السنع الزايد

بقلم: عبد الحكيم مناحي العنزي

نحاول معكم أحبتي أن نفهم أسباب ودوافع انتشار ذلك الهوس الذي يصيب الإنسان ويجعله تحت ضغط عصبي شديد ,كما يظهر على شكل نوبات من النشاط الزائد والتصرفات الغريبة والتي تصنف على أنها اضطراب عقلي (ذهني ) .وغالبا ما تصاب به  النساء أكثر من الرجال ,وسوف نفكر سويا في أعراض ذلك السنع الزائد ,والدوافع  لذلك الإسراف الكبير في إهدار الوقت والجهد النفسي والبدني الذي لا ينتهي ولا يتوقف في ترتيب المنزل وتنظيفة.

الهوس الزائد عند النساء

فنجد  أن السيدة  المصابة به , دائما مشغولة مراقبة متفحصه  لكل رائحة  في منزلها  ,حيث تمتلك حاسة  شم عالية جدا ,فهي على استطاعة أن تتعرف على كل شيء من رائحته  قبل ان تراه  ,لذلك تحتفظ تلك السيدة  بأرشيف  كبير من البيانات والمعلومات ,حيث يقوم عقلها بعمل ارشفة  لتلك الروائح وتقييم مدى نظافة المكان عن طريقها ,وبعد ذلك تقوم بتسميتها ,فهي على استعداد أن تطلق أسم على  كل رائحة تشمها وتربطها بشعور من القرف أو السعادة ينتابها بسبب تلك الرائحة.!

الهوس عند الرجال

الغريب أن ذلك النوع من الهوس يعتبر فضيلة وميزه عند النساء بل نوع من الزَهْو لتلك السيدة بنفسها والتي ربما تعترف في كل مكان تذهب اليه او صديقه تتعرف عليها انها من الموسوات بنظافة !. على النقيض من ذلك عندنا نحن معشر الرجال حيث نرى ذلك الرجل المهووس بنظافة بنظرة انتقاص وذَمٌّ  وربما يوصف أنه متشبهه بالنساء, فنجد من لدية ذلك النَزْقٌ ,يحاول ان يخفيه امام زملائه بالعمل او من يسكن معهم.

لما قد يجده من التنمر عند تصيبه تلك النوبات وتظهر عليها تلك الدلالات لذلك الهوس, فيكتفون بمراقبته  وهو  ينظف ويكنس ويرتب خلفهم وربما يستغلون ذلك ويصبح هذا النوع من الاعمال خاص به , ويعتمدون عليه بتنظيف المكان وغسله ,وغير ذلك من المهام التي يجب أن تكون موزعة بينهم ,وقد حدث ذلك مع صديق  لي كان مصاب بذلك الوسواس حيث كنا نسكن في شقه مكونه من غرفتين وصاله ودوره مياه وكنا ثلاثة شباب انا و طلال “الرفلين” سلمان والذي ساهم بزيادة كسلنا و تقاعسنا ,كانت تعتريه تلك النوبات من الغضب والسباب وربما التهديد بأنه سيرحل يتركنا.

سلبيات الهَوس عند الرجال

كنا نعتمد عليه حرفيا في كل شيء  ,غسل الصحون شطف المطبخ  نظافة الحمام شراء المقاضي والخضار تسديد الإيجار كنا نراه أم لنا  .  الآن هو مشاء الله  متزوج ولديه اربعه من الابناء ولا اعلم اذا مازالت تعتريه تلك النوبات وذلك الغضب والتفكير في هجر منزل زوجته كما كان يتوعدنا سابقا ! .

ومن خلال بحثي البسيط في موضوع الهوس بالنظافة والترتيب لاحظت  امر غريب واعتقد انكم قد تشاركوني الرأي ,حيث وجدت ان بعض النساء تفضل أن يكون ذلك الهوس عند زوجها ,بعكس الرجال الذين لا يفضلونه في نسائهم . يجب علينا ان نميز بين أن نكون نظيفين وبين الهوس بالنظافة ,بين أن يكون المكان مرتب وبين ان نكون مهوسين بترتيبه وتنسيقه ,بين ان نحافظ على نظافتنا الشخصية وبين أن يكون جل وقتنا وتفكيرنا بذلك .”مشاء الله على أم أفلان بيتها دائما مرتب ونظيف”.

