الحرية بين الحقيقة والتضليل

هناك البعض من الأشخاص يسهل خداعهم بحلاوة اللسان ولين الكلام الذي يجسد خيالًا طفوليًا لديهم، فيأخذهم الظن بأن هذا الخيال هو الواقع الذي ينتظرهم حين يمشون خلف ظنونهم، فيتم التلاعب بعقولهم وغرس الأفكار المضللة والغير سويه بين سطورٍ ظاهرها الحلاوة وباطنها المرار، فالكثير من الناس وخصوصًا المراهقين في هذا الوقت أصبحوا يجرون خلف الحرية ويطالبون بها ويهتفون بأحقيتهم فيها ليحظوا بحياة كريمة وفي الواقع لا يعلمون ماهي الحرية الحقيقية!! لذا قبل أن ننجرف خلف التضليل بإسم الحرية يجب أن نعرف بالأول ماهي الحرية وأن نعرف ما الفرق بين الحرية والحرية الشخصية بعدها نقرر هل نحنُ فعلًا بلا حرية أو أننا نتوهم ذلك بسبب قلة معرفتنا؟

ما الحرية؟

بالبداية: لنتعرف على الحرية فلو طرحت هذا السؤال [ما هي الحرية؟] ستكون الإجابة الغالبة أن الحرية هي: أن تقول أو تفعل ما تريد في المكان والزمان الذي تريد وكيفما تريد، بغض النظر عن الصواب والخطأ، ولكن الحرية الفعليه هي: أن تقول أو تفعل ما تريد في المكان والزمان الذي تريد، ولكن داخل إطارات محدده وهي كالتالي:

  • إطار الدين [الحلال والحرام].
  • إطار القانون [المسموح والممنوع].
  • إطار الأدب [التربية والخلاعة].
  • إطار الخُلُق [الاحترام والتحقير].
  • إطار الكرامة [عز النفس ومذلة النفس].
  • إطار العرف [الصح والعيب].

فهذه هي الحرية الفعليه، فالبشر على مر التاريخ تقيدوا باحد هذه الإطارات أو بعضها أو كلها ليجسدوا حريه صحيحه وخالية من الأمور الشاذة عن الوضع الطبيعي في الفكر والإيمان والنفس والجسد.

ثانيًا الحرية الشخصية وتعريف الغالب لها لا يختلف عن تعريفهم للحرية أبدًا ولا يعرفون الفرق بينهما. فالحرية الشخصية: هي الحرية المطلقة والتي يكون إطارها أنت وتكون بينك وبين نفسك وربك فيما يخصك في المكان الذي يخصك ويسترك فقط، بدون إظهار وإعلان هذا الفعل أو القول اذا كان فيه مضرة فكريه أو نفسية أو جسديه لك أو للآخرين فأنت حرٌ في نفسك ولكن لستحرًا في غيرك، وطبعاً هذه الحرية خصيمك فيها هو الله سبحانه وتعالى ثم نفسك لأنها بينك وبين نفسك، وهنا نعرف أن الحريه الشخصية عبارة عن شيء خاص بك لا عام على عكس الحرية، وبهذا نفهم أن الحرية ليست انحلالًا أخلاقيًا أو تعارضًا مع الدين أو القانون وليست في مهانة النفس وإذلالها بأفعال أو أقوال مشينة وغير سويه، الحرية اسمى بكثير من تعريفها الدارج لدى الغالب، فالحرية الحقيقية هي من تصنع منك: [انسانًا عزيزًا بشخصة ومتفردًا بذاته وراقٍ بفكره ولطيفٍ بقلبه ومنيعٍ بنفسه ومرحًا بروحه].

ما صفات الشخصية الحرة؟

الشخصية الحرة هي التي تنظر لنفسها باستمر فتعزز نقطة الضعف لديها وتثبت نقطة القوه وتبحث حتى تتطور وتتعلم حتى ترتقي فهي واعية فكريًا ولطيفة عاطفيًا ونزيهة أخلاقيًا، ولا تفرض على غيرها قناعتها ولا تهتم فيما يفعل الغير فهي لا تفعلُ شيءً الا بقناعة تامه ورغبه خالصة، ولا تهتم لما يراه الآخرين فهي متفرده عن القطيع بحشمتها ورقيها ومعرفتها وقناعاتها كالقمر بين النجوم!

لا تنجرف وراء الأفكار المسمومة باسم الحرية

لذلك لا تسمح لمن لدية نوايا سيئة وغير سويه بأن يوسوس لك بأفكارهِ المسمومة، فتفتح له عقلك وقلبك فيكونُ سببًا في انحلال ما لديك من دين وقيم ومبادئ وأخلاقيات فقط لأنه خدعك بالخيالات المعسولة وأوهمك بأنها الواقع الذي ستعيشة بمجرد إتباعك له، ولعلمك أن الانحلال نظير الارهاب [فالانحلال هو فصخ لباس الدين والارهاب لبس لباس الدين بشكل المقلوب]، وكلها تتسبب بانهيار ديني وأخلاقي للفرد والمجتمع بشكل كارثي.

النهاية:

أن تعيش حرًا ليس أن تكون منحلًا بلا شرف أو فاحشًا بلا أدب أو حقيرًا بلا خُلُق، الحرية هي أن ترى هذا الوجودَ مكانًا لك تعيش فيه أينما أردت بما لديك من دين وأدب وخلق ومبدأ وقانون وإحترام لمن يشاركونك العيش فيه لإن لهم الحق فيه كما لك، فكلما قدمت قولًا أو فعلًا بنَّاءًا يخلق في داخلهم الراحة لك والثقة فيك ويفتح لهم آفاقًا جديدة لكي يرتقوا إلى الأفضل، كان حقك أكبر في هذا الوجود وكان ملكك فيه أوسع لأن اتساع ملكك فيه مرتبطٌ تمامًا باتساع قلوبهم لك وقبولهم بما لديك.

فيديو مقال الحرية بين الحقيقة والتضليل

 

https://youtu.be/TG0P4Hy8vlw

أضف تعليقك هنا

محمد عبدالعزيز الحمدان

محمد عبدالعزيز الحمدان



snapchat: @xq2_1987