مقالة بعنوان التخطيط الشخصي

بقلم: المستشار نايف بن حمد

بمَ يُعرَّف الانضباط الذتي؟

الانضباط الذاتي يعني أن تعيش حياتك بالطريقة الصعبة، وأن تقاوم المغريات وأن تتجنب الإرضاء الفوري لذاتك، بهدف الحصول على مكافآت أكبر وأفضل في المستقبل، من المؤكد أنه بمقدورك تجنب التعب وترك المسؤوليات والابتعاد عن كل أنواع الانزعاج، وأن تنغمس في إرضاء ذاتك واراحة نفسك وقتما تشاء، ولكن في النهاية، كل ما تحصل عليه من هذا النهج هو عابر المتعة الآن على حساب مستقبلك، والذي كان من الممكن أن يكون لولا ذلك أفضل بكثير.

فكر معي قليلاً -عزيزي القارئ- في حال شخص ضعيف الإرادة، تتمثل قيمه المُثلى بالحصول على الراحة والعيش برفاه، ما مدى احتمالية تحقيق هذا الشخص لأي شيء جوهري في الحياة؟، كيف سيتصرف عندما يواجه تحديًا؟، وكيف يمكن لهذا الشخص إدارة أزمة يجب عليهم مواجهتها؟ حتى وإن كانت مشكلة بسيطة نسبياً، بكل تأكيد سيواجه هذا الشخص عقبات لا يمكنه التغلب عليها، هذا بالنسبة لشخص يعيش في مأوى الحياة الآمن ويتجنب باستمرار كل ما هو صعب أو بغيض. قارن ذلك الآن مع الشخص الذي يجعل من حياته طواعية حياة أصعب، شخص يبحث عن التحديات يستثمر المشكلات والابتلاءات ويرحب بها كفرص للنمو، هذا الشخص يوماً بعد يوم يحصن نفسه ضد المشاكل، بكل بساطة لأنه يبحث عن المشكلات ولا يهرب من التحديات، ولا يتوقف مهما واجه من عثرات وعقبات، وعندما توجه له الحياة ضربة غير متوقعة، يكن مستعداً لمواجهتها ويكن قادراً على تجاوزها وتحويلها لفرصة تخدم مصالحه الشخصية.

إن عيش حياة صعبة لا يعني بالمطلق أن تكون الحياة مقتصرة على العمل، فالحياة الصعبة تعني العمل على ممارسة الرياضة والهوايات والتخفيف من التوتر، والبقاء في الحدود الآمنة للصحة النفسية، تعني الالتزام بالواجبات الاجتماعية، تعني الالتزام بنظام غذائي صحي، والالتزام بممارسة الرياضة، والعيش بسعادة وطموح. باختصار فإن الحياة الصعبة هي العيش بتوازن وتكامل ما بين القلب والروح والجسد، وما بين الحياة الاجتماعية والحياة المهنية. لكن المنهم معرفة أن الحياة الصعبة وبعد مرور الوقت تصبح حياة رائعة مليئة بالسعادة والراحة والرفاه.

لا يمكن إنجاز أي شيء جوهري ومهم في الحياة بدون عيش الحياة الصعبة، ولكي يتمكن أي شخص من تحقيق أهدافه وإنجاز ما يتوجب عليه إنجازه، ومواجهة كل ما يطرأ في الحياة، عليه أولاً تبني قناعة راسخة وقيمة عليا مفادها عيش الحياة الصعبة. ولا يمكن أن يتم الأمر بدون عملية التخطيط الشخصي.

فالتخطيط بوجه عام هو تصميم المستقبل المؤمل، وتطوير الخطوات الفعالة لتحقيقه، وإنه طريقة عقلانية ومنتظمة في صنع القرارات وحل المشكلات يجمع بين خبرتك ومعرفتك ومهاراتك من جهة، ويوفر أدوات تقييم واقعية لما بلغته من تقدم وما كنت تريد أن تكون مستقبلاً من جهة أخرى. كما يشير إلى المخاطر التي تواجهك عند رسم طريقك في دهاليز المستقبل التي تجهلها. ويساعدك في التعرف على مصادر الخطر وسوانح الفرص التي تحدد حظك في النجاح. يبين لك كيفية تحويل الفرص إلى أهداف قابلة للتحقيق خلال فترات زمنية محددة. يساعدك على وصول المحطات بالغة الأهمية على طريق النجاح. يحفزك على التفكير في مستقبلك بلغة الحقائق بدلاً عن التخيلات الوهمية، ويمدك بالقوة التي تحتاجها للتحكم في مستقبلك.

