نتائج الدراسة الاستطلاعية حسب آراء الهيئة التعليمية في فلسطين

بقلم: ناريمان الجمل

يلجأ كثير من الباحثين إلى استخدام الدراسات الاستطلاعية قبل البدء في إجراءات البحث وتطبيقه بشكل رئيسي، وذلك بغرض التحقق من فائدة البحث الذي سوف يقوم به بحيث يوفر الوقت والجهد المبذولين، ومن ثم الحصول على بحث دقيق بمعلومات صحيحة من أجل تسليط الضوء بشكل مكثف على قضية معينة. فما هي الدراسات الاستطلاعية وما هي أهدافها؟

تعريف الدراسات الاستطلاعية

تعرف الدراسات الاستطلاعية بأنها حجر الأساس في عملية كتابة بحث جديد لم تقم  دراسات سابقة بدراسة موضوع هذا  البحث، فيقوم الباحث باتخاذ نظرة شاملة على أهم المفاهيم المطلوبة من أجل توليد أفكار وفرضيات جديدة يمكن استكشافها في الدراسات والبحوث المستقبلية.

كما تسمى الدراسة الاستطلاعية بالبحث الاستكشافي وذلك لأنها تستخدم في المراحل الأولى من عملية البحث فتستكشف أهم البيانات والمعلومات التي لا يوجد لها مرجع سابق أو أن المراجع باتت قديمة وغير دقيقة لا تصلح لاستخدامها في البحوث المستقبلية.

خصائص الدراسات الاستطلاعية

تتميز الدراسات الاستطلاعية بعدة خصائص منها:

  1. لا تحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة من أجل الحصول عليها
  2. تمكن الباحث من الحصول على إجابة مبدئية للعديد من الأسئلة المطروحة مثل: ما هو الغرض من الدراسة، وما هي أهم الموضوعات التي يمكن أن تشملها الدراسة
  3. يتعين على الباحث أن  يقوم بعمل دراسة استطلاعية  لموضوع ذا قيمة في الوقت الحالي ويحتاج لتسليط الضوء عليه، فإذا لم يكن للبحث أي أهمية أو قيمة فإن الدراسة الإستطلاعية التي تم إجراؤها تصبح غير فعّالة
  4. يتعين على الباحث الذي يقوم بالدراسة الاستطلاعية لموضوع جديد أن يبحث عن بعض النظريات المتعلقة بموضوع البحث أو القريبة منه وذلك حتى تسهل على الباحث الحصول على نتائج واقعية نوعًا ما وتدعّم نتائجه
  5. يكمن الهدف من الدراسات الاستطلاعية في استكشاف المشكلة ومحاولة إيجاد حلول واقعية لها وليس استخلاص نتيجة نهائية لأن هذا شأن البحث وليس الدراسة الاستطلاعية
  6. تساعد الدراسات الاستطلاعية الباحثين في توفير الوقت والجهد  في كتابة بحث؛ وذلك من خلال الحصول على نتائج أولية عبر الدراسة الاستطلاعية تؤكد لهم اذا ما كان موضوع البحث يستحق المتابعة والتحليل.
  7. لا يوجد مكان محدد للقيام بالدراسات الاستطلاعية، فربما تكون في المختبرات والقاعات المعملية مما ينتج عنها أفكار لعمل بحوث جديدة

 المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين 

يواجه الاشراف التربوي في فلسطين بعض المشكلات التي تعيق مهام المشرف التربوي فتم القيام بدراسة استطلاعية للعديد من المشرفين التربويين في مختلف مديريات التربية والتعليم في فلسطين من أجل التعرف على تلك المشكلات، وتم تقسيم هذه المشكلات على النحو التالي:

أ.مشكلات اقتصادية 

أظهرت الدراسة الاستطلاعية أبرز المشكلات الاقتصادية للمشرفين التربويين على النحو التالي:

  • صعوبة التنقل بين المدارس.
  • افتقاد المشرفين لأجهزة لاب توب خاصة لكل مشرف.
  • افتقاد المشرفين لفواتير الاتصالات.

