مهارات التفكير المستقبلي

بقلم: أروى صقر محمود جندية

مفهوم التفكير المستقبلي:

عرفه (حافظ ، 2015) “أنه القدرة على صياغة فرضيات جديدة، والتوصل إلى ارتباطات جديدة باستخدام المعلومات المتوفرة، والبحث عن حلول جديدة وتعديل الفرضيات وإعادة صياغتها عند اللزوم ورسـم البدائل المقترحة ثـم صياغة النتائج”. وعرفه (أبوموسى،2017) “بأنه عملية عقلية تتضمن مجموعة من المهارات المرتبطة وتعتمد على مجموعة متنوعة من المعلومات المعطاة عن الماضي والحاضر والعمل على تحليلها والاستفادة منها في سبيل الوصول إلى تنبؤات مستقبلية”. ويعرفه بنتليBentley and et, al,2004)) على “أنه نوع التفكير الذي تستخدم خلاله السيناريوهات التي تعطينا تصوراً لفترة عشرين أو ثلاثين سنة في المستقبل”. وأرى أن مفهوم التفكير المستقبلي هو نشاط عقلي يتضمن تتبع المشكلات في الحاضر وتقديم تصورات وبدائل تساعد في تنبؤ أحداث المستقبل وتحدياته.

مهارات التفكير المستقبلي:

يعرفها أبو دية (2011) “بأنها تدريب للفرد على ابتكار أنماط تفكير جديدة، أو إعادة تنظيم المعارف، وتساهم في زيادة وعي الفرد بقدراته، وتكسبه الثقة في نفسه، وتعينه على شاكل الحياة في المستقبل وهذا يمثل غاية من غايات التربية” وأرى بأنها العمليات العقلية التي تربط الخبرات السابقة بالتصورات الجديدة لتكوين رؤية مستقبلية أفضل.

خصائص التفكير المستقبلي

يمكن توضيح بعض خصائص التفكير المستقبلي كالتالي :

  1. التغيُّر الدائم والمستمر، والسعي نحو البحث عن أفكار وبدائل جديدة.
  2. عملية عقلية تعمل على تحرير المتعلمين من قيود الواقع التي تتمثل بالنظرة قصيرة الأجل، وتدريبهم على توجيه أنظارهم نحو الأهداف بعيدة المدى.
  3. الاعتماد على القدرات العقلية أولًا (مبني على الواقع والمعطيات المقدمة منه)، ثمَّ السعي نحو مزجها بالخيال والحدس والعاطفة.
  4. اكساب المتعلمين القدرة التحليلية للمواقف التي تواجههم، ورسم الخطط المستقبلية اللازمة للوصول إلى النتائج المأمولة.
  5. عملية منهجية منظمة بتحديد وفهم المشكلة، والسعي لحلّها عبر التمَعُّن بالمعطيات المتوافرة، والنظرة المتعمقة للأمور.
  6. الانتاج والتواصل الدائم، حيث يقوم على وصف وفهم المستقبل، واتخاذ القرارات.

تصنيفات مهارات التفكير المستقبلي

وبعد إطلاع على الدراسات والبحوث السابقة لاحظت أن تعدد تصنيفات مهارات التفكير المستقبلي منها:

أبو شقير وعقل (2016) وقد صنفا مهارات التفكير المستقبلي كالتالي:

  • مهارة التخطيط المستقبلي.
  • مهارة التنبؤ المستقبلي.
  • مهارة التفكير الايجابي بالمستقبل.
  • مهارة تطوير السيناريو المستقبلي.
  • مهارة التخيل المستقبلي.
  • مهارة تقييم المنظور المستقبلي.

كما حددها عبد المجيد (2016) بالمهارات التالية:

  • مهارة التفسير.
  • مهارة التنبؤ.
  • مهارة التوقع.
  • مهارة التصور.
  • مهارة حل المشكلات المستقبلية.

