الأعياد المبتدعة والرد عليها

بقلم:  سعود بن فيصل بن سعود العمري 

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: {اقترب للناس حسابهم و هم في غفلة معرضون} الأنبياء(1)، فقد أخبر الله عز و جل وبيّن بقرب يوم الحساب، كما أخبر سبحانه وتعالى بوقوع الناس في الغفلة و الإعراض عن الحق الذي من أجله ُخلقوا؛ ألا و هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الذاريات(56)، فأعرض الناس عن هذا الحق العظيم و انشغلوا بدنياهم وكأنهم لها ُخلقوا وفيها مآلهم و دوامهم، فتجدهم يحرصون على الحياة أشد الحرص حتى أشبعوا احتياجاتهم الضرورية والحاجية والتحسينية؛ مما أدى ذلك إلى التشبع بما حرم الله عز وجل ومن ذلك الأعياد المبتدعة.

أنواع الأعياد المبتدعة

والأعياد المبتدعة قد تكون من جهة دينية أو من جهة دنيوية، أما الدينية فمنها ما نشاهده من الاحتفالات السنوية بما يسمونه بالمولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج بشهر رجب، و الشعبنة في النصف من شعبان، و الاحتفال ببداية السنة الهجرية ونحوها.

الأعياد الدنيوية

و أما الدنيوية فكما نشاهده من الاحتفالات السنوية بالأعياد الدخيلة على ديننا و مجتمعاتنا و ثقافتنا و مبادئنا؛ و من ذلك ما يسمى بعيد الأم، وعيد الأب، و عيد الحب، و عيد الميلاد، و عيد الهيلوين، و عيد رأس السنة، و عيد الكريسمس و نحوها من الأعياد البدعية و الشركية التي للأسف أصبح بعض المسلمين يحتفلون بها و يحيونها و يحرصوا عليها أشد الحرص بإقامتها و الإعداد لها و الدعوة إليها.

و هذا من الأمور التي نهى عنها ديننا الحنيف، و من الأدلة التي دلت على ذلك النهي ما ورد عنه صلى الله عليه و سلم عندما قدم إلى المدينة و كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال عليه الصلاة و السلام : ((قد أبدلكم الله بهما خيراً، يوم الأضحى و
يوم الفطر)).

التحذير من اتباع غير المسلمين والتشبه بهم

كما أنه حذر عليه الصلاة و السلام من اتباع غير المسلمين والتشبه بهم وأخبر بوقوع ذلك في أمته، فقال عليه الصلاة و السلام: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود و النصارى؟، قال: فمن؟))، و قال أيضاً: ((من تشبه بقوم فهو منهم))، و قد نهى الله عز و جل عن ذلك في قوله تعالى: {َوالَِّذيَن َلا َيشهدون الزور َوِإَذا َمُّروا ِباللَّْغِو َمُّروا كراما}الفرقان(72) قال مجاهد و الربيع ابن أنس أنه أعياد المشركين.

فينبغي علينا جميعاً كلٌ في محله و مجتمعه و مكانته أن نراعي من ولاّنا الله ولايتهم بالنصح و التوجيه و البيان و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و التذكير بالله عز و جل و الغاية التي ُخلقنا من أجلها؛ فقال تعالى:{ ُكنتُم خير أمّة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله}آل عمران(110)،و قال عليه الصلاة و السلام: ((الدين النصيحة، قلنا لمن؟، قال : لله و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامتهم)).

و لنتذكر أننا كلنا ذلك المسؤول كما قال عليه الصلاة و السلام : (( كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ و مسؤول عن رعيته، و الرجل في أهله راعٍ و هو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية و هي مسؤولة عن رعيتها..)).
و هذه الأعياد مردودة بما سبق من أقواله عليه الصلاة و السلام، وبقوله أيضاً: ((كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد )) أي مردود على صاحبه، و قال أيضاً : ((.. من سنّ سنة سيئة فعُمل بها كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً )).

لو كان في تلك الأعياد خيرا لأرشد إليها النبي صلى الله عليه و سلم

ولو كان في تلك الأعياد جميعها خيراً لأرشد إليها النبي صلى الله عليه و سلم، و لقام به صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، و لتبعهم في ذلك التابعين رحمة الله عليهم، و لكنه لم يرد الاحتفال بذلك؛ فنحن أمة اتباع لا أمة ابتداع؛ أمة اتباع للدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وفق فهم سلف الأمة. ديننا دينٌ كاملٌ لا نقص فيه قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا ۚ} المائدة(3).

علينا التعاون على البر والتقوى

وأخيراً علينا التعاون فيما بيننا على البر و التقوى و التواصي بالحق، قال تعالى:{وتَعاونُوا َعلَى ا ْلبر والتَّقوى ۖ و َلا تَعاونُوا َعلَى الإثم و العدوان ۚ}المائدة(2)، و قال تعالى: {وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر} العصر(3). و صلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.

بقلم:  سعود بن فيصل بن سعود العمري 

 

أضف تعليقك هنا