مفهوم ومراحل التخطيط الشخصي 

يتضمن التخطيط الشخصي التفكير في المستقبل، وتحديد ما تريد تحقيقه، والتفكير في الخطوات التي يمكنك اتخاذها للوصول إلى أهدافك، حيث يعد تحديد الأهداف جزءًا رئيسيًا من التخطيط الشخصي. فعندما تقوم بإعداد خطة شخصية، يمكنك أن تبدأ بأخذ لحظة للتأمل الذاتي، بحيث تختبر نقاط قوتك وضعفك، ومن المفيد كتابتها حتى تتمكن من الرجوع إليها لاحقًا، وفي بعض الأحيان لا يكون التخطيط الشخصي أمراً طوعياً، بل قد تطلب منك بعض أماكن العمل أن تقوم بخطة تنمية شخصية، في هذه هي الحالة من المهم التركيز على تفكيرك الذاتي في الموضوعات المهنية. بعد اجتياز مرحلة التفكير الذاتي في تخطيطك الشخصي، يمكنك البدء تحلـيل الفجوة Gap Analysis تحليل الفجوة / الفجوات بين الوضع الحالي والرؤية التي تريد أن تصل إليها، فتحليل الفجوة عبارة عن مجموعة من الأدوات والوسائل المستخدمة في معرفة أين أنا الآن؟ وأين أنا من المكانة التي أريد الوصول إليها؟، وعند تحليل الفجوة يجب أن تكون عملية تحديد المعلومات صحيحة وواقعية لأن تلك المعلومات هي التي سيحدد بناء عليها الجداول التنفيذية للمهمات والعمليات والأهداف قصيرة المدى.

من ثم يتم وضع خطة لتحصيل الموارد والأدوات اللازمة لتقليل هذا الفرق خطوة خطوة حتي تصل للرؤية العامة في الوقت المحدد مسبقاً والخطة تشمل الخطوات والوسائل التنفيذية التي من خلالها سيتم تقليص الفرق، ولا بد أن تتصف أهداف التخطيط بالمعايير التالية والممثلة لمفردة Smart بمعنى ذكي، هذا الاختصار عبارة عن إطار عمل من خمسة أجزاء لمساعدتك على تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الحصول على ترقية في العمل في العام المقبل، فتأكد من تحديد الأهداف التي يمكن أن تساعدك في الاستعداد للوظيفة والتقدم إلى هذا المنصب، يمكنك أيضًا تحديث خطتك الشخصية مع مرور الوقت، بمجرد الانتهاء من هدف واحد، يمكنك تحديث خطتك وتحديد هدف جديد لنفس ، والذي يمكن أن يساعدك على البقاء متحمسًا.

Smart
أن يكون الهدف محدد Specific S
مقاس بمعني أن يكون الهدف/الأهداف قابل للقياس  Measurable M
قابل للإنجاز أن يكون هدف غير خيالي Attainable A
يمكن تحقيقه أن يكون الهدف يمكن تحقيقه وواقعي Realistic R
محدد بزمن أن يكون الهدف محدد بزمن معين Timely T

وعليه يمكن النظر إلى التخطيط الشخصي بأنه عملية عقلية واعية مماثلة لعمليات التخطيط الأخرى التي تهتم بإدارة الأعمال، لذلك لا بد من استخدام التخطيط الشخصي الاستراتيجي، والتخطيط الشخصي قصير الأجل، والتخطيط الشخصي التنفيذي.

أهمية التخطيط الشخصي

ينظر بالتخطيط الشخصي إلى النتائج فلا تشغله المقدمات السعيدة أو الحزينة عن النتائج المطلوبة فالنظر إلى النهايات يعطي للشخص قوة الطاقة والإرادة والصبر وإدارة الحياة بطريقة منظمة غير عشوائية، ومن أبرز فوائد التخطيط الشخصي:

تحقيق الدافعية: الدافع هو عامل ذو تأثير هائل في تحقيق النجاح والنمو الشخصي، يمكن أن يساعدك في التغلب على التحديات، ويلهمك لمواصلة العمل الجاد، ويصل بك في النهاية إلى تحقيق أهدافك الشخصية، بحيث يساعدك الدافع على بناء خطة شخصية والالتزام بها، خاصة الخطط التي تتعلق بالتنمية الشخصية وتطوير الذات، بحيث تبسط أهدافك وتركز طاقتك على مسارات أو مهام محددة. من خلال إعطاء الأولوية للهدف الأكثر أهمية، كما يمكنك أيضًا استخدام خطة التطوير الشخصي لمراقبة التقدم، فالدافع يؤثر في اتجاهين، بحيث يدفعك إلى التخطيط الشخصي والالتزام به، وعند انجازك لأهدافك يزداد دافعك نحو المثابرة والاستمرار والبحث عن المزيد من التقدم والنمو.