وحددتها عبد الوارث (2016) بالمهارات التالية:

  • مهارة التنبؤ.
  • مهارة التخيل.
  • مهارة التقييم.
  • مهارة التخطيط.
  • مهارة حل المشكلات.
  • مهارة اتخاذ القرار.

وحددها حافظ (2015) بالمهارات التالية:

  • مهارة التوقع.
  • مهارة التنبؤ.
  • مهارة التصور.
  • مهارة حل المشكلات المستقبلية.

والعرض التالي في ضوء تصنيف حافظ (2015) لمهارات التفكير المستقبلي:

1- التوقع (توقع الأزمات المستقبلية):

وقد عرفها حافظ (2015) “أنها المهارة التي يستخدمها الفرد للتكهن بنتائج الأفعال وظهور الأشياء وتشكيل الصورة لمجرى ونتيجة الأحداث المقبلة على أساس الخبرة الماضية”. وأرى بأنها قدرة الفرد على تشكيل رؤية مستقبلية والخروج بالنتائج المتوقعة في ضوء الخبرات السابقة. ويندرج تحتها المهارات الفرعية التالية:

  • مهارات التوقع الاستكشافي.
  • مهارات التوقع المعياري.
  • مهارات التوقع المحسوب.

ويمكن الاستدلال عليها من خلال بعض المؤشرات منها:

  • استكشاف الأحداث الممكن وقوعها في المستقبل من خلال إدراك العلاقات في الوقت الحاضر لرسم الصورة المستقبلية.
  • تصور الصورة المستقبلية ثم وضع الخطوات والإجراءات لتحقيق التصور المأمول.
  • القدرة على التحليل والتفسير لفهم وإدراك تطور الاحداث لمعرفة اتجاه وطبيعة التغيير.

2- مهارة التنبؤ:

عرفها صلاح الدين عرفة “بأنها القدرة على توقع أحداث تأسيساً على معلومات سابقة، سواء كانت ناتجة عن الملاحظة أو الاستنتاج من خلال استقراء معين”. وأرى بأنها القدرة على استخدام المعلومات السابقة لتحديد توقع حدوث ظاهرة أو حادثة في المستقبل. ويتبع مهارة التنبؤ بعض المهارات الفرعية منها:

  • مهارة عمل الخيارات الشخصية.
  • مهارة طرح الفرضيات.
  • مهارة التمييز بين الافتراضات.
  • مهارة التحقق من التناسق أو عدمه.

ويمكن الاستدلال عليها من خلال بعض المؤشرات منها:

  • الاختيار المنظم من بين العديد من الخيارات المطروحة من أجل حل مشكلة مستقبلية.
  • القدرة على وضع الفرضيات أو اقتراح حلول مؤقتة للمشكلة
  • القدرة على اختيار الفرضيات الأقرب للواقع والاكثر دقة لحل المشكلة.
  • القدرة على التحقق من صحة المعلومات العلمية من المصادر العلمية الأصلية.

3- مهارة التصور:

عرفها حافظ (2015) “بأنها العملية التي يتم من خلالها تكوين صور متكاملة للأحداث في فترة مستقبلية وتتأثر بعوامل الابتكار – الخلق – الخيال العلمي محاولة لتصور هذا التصور المستقبلي”. وأرى بأنها التخيل المستقبلي من خلال وضع صياغة مستقبلية يمكن تحقيقها في الواقع من أجل تحقيق المستقبل المأمول. ويتبع مهارة التصور بعض المهارات الفرعية منها:

  • مهارة تحديد الأولويات.
  • مهارة التعرف على وجهات النظر.
  • مهارة تحليل المجادلات.
  • مهارة طرح الأسئلة.
  • مهارة الاستقراء المستقبلي.

