ليس العيد فقط

في زمن التطور والتكنلوجيا التي توصل لها البشر أصبح التصوير هو الرابط بين بعضنا البعض في أحد أشهر برامج التواصل الاجتماعي صاحب الشعار الأصفر الذي لم يقتصر محتواه على تصوير الطعام واللباس والممتلكات الشخصية فقط، بل تطور إلى أن داخل محتواه الى المنازل ومن ثم تعمق إلى غرف النوم والعلاقات العائليه ونهايك عن عرض الأجساد وتعريها تحت مسمى (الموضة والتطور والحضارة) فقدصرنا نعيش في منازل بعضنا البعض ونحن لسنا مع بعض!

سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي

[فما تستره الأسوار والأبواب يفضحة ذو الشعار الأصفر]لم نعد نأكل لسد الجوع إنما لنري المتابعين ماذا أكلنا في المطعم المشهور بكثرة التصوير لا بجودة الاكل، [لأننا فقدنا ذائقة الأكل ولذته] ونشتري الملابس ليس لستر أجسادنا بل لنري المضافين مدى رقينا في ملابسنا التي تكلف اكثر من نصف ما نملكه من المال لأنها (ماركة)ونبقى في حسرة ضعف الميزانية بقية الشهر،

[فأصبحت ملابسنا تحتاج لملابس تسترها] حتى الاجتماعات العائلية لم تسلم من التصوير وكذلك حفلات الزواج التي ننفق فيها طائلًا من المال في ليلة واحدة من أجل التصوير والتفاخر بمخملية زائفه نعيش بسببها سنوات طويله في سداد تكاليف هذه الليلة، [ناهيك عن شهر العسل الذي نعيشة معهم بدون خصوصية أو استحياء]

واجتماعتنا مع الزملاء أو الأصدقاء أو الاقارب، غالباً ما تكون على الهواتف فالرد على الرسائل والتعليق على المنشورات هو الحدث الأكبرفي مجالسنا وكم من شخص أتى مشرفًا وخرج وهو لا يعلم ما هي الحوارات التي دارت في المجلس فكل وقته كان في هاتفه مع الأسف،

[فالقلب غارق في تعلقة بالحسناوات والجسد ينهار بسبب السهر والعقل يجن بسبب الخيالات والحياة تنهار بسبب محاولات العيش فيمستوى أكبر من القدرة لمجارات الآخرين] الغالب منا أصبح يخرج من منزله للتبضع أو الترفية ليس لنفسه بل للمتابعين وأصدقاء التواصل الاجتماعي إلى أن تسبب هوس التصويرفي جعلنا أشخاص مزيفين! [اذا نظرت له في المواقع تجده أميرًا وإذا نظرت له في الواقع وجده فقيرًا].

الفرق بين العيد سابقاً والعيد الآن

العيد كان جميلًا في السابق بسبب شوقنا للاجتماع مع أفراد الأسرة ولم الشمل في فرحة تملىء القلوب وبسمه تجمل الوجوه ومحادثاتتخرج فيها اروع والطف الكلمات بعد انقضاء شهر مبارك تعطي لذه لهذا اليوم وذكرى تحفر في الذاكرة لجمالها،

ولكن حتى العيد لم يسلم وأصبح جمعنا فيه لتصوير (كشخة العيد وعيدياته وولائمه) ولم يعد لمعرفة أحوال بعضنا البعض إنما للتصوير، ومنثم نفترق إلى عيد العام القادم.

خاتمة

بالنهاية: السعادة ليست في ما تشتريه ولا في ممتلكاتك ولا في عدد المتابعين لديك ولا في تصوير مقتنياتك الشخصية وأركان منزلك ولا في سفركالذي توثقه من ركوب الطائرة حتى عودتك للمنزل بدون خصوصية،

إنما السعادة في القناعة بما لديك والعيش بواقع والتخلص من الحلام الزائفة، لإن السعادة إحساس لا يرتبط بما نملكه من ماديات إنما بمانملكه من إيمان بأن هذا الإحساس يصنع من أصغر الأمور وأبسطها.

فيديو مقال ليس العيد فقط

https://youtu.be/gxJSjW0PhSI

 

أضف تعليقك هنا

محمد عبدالعزيز الحمدان

محمد عبدالعزيز الحمدان



snapchat: @xq2_1987