الهوس بالنظافة

تلك العبارة وغيرها تضخيم لديها ذلك  الهوس بنظافة وتعظمه وتمنح له  قيمة عالية , في تمجيد ذلك بين النساء  جعل من تلك المسكينة لا تتوقف عن ذلك العمل والجهد المضني والذي بسببه اهملت امور كثيرة في حياتها, فذلك الوقت الطويل الذي تمضيه في نظافة  ادق الاماكن في منزلها  واصعبها وصلا إليه ,قد حرمها من الجلوس مع ابنائها والحديث لزوجها ومعرفها على ذاته واكتشاف هواياتها ,تتسلق السلالم تربط الحبال تحبوا تقفز و كأنها في دوره صاعقه ,تدعك وتفرك وتعقم عصابة الرأس حزام وقايش على  الخصر وحذاء أشبه ببسطار !

ياعيشةٍ قَشْرَهْ.

كل ذلك على حساب أطفالها وزوجها بل حتى نفسها  ,المصابة بذلك النوع من السنع ليس لديها  أي وقت لتتعرف أكثر على أطفالها وتهتم وتقدم ما يسعد ويحبه زوجها , ليس لديها طاقة لتمارس الرياضة  أو حتى اليوغا لا تفضل الخروج كذلك الذهب لزيارة احد أو تستقبله ,لان ذلك يشكل عبئ وجهد نفسي عليها فهي تريد أن يكون أي مكان تذهب اليه بنفس مقاييس النظافة لديه العالية جدا والتي غالبا لا تراها  , لا وقت لديها في التفكير بحياتها و تطوير ذاتها عبر القراءة والاطلاع او مشاهدة فيلمها المفضل أو التسجيل في دورات تطور من ذاتها . وكأنها سماعة ثابت ملقاة

كيف تقضي المرأة المصابة بهوس النظافة حياتها؟

لا تستطيع الاتصال بها ولا انتظارها. بضبط   كسجينة حكم عليها بالأعمال الشاقة طوال حياتها حيث لا  إطلاق سراح ينتظرها  ولا راحة بال تنعم بها تقول احداهن ان لها خاله كانت مصابه بمرض خبيث ورغم أنها كانت في اواخر أيامها لم تتوقف عن التنظيف والترتيب  مع ان الجميع يحاول ثنيها عن ذلك ,كانوا يرجونها ان ترتاح  لكن بدون جدوا, كان ذلك الوسواس يضغط عليها فهي كما كانت سابقا لا تعتمد على أحد في نظافة منزلها ولا تثق الا بطريقتها الخاصة بذلك  رحمه الله.

وربما  انتهزت بعض النساء ذلك كنوع من العذر الشرعي , والذي تمنح بموجبه كم هائل من الصلاحيات والحق في الصراخ والبكاء والتذمر و قد يصل  احيانا  الى ترك المنزل وطلب الطلاق !. وقد تلاحظون معي ان غالب المصابات بذلك الاضطراب  ممن تعرفونهم  هن من ربات البيوت , فقد استغل البعض منهم ايضا ذلك الهوس كنقطة تسجل لمصلحتهم  ,فأصبحن يعبن على غيرهن من العاملات أنهن يهملن بيوتهن ونظافتها بدافع من الحسد المغلف بنظافة والمبطن  بالغيرة السلبية التي انعكس عليهن.

الوسواس القهري

وربما تطور ذلك الى ان يصبح وسواس قهري لا تستطيع أن تتخلص منه الا بزيارة عيادة الطب النفسي . فقد تصاب السنعة بنوع من نوبة غضب عارمه وحمق وربما تسود الدنيا بعينها وتحمر ,عند اكتشافها ذرة غبار فوق سطح ما  أو التقاط  راداراتها  ذبابة طائرة اخترقت أجواء مطبخها  غلط وتورطت, لتدق اجراس الخطر بإطلاق صرخة استغاثة مدويه تهز أركان منزلها.

لتناشد فورا بعقد  قمة استثنائية طارئة في الصالة لأفراد العائلة لمناقشة وشجب والتنديد  بذلك الاختراق السافر لأجوائها ,ورفع جاهزية الاستعداد لقواتها الى الحالة القصوى رقم (1) حيث تتشكل  قواتها  من حالة السلم الى حالة الحرب وربما استدعت جنود الاحتياط وفتح الباب للتطوع ,لتدق قدور الحرب و تَأَهُّب لرد على ذلك التهديد الذي احست بها من تلك الذبابة !