زيادة فرص الترقية المهنية: يبحث المديرون عن بعض الخصائص عند تحديد من يجب ترقيته، قد يفكرون في أخلاقيات عمل الموظف، والمبادرة، والدافع للنجاح، والعديد من الفئات الأخرى الخاصة بالوظيفة، يوضح إنشاء خطة شخصية العديد من هذه الصفات، إنه يدل على أنك تريد أن تنجح في العمل وأنك تأخذ زمام المبادرة لمعرفة كيفية النجاح، كما أنه يوضح مهارات تنظيمية قوية ويثبت أنك تريد تحسين نفسك ودورك داخل الشركة.

يحافظ على الصحة العقلية: يساعدك إنشاء خطة شخصية على تطوير طريق لإكمال أهدافك، هذا يمكن أن يؤدي إلى صحة نفسية أكثر صحة، يمكن أن يؤدي استكمال الأهداف إلى تحسين الثقة بالنفس واحترام الذات، ويمكن أن يؤدي وجود أهداف وخطط محددة بوضوح إلى تحسين مهاراتك التنظيمية وزيادة فرصك في النجاح، كل هذا يمكن أن يؤدي إلى موقف أكثر إيجابية وزيادة السعادة، ويقوي الثقة بالنفس، ويعمل على فتح آفاقٍ جديدة، وأفكار حديثة كانت غائبةً عن فريق التخطيط، وخصوصًا فيما لو تَحققت خطواته ومراحله.

يساعد على تحديد نقاط القوة والضعف:  يعد تحديد نقاط القوة والضعف لديك خطوة مهمة في عملية إنشاء خطة شخصية، لذلك يمكن أن يكون التخطيط الشخصي وقتًا ممتازًا لأداء التفكير الذاتي، يمكن أن تساعدك معرفة المجالات التي يمكنك تحسينها على إنشاء أهداف أكثر تحديدًا، يمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى مزيد من الرضا عند إنجاز أهدافك، لأنك تعلمت وطوّرت مهارات جديدة.

يسمح لك بتتبع تقدمك: يعد تتبع تقدمك أمرًا مهمًا للغاية في الوصول إلى أهدافك، فإنشاء خطة شخصية وتحديثها باستمرار طريقة رائعة لتتبع تقدمك، وتمنحك الفرصة للتركيز على أهدافك الحالية أثناء تعديل المسار الذي حددته لإكمالها، ويعمل التخطيط الشخصي على اكتشاف الأخطاء؛ مِمَّا يشعر الإنسان بضرورةِ التفكير العميق في أهمية الحياة وأدواتها الكثيرة للوصول إلى نتائجَ أفضل، وبأقل التكاليف الممكنة.

يمنحك إحساسًا بالهدف: يعد الشعور بالهدف جزءًا مهمًا من الحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة، فإنشاء خطة تنمية شخصية قابلة للتنفيذ بالتأكيد سوف تمنحك إحساسًا بالهدف، حيث أن الانتماء للهدف يجعلك تركز طاقتك ويمنحك شيئًا للعمل من أجله، وتحسين مجالات متعددة من حياتك.

يوفر لك فرصة لتعلم مهارات جديدة: يمكن أن يساعد وجود خطة تنمية شخصية في تشجيع التعلم، لأن توسيع معرفتك ومهاراتك قد يساهم في تحقيق أهدافك، كذلك يسمح لك التخطيط الشخصي بتقييم الموارد التي لديك وكيف يمكنك استثمارها على أكمل وجه لتعلم مهارات جديدة، هذا يمكن أن يجعلك أكثر قابلية للتوظيف ويوفر لك المزيد من الخيارات المهنية المجزية.

يحقق لك الوضوح: فالتخطيط الشخصي يعتمد على وضوح الرؤية من خلال مراحلَ متتابعة، فهو يقضي على الغموض، ويقلل من الأزمات المحتملة، من خلال تقييم هذه المراحل، واكتشاف الأخطاء لحظةَ وقوعها، والعمل على تجاوزها وتعديل المسار واستثمار البدائل، ويعمل على توسيع مدارك الفكر، من خلال تنظيم الأفكار، واستخدام الأساليب والوسائل الممكنة، والاختيار بين البدائل وغيرها.

