.

أنواع التفكير: تتمثل أنواع التفكير في (سليمان، 2011م، ص 230-232):

  1. التفكير العياني أو الحسي: هو التفكير الذي يهتم بالجزئيات والتفاصيل، ويفتقد القدرة على الاستقراء أو الاستدلال أو الوصول للكليات أو التعميمات، وهنا توجد صعوبة في الوصول إلى مبدأ عام أو قانون عام يحيط بالجزئيات في إطار واحد.
  2. التفكير التجريدي: وهو النشاط المعرفي الذي نقوم من خلاله بحل المشكلات اعتمادا على التجريد أو التلخيص للخواص أو المبادئ المشتركة التي تضم عددا من العناصر أو الجزئيات في إطار واحد كبير.
  3. التفكير الحدسي: هو تفكير غير متتابع أو متسلسل بنفس القدر الذي يتم من خلاله التفكير المنطقي او الاستدلالي، وللحدس أهميته في المهن التي تتطلب علاقات إنسانية معينة؛ كالطب النفسي، والقيادة، والنشاط الفني، وعلوم الإدارة والعلاقات العامة، وما شابه ذلك.
  4. التفكير الناقد: وهو الذي يقوم على تقصي الدقة في ملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات، ومناقشتها، وتقويمها، والتقيد بإطار العلاقات الصحيحة التي ينتمي إليها هذا الواقع، واستخلاص النتائج بطريقة منطقية وسليمة، مع مراعاة الموضوعية العلمية وبعدها عن العوامل الذاتية.
  5. التفكير الخيالي: هو نوع من التفكير يقوم على أساس الصورة العقلية التي تستمد من عمليات الإدراك المباشر أو من خلال الذاكرة، ثم تتم عمليات تحويل لهذه الصور بأشكال عديدة بعد ذلك.
  6. التفكير التوفيقي: هو التفكير الذي يتصف صاحبه بالمرونة وعدم الجمود، والقدرة على استيعاب الطرق التي يفكر بها الآخرون، فيظهر تقبلا لأفكارهم، ويغير من أفكاره؛ ليجد طريقاً وسطاً يجمع بين طريقته في المعالجة وأسلوب الآخرين فيها.
  7. التفكير المنطقي: هو التفكير الذي يمارس عند محاولة بيان الأسباب والعلل التي تكمن ” وراء الأشياء، ومحاولة معرفة نتائج الأعمال، ولكنه أكثر من مجرد تحديد الأسباب أو النتائج، إلا أنه يعني الحصول على أدلة تؤيده أو تثبت وجهة النظر.
  8. التفكير الانفعالي: هو ضبط النفس والحماس والمثابرة والقدرة على حفز النفس.

ينقسم التفكير من حيث المستوى إلى ثلاثة مستويات:

  • الأول: التفكير فوق المعرفي: ويشمل التخطيط، والمراقبة، والتقييم.
  • الثاني: التفكير المعرفية: ويشمل: الاستراتيجيات، ويتضمن: حل المشكلة، واتخاذ القرار، وتكوين المفاهيم، والعمليات وتشمل: التفكير الناقد، و التفيكر الابداعي، والتفكير الاستدلالي.
  • الثالث: ويعني المهارات، وتشمل: مهارات التفكير فوق المعرفي، والتفكير الابداعي، والتفكير الناقد، ومهارات الاستدلال، وتصنيف بلوم (البرقعاوي، 2012م، ص 17).

المراجع:

  • ابراهيم، بسام (2009): التعلم المبني على المشكلات الحياتية وتنمية التفكير، عمان، الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
  • جروان، فتحي. (2009). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات، عمان، الأردن: دار الفكر ناشرون وموزعون.
  • ريان، محمد. (2012). التفكير الناقد والتفكير الابتكاري: تعلمها وتعليمها للرقي الحضاري والتقدم، العلمي، حولي، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع.
  • سليمان، سناء (2011). التفكير، أساسياته، وأنواعه، تعليمه، وتنمية مهاراته، القاهرة: عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة.
  • العتوم، عدنان، والجراح، عبد الناصر (2012). تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية وتطبيقات عملية، عمان، الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
  • علوان، عامر. (2012). تربية الدفاع البشري وتعليم التفكير، عمان.
  • القواسمة، أحمد؛ وأبو غزاله، محمد. (2013). تنمية مهارة التعلم والتفكير والبحث، عمان، الأردن: دار صفاء للنشر والتوزيع.

بقلم: رجاء صلاح صندوقه

 

أضف تعليقك هنا