الثقافة الصحية التي غُرست في عقول بعض النساء

كل تلك  الجلبة واكثر بسبب الثقافة الصحية التي غرستها في عقولنا الاعلانات التجارية لتلك  المطهرات والمنظفات التي سوف تحمي منازلنا و ملابس اطفالنا وحياتهم من تلك الميكروبات  والجراثيم التي طالما نسمع عنها ولم نستطع رؤيتها. ومع … للغسيل ما فيش مستحيل وبيع يا مدير , تريد ان يصبح سجادها و ارضياتها والوان ملابس اطفالها مثل تلك التي تراها  في الاعلانات المخادعة والتي دائما تشعرنا بأننا غير نظيفين والوان  ملابسنا باهتة وأسطح اثاث منازلنا ملوثة.

ثم تأتي تلك الجائحة  تغرق الغرقان أكثر, ولترفع تلك المساحيق والمنظفات طاقتها الانتاجية  ونسبه حمايتها  من 99% إلى 100% وربما رفعتها الى أكثر من ذلك اذا استدعى الأمر ,ليخرج لنا “حصن المسلم بشكله الجديد” فهي الطاردة لتك الأوبئة والفيروسات والقاتلة لها  والحامية لنا من  ذلك  الخور الذي يصيبنا  بسبب سطوتها على عقولنا ,فبها يمكن الرضا وتمحو المخاوف وتنجلي الأحزان.!

كذلك من الميزات يتصف بها ذلك النوع من السيدات أن لديه القدرة أن تتعرف  نوعية مسحوق الغسيل الذي تستخدمه جارتها من شم رائحه ملابس اطفالها ..نظافة .. ريحة .. توفير

ما هو أكثر شيء تستهلكه الأسرة؟

لذلك تحرص تلك الشركات  والمصانع المنتجة لتك المساحيق  ,على رائحة منتجاتها كثيرا  ,وايضا تحاول ان تدعم حصول  الأسرة على ذلك  المنتج الزهيد بسعرة القوي والعنيد بمفعولة. لكن الحقيقة تقول غير ذلك  عند سؤالي لأحد المحاسبين الذي يعمل لدى  أشهر السوبرماركت عندنا بسعوديه ما هو أكثر شيء  تستهلك العوائل وتدفع قيمته من خلال خبرتك ومكان عملك ,قد لا تصدقون أن نصف الفاتورة وربما اكثر من نصفها  يذهب في شراء  المعقمات والمطهرات ومساحيق الغسيل !

نحن لا نعلم أننا بذلك الهوس والذي استغلته تلك الشركات ,استهلكنا ميزانيتنا الشهرية . من منا بحث او اهتم بتلك النسب التي تلصقها المطهرات على عبواتها  ,بل من تحقق من جدوى فعاليتها و صدق ادعاءاته  .؟الحقيقة انه لا احد فقد يكون اختيارنا ذلك النوع من  المنظفات لان السنعة بنت السنعة والسنعين نصحت بذلك  ,وربما يكون لشكله والوانه الجميله ورائحته ايضا ليس لأنه فعال ولا عنيد ولا غير ذلك من الكلمات والعبارات التي نسمعها دائما في إعلانات المساحيق والمنظفات.

ما هو سبب تكرار إعلانات منتجات التنظيف؟

لذلك يخطر الان في بالي سؤال عن سبب التكرار المستمر والكم الهائل من الدعاية لمنتجات التنظيف ومساحيق الغسيل في كل قناة وبداخل كل الفواصل الاعلانية ,الحقيقية ان ذلك يعود الى انهم لا يريدون ان يتحول  منتجهم الى سلعه *”أي شيء تشتريه بناء على فائدته الوظيفية وسعره لا يهمك ممن صنعه او جودته ,مثل كلينيكس اصبح يطلق على أي منديل في العالم وبذلك تحول إلى سلعة” بدعاية تضيف لذلك المنتج  اكاذيب كثيرة ليس له علاقه بها ,فيتم بسبب ذلك التكرار الهائل عبر تلك الاعلانات ربط نوع المشاعر الغير حقيقيه بالمنتج في عقولنا والتي تجعل من ذاكرتنا تستحضرها بمجرد استخدامنا له.

هل الهوس بالنظافة مُعدي؟

مثل الشعور بالسعادة والنظافة والحماية وغير ذلك ممن ساهمت تلك الاعلانات بربطه بذلك بالمنتج .كما يمكن أن يكون ذلك  الهوس بنظافة معدي  و من الممكن أن يصاب به الجميع  ,فإذا  ساورك شعور عزيزي/تي في هذه اللحظة أثناء قراءتك لهذه الاسطر أن منزلك أو المكان الذي تتواجد  فيه الآن غير نظيف  ,تأكد ان العدوى انتقلت إليك ! فأهلا وسهلا بك في نادي السنعين والسنعات  ,فقد حدث لي ذلك قبلكم فمنذ بداية الشروع بالكتابة لكم عن هذا الموضوع وأنا شغال دعك وتنظيف في شاشة اللاب توب !.

