السياق البياني لحركات الأرض في القرآن الكريم، والعلم الحديث

بقلم: أ.د. صباح علي السليمان

إلام تشير حركات الأرض في يوم القيامة؟

جاءت حركات الأرض في يوم القيامة تدلُّ على معانٍ كثيرة، وهي الزلزلة، ومنه قوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}[ الزلزلة: 1] حُرِّكَتِ الْأَرْضُ حَرَكَةً شَدِيدَةً لِقِيَامِ الساعة [تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول: 179] ،وهي الرجفة أي: الزلزلة الشديدة، والرجفة تكون في يوم القيامة، أما في غيرها فيقال فقط زلزلة [الفروق اللغوية349]، والرّج كما في قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} [الواقعة: 4] القوة في الزلزلة حتى تلقي كلَّ شيء في بطنها، فزلزلة الدنيا لا تلبث حتى تسكن وزلزلة الآخرة لا تسكن فهي أقوى [تفسير مقاتل بن سليمان 3/311]، وبمعنى الدك في قوله تعالى:{ كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) } [ الفجر ] فعن الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:” تُحْمَلُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَيُدَكُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ “[ تفسير ابن أبي حاتم: 10/ 3429] وهنا سوى صعودها وهبوطها [المحكم والمحيط الأعظم 6/647 ]، أي: تسوية الأرض وبسطها، ومنه الدكان لاستوائه [ النكت في القرآن الكريم: 555 ] و بمعنى المد في قوله تعالى{ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) }[ الانشقاق] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنه -«إِذَا كَانَ يومُ الْقِيَامَةِ مُدَّت الأرضُ مَدَّ الأديِم، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ قِيضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا» أَيْ شُقَّت[ النهاية في غريب الحديث والأثر 4/132]، والانشقاق في قوله تعالى:{ كادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (90)} [مريم]، “وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ إشارة إلى أنّ السماء أصلب من الأرض، والتكثير الذي تدل عليه صيغة التفعل قيل في الفعل لأنه الأوفق بالمقام”[ روح المعاني:8/ 454]. من خلال هذا السياق نرى أنَّ الأرض جاءت بحركات مضطربة تهيئة ليوم الحساب .

تفسيرات العلم الحديث حول حركات الأرض

أمَّا في العلم الحديث فقد كثر الكلام حول حركة الأرض ومنها الزلازل؛ إذ “أشار العالم ريد (Reid) عام 1906م أن نظرية الارتداد المرن (Elastic Rebound) تعطي تفسيرا معقولاً لأسباب حدوث الزلازل، وتفترض هذه النظرية أن صخور القشرة الأرضية تتعرض إلى ضغوط وتشوهات على مدار السنين مما يجعل مسارها الطبيعي يتغير وينتج عن ذلك قوى هائلة تتزايد مع الزمن، فإذا زادت هذه القوى عن قدرة تحمل الصخور حدث بها كسر أو شرخ أو بمعنى آخر إذا زادت القوى الناتجة عن قوى الاحتكاك بين الصخور تحدث الإزاحة على جانبي الفالق مسببة انطلاق الطاقة المحبوسة  (الزلازل.. أسبابها وأماكن تواجدها ،أ. د. عبد الله العمري ،المشرف العام على مركز الزلازل – بالرياض) وهذا يدلُّ على صعوبة تحديد زمان ومكان الزلزال ؛بسبب حركة الأرض المستمرة وتنوع قشرتها على مر السنين ، أمَّا موجات تسونامي القوية فقد أثرت على  المناطق مثل جنوب تشيلي، وهاواي، والفلبين، واليابان، وشرق نيوزيلندا، وجنوب شرق أستراليا، وجزر ألوشيان (مقال العين الإخبارية).

مهما تطور العلم الحديث فمن الصعب تحديد الزلازل القادمة فهذه سنة الله تعالى في كونه وخلقه، وهي عبرة للناس في العودة إلى سنة الله تعالى وأنبيائه، ولكن يجب توافر كافة الامكانيات اللازمة، وإنشاء خلية أزمة بين الدول المتجاورة في كافة القطاعات، والحمد لله ربِّ العالمين. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: أ.د. صباح علي السليمان

 

أضف تعليقك هنا