تنظيم الأولويات: عندما تجهز نفسك لخطة شخصية، فأنت تحدد الأولويات، وتعمل بناءً عليها، فيساعدك التخطيط بذلك على تحديد أولوياتك، والعمل على تَحقيقها دون الاهتمام بهوامش الأمور والانشغال بها.

تقليل الهدر في الوقت والجهد والمال: يخلصك التخطيط الشخصي من عمليات التجربة والخطأ، مما يؤدي إلى توفير الجهد والوقت والمصاريف، الأمر الذي يحسِّن الوضعَ المعيشي بشكل عام.

يحقق التميز: يحقق التخطيط الشخصي ميزة تنافسية للشخص الذي يقوم به بفاعلية، بحيث يزيد من فرص التميز والإبداع لدى الشخص مقارنة بزملائه في العمل، أو أقرانه في الحياة الاجتماعية.

مشكلات التخطيط الشخصي:

إن أكبر عيب في التخطيط الشخصي، يكمن في الخطط اليومية، التي قد تفتقر إلى المرونة، نادرا ما تسير الحياة بالضبط وفقًا للخطة، وبالتالي يمكن أن تكون الخطط اليومية محبطة بمجرد سقوطك خارج الجدول الزمني. مع الخطة الشهرية ، يمكنك إجراء تعديلات. إذا نشأ تأخير، فقد يقع الشخص في حيرة من أمره ما بين الالتزام بالخطة، أو بين اتخاذ قرارات مغايرة لما ورد في الخطة بهدف اصطياد الفرص.

أبعاد التخطيط الشخصي:

عند القيام بالتخطيط الشخصي لا بد أن تضمن أن يحقق لك التكامل والتوازن والشمول، بحيث يزيد التخطيط الشخصي من ارتقاء الفرد وفاعليته في الحياة، من خلال تخطيط الفرد لنفسه صحياً ومهنياً وأسرياً ومالياً واجتماعياً وروحياً، والعمل على تحقيقها بطريقة متوازنة، عن طريق التخطيط لما يلي:

التخطيط الاجتماعي: هو التخطيط التفصيلي لكيفية القيام بواجباتك الاجتماعية والأسرية والزوجية والأبوية، وزيارة الأرحام، وأوقات مشاركة الأسرة، والأنشطة التي ستشارك بها، ودورك في تلك الأنشطة، وكذلك أوقات الزيارات الاجتماعية ومشاركة الجيران والأصدقاء. قد يبدو التخطيط الاجتماعي امرٌ حالم، وقد ينظر إليه بأنه شيء ثانوي لا أهمية له، إلا أنه من الضروري رسم خطط اجتماعية والالتزام بها بالقدر الذي يسيطر عليه الفرد.

التخطيط المالي: هناك بعض المعتقدات العربية الخاطئة والشائعة حول قضية الانفاق المالي، بحيث ينظر إلى أي عملية تخطيط مالي بأنها وصمة اجتماعية يتم اعتبارها على أنها (بخل)، إلا أن التخطيط المالي يجب أن يتم وبصرامة تامة، كي تتجنب الوقوع في الديون أو القروض، فالمال يكفي للوفاء بجميع الاحتياجات والالتزامات، فالإنفاق العشوائي هو ما يجعل المال يهدر بلا عائد أو قيمة.

التخطيط المهني: سواء أكنت موظفاً أو مديراً أو ريادي أو رجل أعمال، لا يمكن أن تؤدي أدوارك ومهامك الوظيفية بدون التخطيط المهني، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن التخطيط الشخصي المهني، يختلف كلياً عن التخطيط المهني الصرف، فالتخطيط المهني مهمة الإدارة العليا في مكان عملك، أما التخطيط الشخصي المهني يأتي من خلال تحديد أهداف وخطط شخصية للتطور الوظيفي والمهني، كالاجتهاد الزائد للحصول على مكافأة أو ترقية، كما أن للتخطيط الشخصي المهني دوراً هاماً في تحقيق التكامل والتوازن بين الحياة الخاصة وحياة العمل. 

تخطيط التنمية الشخصية: وهذا الجزء مهم جداً والذي يهتم بالتخطيط للحصول على دورات وتدريبات أو التعلم الذاتي، بغرض تطوير المعارف والمهارات، كالتخطيط للدراسات العليا، أو الابتعاث، وكذلك التخطيط الثقافي كالسير على خطة لقراءة الكتب والآدب، أو مشاهدة المسرحيات والوثائقيات.