ما هي أسباب ذلك الهوس؟

وربما يكون كل ذلك ناتج عن نوع من الطاقة السلبية بسبب غيره وربما  فشل أو رغبة مكبوتة الى غير ذلك ,لتحاول ان نفرغها بذلك العمل الشاق ,وهنا يتحقق لي مدى صدق المقولة الشائعة” العمر يخلص والشغل ما يخلص”. فما أن تقرر الذهاب الى زيارتها حتى تصدم جيوبك الأنفية بموجة  هائلة من روائح المعقمات والمطهرات التي تنبعث من كل مكان وكأنها  تعيش  في مستشفى وليس منزل .

فمعظم  النساء  الذين ينعتون أن لديهم هذا النوع من الهوس ,يعشن غالبا في  علاقة غير مستقرة مع ومضطربة مع شريك حياتهم  ,ويرجع السبب في ذلك من وجهة نظري إهمال تلك السيدة وتأجيلها وعدم اكتراثها بواجباتها وحقوق تجاه زوجها بل كل المقربين منها ,وتكريس كل طاقتها الذهنية والبدنية  في جزء صغير من  الواجبات المناطة بها . فمعظم النساء تجد المبالغة بنظافة والترتيب والتنسيق  نوع من الامتياز والتفوق الذي تمتاز  بها دون غيرها ,فالقرامه والسناعه وغيرها من والأوصاف التي تعظم ذلك الهوس وتساهم في تبجيله ساعدت على انتشاره وافتخار كثير من المصابات به بين النساء ,والذي في حقيقته  مرض وعدى يجب ان تتخلص منه.

كيف ينظر الرجال للنساء المهوسات بالنظافة؟

أما عن  نظرة الرجال الى ذلك والذي تجهله معظم النساء حيث  ينظرون إليه على أنه مجهود وعمل غير مبرر ولا جدوى منه فهو هدر للمال والوقت في اشياء ربما يكون هناك ما هو أهم منها واكثر جدوى . يجب أن تعرفي عزيزتي السنعة أن الرجال ليس لديهم ذلك التعظيم والقيمة العالية لنظافة والترتيب والتي غالبا ما تكون شائعة بينكم معشر النساء ,لذلك لا تجعلي من  انصرافك إلى التنظيف والترتيب والغسيل عذرا ومبررا ,بإمكانك تشتري غسالة الصحون توفر عليك الوقت والجهد أيضا قدر الضغط الكهربائي وغسالة الملابس التي  تغسل وتنشف في آن واحد.

الأعراض المصاحبة لذلك الاضطراب

لكن  دائما ما نسمع انتقاد لتلك الاجهزة من اختنا السنعة لأن الشروط والمواصفات التي وضعتها لا تنطبق عليها ,وايضا لان تلك الأجهزة سوف تبدد الزهو الذي كانت تشعر به عندما تقوم بتلك الأمور بنفسها ,كل شيء اصبح يعمل بالكهرباء لا عذر لك بعد اليوم  .ومن الأعراض المصاحبة لذلك الاضطراب أنها  قد تكون  نظرتها الى الجنس بنوع من التقزز والاشمئزاز وربما الاستفراغ بعد ممارسته  والقرف من نفسها!.

أيضا نجدها كارهه لتربية الحيوانات ولا تحب الاقتراب منها ,اللون المفضل لديها  الأبيض فترى الأثاث في منزلها والأرضيات والجدران يغلب عليها هذا اللون  ,لرمزية لذلك اللون الذي يدل عليها من  الطهر والنقاء  ,ويعود ذلك ايضا الى  ثقافتنا الإسلامية بشكل جليّ وواضح  كونه لون ملابس الإحرام عند أداء مناسك الحج والعمرة ,ويدل هذا اللون بشكل عام على  النظافة والاهتمام والرعاية ،لذلك ترتديه الممرضات والأطباء  في المستشفيات .ايضا من اعراضة الادمان على رائحة المطهرات ومساحيق الغسيل والتي تشعرها  بنظافة والسعادة والثقة بنفسها  ,لا تستغربون ذلك أحبتي ,فبعض النساء في أمرهن العجب وفي طباعهن الغريب والطريف.