ويمكن الاستدلال عليها من خلال بعض المؤشرات منها:

  • ترتيب الأفكار حسب الأهمية للوصول للخيارات المهمة لاتخاذ القرار.
  • الاستماع لجميع وجهات النظر مع تحيد موقف الفرد اتجاه قضية ما تمت ملاحظتها.
  • القدرة على تحديد نقاط القوة ومواطن الضعف عند كل عنصر من عناصر المشكلة مثار للجدل للوصول إلى حل غير مألوف.
  • القدرة على طرح الأسئلة الفاعلة لرسم صورة مستقبلية ملائمة.
  • القدرة على عرض الأمثلة بهدف التوصل إلى الحقيقة من أجل تحقيق الصورة المستقبلية الواضحة.

4- مهارة حل المشكلات المستقبلية:

عرفها صلاح الدين عرفة “بأنها الأداة التي تتيح للتلميذ فرصة تكوين نهج شخصي خاص به لمساعدته على التكييف مع المعطيات الجديدة والتأقلم مع المشكلات المستقبلية التي تعترض حياته”. وأرى بأنها القدرة على وضع الحلول والاستراتيجيات المستقبلية المناسبة التي تهدف لحل موقف أو مشكلة. وتشمل بعض المهارات الفرعية منها:

  • مهارة الوصول إلى المعلومات.
  • مهارة تدوين الملاحظات.
  • مهارة وضع المعايير.
  • مهارة تحديد وتطبيق الاجراءات.
  • مهارة تقييم الدليل.
  • مهارة إصدار الاحكام.

ويمكن الاستدلال عليها من خلال بعض المؤشرات منها:

  • امتلاك المهارة الفكرية للوصول إلى المعلومات ذات الصلة بالمشكلة.
  • تسجيل المعلومات المهمة بشكل مختصر ومكتوب.
  • تشكل مجموعة من المعايير من أجل التوصل إلى أحكام معينة.
  • فهم وتطبيق خطوات معقدة في ضوء عناصر متعددة.
  • تحديد فيما إذا كانت المعلومات تتمتع بالصدق والثبات.
  • تطبيق معلومات معطاة واستنتاجات مقدمة للوصل إلى أفكار عامة أو حلول نهائية. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

المراجع

  1. أبو دية، أحمد (2011 م). أساليب معاصرة في تدريس الاجتماعيات، الاردن، عمان، دار أسامة للنشر والتوزيع.
  2. أبو شقير، محمد وعقل، مجدي (3/3/2016 م). نموذج مقترح لإعداد معلم المرحلة الأولية في ضوء التفكير المستقبلي. ورقة عمل مقدمة لليوم الدراسي بعنوان إعداد معلم المرحلة الاساسية في ضوء المستجدات العلمية والتكنولوجيا، فلسطين: الجامعة الاسلامية.
  3. حافظ، عماد (2015 م). التفكير المستقبلي (المفهوم – المهارات – الاستراتيجيات). القاهرة: دار العلوم للنشر والتوزيع.
  4. حافظ، عماد (2012 م). أثر التفاعل بين أساليب عرض المحتوى ونمط الذكاء في تدريس الدراسات الاجتماعية على تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدى تلاميذ المرحلة الثانية من التعليم الأساسي، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة حلوان.
  5. عبد المجيد، عبد الله (2016 م). فاعلية استخدام أبعاد المنهج التكعيبي في تشكيل منهج علم الاجتماع على تنمية التفكير المستقبلي والمسئولية الاجتماعية لدى طلاب المرحلة الثانوية، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، (87)، 100- 157.
  6. عبد الوارث، إيمان (2016 م). استخدام مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة (STSE) في تدريس الجغرافيا لتنمية مهارات التفكير المستقبلي والوعي بأبعاد استشراف المستقبل لدى طلاب المرحلة الثانوية. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، (17)، 58- 75.
  7. عرفة، صلاح الدين (2006 م). تفكير بلا حدود، القاهرة، عالم الكتاب.
  8. Bentley Tom, Daigle Raymond, Hutmachter Walo, Shapiro Hanne an Ungerleiderl Charles. (2004) Reflection on the practice and potential of futures thinking. The rapporteurs to the Toronto “Schooling for Tomorrow” Forum. U.S.A.

بقلم: أروى صقر محمود جندية

 

 

أضف تعليقك هنا