التخطيط الصحي: وهو التخطيط للحفاظ على الصحة العقلية والنفسية والجسدية، في ظل تعقيدات ظروف الحياة، وسرعتها، نقع جميعنا تحت ضغوط نفسية وجسدية لا حصر لها، تؤثر حتماً على صحتنا الجسدية والنفسية، لذلك يقدم لنا التخطيط الصحي الفرصة لإجراء فحوصات طبية دورية، ويوجهنا إلى ممارسة الرياضة بشكل مستمر وفق خطة صحيحة، ونوعية الأطعمة التي نأكلها، ومواعيد الأكل، وغيرها الكثير من التفاصيل التي تؤثر بشكل مباشر على السلامة النفسية والجسدية، وكذلك يجب الاهتمام بالتخطيط الروحي والترفيهي.

خطوات التخطيط الشخصي:

الخطوة الأولي (تأمل ذاتك): في هذه المرحلة تحلى بالتأني والتفكير العميق، لا تهرب من ظروفك ونواقصك ونقاط ضعفك، ومخاوفك، تأمل كل تصرفاتك وكل عاداتك وكل طباعك، تأمل نظرة الآخرين لك وآرائهم بك، تأمل أحوال أقرانك من هم من ذات مستواك التعليمي والمهني، تأمل انجازاتك، تأمل أحلامك وطموحاتك، تذكر أحلام طفولتك، تأمل صحتك الجسدية، اسأل نفسك (هل أنا راضي عن نفسي؟)، (هل أنجزت كل ما يتوجب عليّ انجازه؟)، (هل عملي الحالي يتسابني ويحقق لي احتياجاتي؟).. تأكد أنك بدأت مرحلة التأمل من أجل تطوير ذاتك وتصحيح مساراتك، ووضع خطة شخصية لنفسك، واحذر أن تدخل هذه المرحلة بدون عزيمة وإرادة فهي مرحلة تمنحك الحقيقة كاملة وسوف تخرج منها بالكثير من العيوب والنواقص والأخطاء، فهي سلاح ذو حدين الهدف منها وضع أسس التخطيط الشخصي، إلا أنها قد تصيبك باليأس والاحباط.

الخطوة الثانية (تحليل الواقع): تأتي بعد مرحلة التأمل وفيها يتم تحديد الامكانيات ونقاط القوة، ونقاط الضعف وسبل التغلب عليها، والفرص التي تكون على صورة فرص خارجية ممكن أن تساهم في التنمية الشخصية والتخطيط الشخصي، والتحديات التي قد تعرقل تحقيق أهدافك.. إليك نموذج سوات لكتابة واقعك الحالي بكل دقة ووضوح. 

نقاط القوة نقاط الضعف
الفرص التحديات

الخطوة الثالثة (الفرز والتقسيم): بعد التأمل وتحليل الواقع –وجدت على سبيل المثال- أنك بحاجة إلى تطوير مهاراتك في بعض التطبيقات الحاسوبية، ووجدت أنك تعاني من السمنة، وجدت لديك بعض التقصير الاجتماعي، فلا بد من وضع كل موضوع في جانب منفصل عن الآخر.

الخطوة الرابعة (حدد أهدافك): بعد عملية الفرز قم بتحليل كل جانب، وضع جميع الإجراءات المطلوبة والخيارات المتاحة أمامك، حوّل النقاط التي بحاجة إلى تطوير إلى أهداف، ولا تهمل نقاط القوة.

أهدافك:

  • أن تكون محددة وواضحة.
  • أن تكون واقعية قابلة للتنفيذ.
  • أن تكون قابلة للملاحظة والقياس.
  • أن تكون محددة بوحدات زمنية.

الخطوة الخامسة (التنفيذ): أو التخطيط التفصيلي للتنفيذ، ففي حال كان النشاط التطويري يتعلق بممارسة الرياضة فهنا يجب أن تضع مواعيد لممارستها والشكل الذي سوف تمارسه، وتحديد أي نادي الأنسب والأقرب، وما هدفك الخاص من الاشتراك في النادي كأن يكون هدفك هو انقاص وزنك (10) كيلوغرامات في شهر. وفي التخطيط التنفيذي يتم بناء أدوات قياس لقياس مدى التزامك وانجازك.

  • اكتب أهدافك في أجندة 
  • واحملها حيث كنت
  • أعمل على تنفيذها
  • قد تعاني من الالتزام بالخطة 
  • قد تغفل يوم تنفيذ أنشطة الخطة
  • لا عليك فقط استمر وضع جداول زمنية تعويضية لما فاتك من الخطة
  • لا تركز على الصعوبات
  • ركز على تحقيق الأهداف (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: المستشار نايف بن حمد

 

أضف تعليقك هنا