فمنهم من تشعر بسعادة من رائحة البنزين ورائحة فتيل الشموع أيضا رائحة المواليد واخرى تقول “رائحة البارود” !.وقد يكون من أسباب ذلك الإسراف في النظافة والترتيب الى افتقادها الى الاهتمام والحب وشعورها بعدم الثقة بنفسها ,فتلجأ وبطريقة ذكية بنوع من الحيل النفسية الى استعادة تلك الثقة بأن تجعل من بيتها مضرب المثل في  النظافة والترتيب  عند النساء .لكن يجب ان نقر ان هناك ضحايا ابرياء لذلك الهوس ليس لديهم ذنب , غالبا الاطفال والخدم  فهم الخاصرة الضعيفة في المنزل والذين غالبا ما يكونوا ضحية  انفعالاتنا وعقدنا واضطراباتنا النفسية

فالإنسان عاده عندما يشعر بالفشل او الغضب وغيره من المشاعر السلبية يتجه الى اسقاط ذلك الشعور السلبي على من هو اقل منه في  آلية نفسية شائعة  تسمى “الإسقاط النفسي” وهو حيلة دفاعية، يحمي الفرد بها نفسه باللصاق عيوبه ونقائصه وغضبه ورغباته المحرمة أو المستهجنة بالأخرين “,ويكيبيديا

أخطار مواد التنظيف على الجلد والبشرة

يجب أن نقر أننا لا نستطيع القضاء على تلك الفيروسات والحشرات بشكل كامل لأنها قادرة على تطوير اجهزتها المناعية ,لتقاوم كل ذلك مهما حاولنا واستخدمنا من المبيدات الحشرية والمعقمات التي قد تكون سبب بإصابتنا بالأمراض التنفسية ,وربما الإصابة بنوع من المشاكل الجلدية مثل الاكزيما وغيرها  ,بسبب تآكل الطبقات الجلدية الواقية مما يسبب دخول البكتريا والميكروبات الضارة بالجلد ،كما تسبب هذه المواد جفاف اليدين والتهاب الجلد مع مرور الوقت .

وبحسب الدراسات والأبحاث العلمية في هذا الشأن، أن هناك  طبقة على الجلد تسمى  الميكروبات المفيدة ،والمسؤولة  عن تحفيز أجهزتنا المناعية  ,لكن مع الإفراط في استخدام المنظفات والمعقمات  يتم إزالة تلك الطبقة وربما  تحتاج إلى وقت طويل لإعادة تكوينها مرة أخرى .ونجد من غرائب السنع الزائد ان جميع شعوب العالم يستخدم السجاد للمشي عليه الا اختنا في الله تنظر اليه بنوع من الحرمة وكأنه سجادة صلاة !! ايعقل ذلك !!

صفات المرأة المهوسة بالنظافة

تحاول دائما أن تظهر للجميع انها تعيش في معرض للأثاث الجديد الذي لم يستخدم بعد ,فعندما يزورها احد تكشف عن الاواني الخاصة بهم والطاولات والغرف والمجالس التي اصلا صمتت من اجلهم  ,وهي أرض واواني محرمة على اصحاب المنزل ,فيطاف عليهم بتلك الأكواب والأباريق والكؤوس الأنيقة و الدلال والفناجيل التي ربما يفاجئ افراد عائلتها  عندما يرونها  بل انهم  لا يعرفون ان  كانت أصلا موجودة  , السنعة تحتفظ بكل ذلك في اماكن سريه في المنزل حيث لا احد يستطيع ان يراها أو يصل إليها فربما تصاب بنوبة  من الهلع الشديد فقط من رسالة مفادها سوف نزوركم غدا !!

والله لو كانت تريد صاحبة الرسالة سلف  منها كان ذلك أهون عليها  , الزوج عليه أن يختبئ قبل تلك الزيارة بليلة ,أو يسلم نفسه المهم لا يعود إلا بعد ذهاب الضيوف ,أطفالها المساكين لو كان بإمكانها  الصاقهم  بالجدار لم ترددت ارتباك وقلق وترقب يسود المنزل ,كل الأنوار مضائه والعيون مشتعلة

الأب مختفي الاطفال محتجزين وكأنهم رهائن في غرفهم ,الخروج فقط للحمام , ممنوع  اللعب واصدار الأصوات وربما فكرت ان تضع شريط لاصق على افواههم  .هي وخادمتها “مشتطين” في ترتيب وكنس جميع غرف المنزل  ,بل الى غسيل الاحواش والمداخل وربما  الى رصيف الشارع  وسيارة جارهم.!!

بقلم: عبد الحكيم مناحي العنزي

 

أضف تعليقك هنا