لوقتي خصوصية

لم أعش بهذه الطريقة يوما ولا أعتقد أني أستطيع العيش هكذا أن يأتي أحدهم بصيغة أنه صديق ويُلح على الوصول إلى مقعدٍ في وقتي، في الساعات القليلة التي أقضيها كيفما أريد، لا أحب هذه الطريقة وأشعر حينما يحدث هذا بفقدان الدهشة تجاه الأشخاص الذين يحاولون إيجاد ساعة أو ساعتين في وقتي رغما عني. لست متاحاً لأحدٍ بهذه الطريقة فعليك أن تحترم رغبتي بكيفية مداعبة وقتي وقضاءه لأنه لي، أريدك أن تفكر قبل الاندفاع نحوي بصيغة الحب، لا تندفع هذه النصيحة الأولى ولا يوجد نصائح بعدها؛ يوجد شرح فقط، ربما أكون قد سئمت رؤية الناس على الطرف الآخر من الطاولة يشربون القهوة الحلوة ويحكون عن الله والكون، ربما أفكر في قضاء يومي على طريقتي، بلا أحدٍ فالمطر اليوم هطل بغزارة فجأة لربما أردت العودة إلى طفولتي التي لم تكون معي بها وقضاء ساعة تحته وأن أدرك أنني كبرت وصرت مثل لوح خشب حين أعود الى المنزل بلا معالم الشخص الذي خرج قبل ساعة من نفس الباب..

حبذا لو كانت لقاءاتنا بميعاد

ماذا سيحدث لو فكرنا في الأمر جميعا بهذه السهولة وحاولنا أن لا نندفع تجاه بعضنا وآمنا بإعتقاد أن لكل واحدٍ منا وقته يستطيع رسمه بطريقته المفضلة، يدخن به الماريجوانا يذهب إلى البحر، يعانق إمرأة خمسينة بلا أي سبب سوى أنه إشتاق لعناق أمه البعيدة أو يقضيه أمام النافذة دائماً ينتج أفكار و يقوم بمحوها، ستكون الحياة أسهل لو جعلنا اللقاءات كلها بميعاد ولو كان أحدٌ لا يريد لقاء أحد فلا بأس بذلك ربما نسأله بلطف عن حاله بلا زحمة مثلما يقول العراقيون وإن لم يجب فلا داعي بالإلحاح عليه لمعرفة الجواب . سيكون من الرائع أن أكون في عالم لا أفرض به نفسي على أحد ، نفسي ذات الجانبين المعقدين، أحاول دائما ترويض نفسي لألى تفرضني على أحد وأنجح في ذلك دائما لأن لدي نفس الرغبة في طريقة أنفس الاخرين؛؛ الذي سماهم سارتر الجحيم ، بصرف النظر عن التسمية أحب فكرة أننا جحيم بعضنا ومدركون ذلك ولكننا نسير في مجموعات حين نخطط ، وقتها فلترى المدينة أنواع من الجحيم يتمشون في أروقتها .

لا أتحدث هذا الكلام عن عبث وأعرف أن هذه الطريقة المرتبة في الحياة تجعل العيش أسلس وأهدىء ولكني أعرف أنه لن يُحدث ذلك وأنت أيها القارىء تدرك أنه لن يحدث إذن حاول أنت على الأقل كسر هذه اللعنة.-اسطنبول 21/1/2023

فيديو مقال عادتين متناقضتين