وتضع الدراسة الاستطلاعية بعض آليات العلاج التي تسهم في الحد من هذه المشكلات فكانت الاقتراحات على النحو التالي:

  •  تأمين سيارة خاصة للإشراف، حيث تؤمن وصول المشرف للمدرسة وتعيده للمديرية.
  •  توفير خطوط اتصالات مدعومة.

 ب.مشكلات اجتماعية

وهي المشكلات التي تتمثل في كيفية تفاعل المشرف التربوي مع المشرف المقيم والمعلمين الذين يشرف عليهم في مختلف المدارس وجاءت على النحو التالي:

  • حماية المعلم بواسطة قانون الخدمة المدنية.
  • توتر علاقات بين المشرف المختص والمشرف المقيم.
  • زيادة عدد المعلمين الذين يقوم بالإشراف عليهم.
  • تدخلات الآخرين في مصلحة العمل وتنقلات المعلمين، مثل: الهيئات، معارف، شخصيات اعتبارية.

وتضع الدراسة الاستطلاعية بعض آليات العلاج التي تسهم في الحد من هذه المشكلات مثل:

  •   أن يتمتع المشرف بالذكاء الاجتماعي في التواصل وخصوصًا عندما يشرف على معلم أكبر منه سنًا.
  •   أن يكون المشرف واعي أن تكون العلاقات مهنية ورسمية.
  •   يكون للمشرف مطلق الصلاحيات في اتخاذ القرارات التي تخص مصلحة العمل.
  •   تخفيض نصاب المشرف من عدد المعلمين الذين يشرف عليهم.

 المشكلات التي تواجه مديري المدارس في فلسطين 

تطرقت الدراسة الاستطلاعية إلى التعرف على أهم المشكلات التي تواجه مديري المدارس في مختلف مدراس الوطن وكانت أبرز المشكلات تصنف على النحو التالي:

أ.المشكلات الإدارية

وتعرف بأنها الوضع غير العادي الذي يواجه مديري المدارس مع المعلمين وجاءت على النحو التالي:

  • كثرة عدد المعلمين الذين يشرف عليهم المدير.
  • كثرة الأعباء الإدارية على المشرف التربوي المقيم
  • ضعف انتماء المعلم إلى المهنة، ونظرتهم السلبية لمهنة التعليم وأزمة الرواتب
  • ضعف قناعة المعلمين بتوجيهات المدير.
  • افتقار بعض المدراء للموضوعية والنزاهة.
  • افتقار بعض المدراء للمهارات الاشرافية مثل مهارة التخطيط والتطوير المهني للمعلمين

بعض آليات العلاج التي تقترحها الدراسة الاستطلاعية للحد من ظاهرة المشكلات الادارية مثل:

  • التخفيف من الأعباء الإدارية على المشرف التربوي المقيم.
  • تقليل عدد المعلمين الذين يشرف عليهم المدير
  • متابعة مديرية التربية والتعليم للعمل الاشرافي الخاص بالمدير
  • تبصير المدراء بأهداف الاشراف التربوي
  • عقد برامج تدريبية لإعداد المدراء وتدريبهم في النواحي الادارية والتدريبية.
  •  عقد دورات من قبل قسم الموارد البشرية والإشراف التربوي وبين قسم الإدارات المدرسية وحثهم على التعاون في القضايا التربوية.

ب.المشكلات الاجتماعية

وهي المشكلات التي تحدث بين المشرف المقيم (مدير المدرسة) وأعضاء الهيئة التعلمية في المدرسة الواحدة مثل:

  •  قلة التعاون بين المرشد التربوي ومديرة المدرسة.
  •  توتر علاقة بعض المدراء مع بعض المعلمين.   
  • عدم اقتناع بعض المعلمين بعدالة التقييم.
  • قلة التعاون بين سكرتير المدرسة والمدير
  • مقاومة الكثير من المعلمين للتغيير والتجديد

وبحسب الدراسة الاستطلاعية تم اقتراح بعض آليات العلاج للحد من ظاهرة المشكلات الاجتماعية مثل:

