الجرعة النووية الأخيرة

لماذا تم اللجوء إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

لماذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولماذا تتحرك القوات وأنظمة الدفاع والطائرات والأسلحة؟ هل تريد روسيا هزيمة أوكرانيا وإنهاء ذلك البلد؟ هل الثاني غير مبال حقًا بتحدي الأول؟ أم أنها تريد فقط الدفاع عن نفسها! ألم يكن من الممكن لكل منهم تحقيق أهدافه وغاياته بأدوات أخرى أقل كارثية وأقل خسائر أليس من الممكن انهاء هذه الحرب المدمرة ونتائجها باستخدام منطق الحكمة والعقل فما الذي سيجنيه الغرب من تلك الحرب واطالة أمدها عن طريق دعم اوكرانيا، هل يعتقد الغرب أن هنالك ما يسمى بالرابح أو الخاسر من هذه الحرب!

إن قرار اتخاذ الحرب يجب أن لا يكون إلا كآخر الحلول مثله مثل العمليات الجراحية التي لا تجرى إلا للضرورة وبعد نفاذ كافة المحاولات العلاجية، يعرف قادة الحرب والسياسيون هذه الحقائق ولكن لا اعتقد أن أيًا من أولئك الذين يقاتلون في أوكرانيا وروسيا اليوم على سبيل المثال يهتم حقًا بالنصر، أم كل ما يشغل بالهم هو استنزاف الآخر رغم كل الدمار والضحايا والويلات التي تخلفها الحروب، إن الدوافع وراء حروب اليوم لم تعد كافية لتبرير تصاعد العنف بينهما وفقا لم يتحدث به لسان العالم الإخباري.

عولمة العنف

إن التطور التكنولوجي لأدوات العنف قد وصل إلى نقطة لا يمكن تخيل الأغراض السياسية لتحقيق إمكاناتها المدمرة أو لتبرير استخدامها الفعلي في النزاع المسلح وكما نعلم جميعاً تستمر الحروب وتتزايد باطراد ولم تعد ساحتها محصورة في “الدول النامية” أو ما يسمى بـ “العالم الثالث” بل أوروبا وهي تقع على أبواب العالم الاكثر تقدما صحيح تمامًا أن تطوير الأسلحة النووية وامتلاكها من قبل كتلتين (الرأسمالية والاشتراكية) ساهم في ردع التهديد النووي أو الحرب العالمية الثالثة طوال الحرب الباردة ومع ذلك هذا لا يعني بالضرورة أن عصر العنف قد انتهى أو أن استخدام العنف قد انخفض بالفعل

كل ما حدث هو تغييرات طفيفة لا تؤثر على طبيعة أو عمق العنف بل على العكس إذا كانت تجعله خيارًا سهلاً فهذا يزيد من خطورة المشكلة لكونه مجرد أداة للسياسيين وطغيان سياسي لم يسبق له مثيل عبر التاريخ في رأيي كان غياب التهديد بالحرب خلال حقبة الحرب الباردة بسبب الاتفاق بين القوى العظمى على تقاسم الهيمنة والحفاظ على النظام الثنائي القطب والمحافظة عليه في أوروبا الشرقية وأوروبا الضعيفة نسبيًا، وعلى هذا الأساس تمت عولمة العنف حيث خاضت معظم الحروب الأشد حدة في القارة الأوروبية ثم إلى جميع أنحاء العالم الأخرى وبدلاً من إنهاء هذه الحروب تمت “الهيمنة” عليها.

هل الأسلحة النووية المتطورة ألغت تأثير التهديد النووي؟ 

اليوم عندما اختل التوازن القائم على تقاسم النفوذ بشكل طفيف أي عندما بدأت أوكرانيا تميل أكثر نحو الغرب وأصبح من الممكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الوصول إلى حدود روسيا اندلعت الحرب على الفور وانخرطت فيه جميع القوى العظمى التقليدية. على الرغم من أن التهديد النووي لم يتم القضاء عليه تمامًا فإن كلا الطرفين المتحاربين يمتلكان أسلحة يمكن أن تقضي على الجنس البشري بأكمله

فيديو مقال الجرعة النووية الأخيرة

 

أضف تعليقك هنا