الطب النفسي والجسدي

بقلم: جليل كاظم

الأزمات تضعف الجسد والنفس معاً

فقدان الأمل قد يؤدي إلى الانتحار

الطب الجسدي يحتاج لتكملة كما أن لكل شيءٍ في هذا الكون وجهان فالإنسان ليس جسد فقط بل نفس حساسة أيضا وتأثيرها على الجسد كبير، وبين فيكتور فرانكل من خلال تجربته في معسكرات الاعتقال في الألمانية النازية هذه العلاقة ويروي لنا قصة صديقه الذي حلم أنه عرف تاريخ خروجه ولما انقضى التاريخ مات بسبب فقدانه للأمل في الخروج من السجن ويحكي أيضا عن موجة الانتحارات بسبب تقديرهم لعدم النجاة والمعنى من الحياة وهذه هي الفلسفة التي توصل إليها من تجربته ثلاث سنين في الاعتقال، ولانذهب بعيدا ونقول ان هذه الحالات استثنائية ففقدان شخص نحبه قد يسبب دمار للمناعة، فالإنسان يحيا بالأمل والعمل والحب.

وهن الجسد وضعفه قد تكون آثاره نفسية

مثل الذي حصل لجارنا الذي كان قبل أن يجاورنا في مكان بعيد حيث قتل أحدهم وهرب خوفا من القتل وبعد مدة طويلة من الهروب أصاب بمرض الجلطة في قلبه ومرض السكري وأمراض أخرى وبعد اعتقالة قضى وقتا قليلا في السجن وخرج ولكن بعد فترة قصيرة توفت والدته التي كانت معه طوال مدة هروبه وفي اليوم الثالث للحداد وجدوه وقد ذهب اليها. ويبين دستويفسكي في كتابه الجريمة والعقاب هذه العلاقة بدقة.

وتنصح مدرسية نفسية بالنزاهة كعلاج للحياة، وفي أحد الايام حدث لي أن لم أعمل بضميري وبإحساسي بالصواب وإذ ببطني تنتفخ وتنفسي يضيق وشبه فقدان في الوعي وقال لي الدكتور بعد زيارته أنني أحتاج للراحة وليس بي شي وفي مرة أخرى تسارعت دقات قلبي وخدر ذهني وثقلت حركتي وزرت الطبيب ليقول لي أننا لا نرى أن بك شيء، ونرى العلاقة هذه بوضوح في العلاقات العاطفية بين الحبيب ومحبوبه عند الانفصال. ويحكي صديق لي عن فترة من حياته حيث فقد عمله واصابه حزن ويأس شديد أدى كل ذلك إلى اجراء عملية جراحية لأذنه الوسطى.

يجب دمج الطب الجسدي بالنفسي

وأنا هنا أقترح أن يتم دمج الطب النفسي والجسدي بمستشفى واحدة في العراق، وأن يوصي الطبيب -بعد التاكد بسلامة الجسد- بالذهاب للطب النفسي وأنا متاكد وفي ضل استنكار  الشعب من الطب النفسي يستطيع الدين أن يساعد النفس ولكن شرط الاحترام وأن يدمج مع الطب النفسي لقدرته على التأثير وحكمته الأزلية، وسيشجع الإعلام الشعب على ذلك

بقلم: جليل كاظم

 

أضف تعليقك هنا