  • تشجيع المدير للمعلم معنويًا وعقد ورشات عمل.
  • الجلوس مع المعلم ومناقشته حول بنود التقييم وتوضيح نقاط التقصير عنده ومحاولة معالجة هذه النقاط وتشجيع المعلم على تلافي ذلك.
  • عقد ورشات عمل للمعلمين لحثهم على التطوير والتجديد

 المشكلات التي تواجه معلمي المدارس في فلسطين 

تسلط هذه الدراسة الاستطلاعية على بعض المشكلات التي يعاني منها المعلمين في مختلف مدراس فلسطين وتقسم إلى:

أ.مشكلات اجتماعية

وهي المشكلات التي تسلط الضوء على علاقة المعلم بالمشرف التربوي والمشرف المقيم مثل:

  • تعيين المشرف المقيم معلمة تنقل أخبار المعلمات بالتفصيل.
  • محاولة اظهار صورة المعلمة بصورة سيئة أمام المشرف المختص
  • تركيز المشرف على أمور لا تؤثر في سير العملية التربوية مثل وضع اشارة الصح بطريقة معينة.
  • عدم محبة المشرف للمعلم ووصفه بأنه لا يصلح للعملية التعليمية “تدخل الأهواء الشخصية
  • قيام المشرفين بالنقل الداخلي للمعلمين حسب أهواء المشرف الشخصية
  • شعور المعلم بتحيز المشرف المختص إلى معلمين في مدرسة أخرى
  • ضعف الاتصال والتواصل بين المشرف والمعلم
  • عدم تشجيع المعلم الجديد
  • التركيز على سلبيات مع قلة الذوق في المعاملة.
  •  ضعف الاتصال والتواصل بين المشرف والمعلم

وتقترح الدراسة الاستطلاعية بعض الحلول التي من شأنها معالجة هذه المشكلات مثل:

  • مشاورة المعلم قبل نقله من المدرسة أو سؤاله عن المدرسة التي يرغب بالنقل إليها.
  •  توعية المشرفين بمسؤوليتهم وأمانتهم نحو المعلمين.
  • عقد ورشات عمل بالتعاون بين المشرف والمعلم بإشراف مديرية التربية والتعليم.
  • تحفيز المعلم معنويًا.
  • تشجيع المعلم الجديد واستثمار طاقته.

ب.مشكلات إدارية 

وهي المشكلات التي يعاني منها المعلم من سلطة المشرف المقيم والمشرف التربوي الإدارية مثل:

  • اجبار المعلمات على القيام بمبادرات باسم المشرف المقيم.
  • تعتيم مجهودات المعلمين.
  •  سرقة مجهودات المعلمين.
  • عدم التعاون في إعداد الخطط العلاجية بين المعلم والمشرف.
  • الزيارات الصفية المفاجئة للمعلم
  • عدم توحيد القرارات التي يتخذها المشرف التربوي

بعض آليات العلاج المقترحة من خلال الدراسة الاستطلاعية:

  •  تبصير المدراء بأهداف الإشراف التربوي.
  •  عقد دورات وورشات عمل تدريبية للمشرف
  • التنسيق بين المشرف والمعلم لحضور الحصص الصفية واخبار المعلم بموعد الزيارة
  • توعية المشرفين بمسؤوليتهم وأمانتهم نحو المعلمين
  • عقد ورشات عمل بالتعاون بين المشرف والمعلم بإشراف مديرية التربية والتعليم
  • التنسيق مع المعلمين للزيارات الصفية

اطلعنا في هذا المقال على أهمية الدراسة الاستطلاعية ونتائجها التي تعطي مؤشرًا عن مدى أهمية البحث المراد القيام به، كما وقد سلطت نتائج الدراسة الاستطلاعية الضوء على أبرز المشكلات حسب آراء الهيئة التعليمية في فلسطين واقترحت بعض آليات العلاج التي من شأنها التخفيف من حدة هذه المشكلات في المسقبل.

المصادر

بقلم: ناريمان الجمل

 

أضف تعليقك هنا