العناد الزائد عند المراهقين

بقلم: آلاء وليد منصور

المقدمـــة:

إن المراهقة تكون فترة تغير في حياة الإنسان وأنها المرحلة التي تعتمد عليها بقية المراحل في الحياة القادمة بإذن الله و إن المراهق يصبح بعد أن كان طفلا يحب اللعب و الاستمتاع في انشطة كثيرة يصبح مطالب ببناء شخصيته و في بعض الأحيان الاعتماد على النفس الذي يضع الآباء المراهق فيها و يجب أن يختار لنفسه بعد أن كان يعتمد على الوالدين و غير ذلك من التغيرات الجسدية و النفسية التي لا يفهمها بعض المراهقين و اذا لم يكن هناك وعي يصبحوا في حالات نفسية سيئة ويتجه إلى الانتحار او يضعون أنفسهم في مواقف سيئة تصبح نقطة سوداء في ذكرياته. (مقال يتحدث عن العناد لدى المراهق ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن علم نفس من هنا).

ما هي المراهقة:

تُعرّف المراهقة بأنّها مرحلة عمرية من مراحل النمو تكون بين الطفولة والبلوغ، وتِبعاً لمنظمة الصحة العالمية فإنّ عمر المراهق يُقدّر ما بين 10-19 سنة وقد يمتدّ إلى عمر 24 سنة، وقد اختلف المختصّون في تصنيف الصعوبات المرتبطة بمرحلة المراهقة، فالبعض وصفها بأنّها طبيعية في حين وصفها آخرون بأنّها مُرهِقة ومرتبطة بتصرّفات معيّنة، ويُصاحب هذه المرحلة العديد من التغيّرات، ومن أبرزها ما يأتي: التغيّرات الجسدية والتطورات النفسية والاجتماعية والأخلاقية. الشعور بالحاجة إلى الاستقلالية وتكوين الذات وضعف ارتباط المراهق بوالديه عاطفياً. التفاوت في سرعة التغيّرات الجسدية وطفرات النمو في سن البلوغ من مراهق لآخر، فقد تحدث عند بعضهم ببطء وبشكل تدريجي، في حين أنّها قد تحدث بسرعة عند آخرين؛ لذا فقد تظهر علامات النضج على المراهق في فترة مبكرة أو متأخرة وِفقاً لطبيعة نمو جسمه.

  • زيادة مشاعر القلق وعدم الشعور بالأمان.
  • اتّصاف معظم المراهقين بالأنانية لفترة معينة والتي تقلّ عادةً مع التقدم في العمر.
  • اعتقاد المراهق بأنّه محور اهتمام وتركيز الآخرين سواءً من المقرّبين له أو البعيدين عنه.
  • اهتمام المراهق الزائد بمظهره، وكذلك فضيلة لأصدقائه على أهله في معظم الأوقات.

أنماط المراهقة:

أنماط المراهقة للمراهقة أربعة أنماط يمكن بيانها كالآتي:

  • المراهقة المتكيّفة أو المعتدلة: وهي المراهقة التي تميل إلى الهدوء العاطفي، والاستقرار النفسي، وتكون علاقة المراهق مع المجتمع فيها شيء من الهدوء والاتزان، وتربطه بمن يحيطون به علاقاتٌ طيبة، ويخلو هذا النمط من التوترات والانفعالات العصبية الحادة.
  • المراهقة الإنسحابية أو المنطوية: حيث يظهر على المراهق الاكتئاب والعزلة، وتظهر السلبية في تصرفاته، والخجل وعدم الثقة بالنفس، وتكثر لديه أحلام اليقظة، حتى تصل في بعض الحالات إلى الأوهام والخيالات المرضية.
  • المراهقة العدوانية أو المتمردة: التي يكون المراهق فيها ثائراً ومتمرّداً؛ يرفض الخضوع والانقياد لأي سلطةٍ تحيطُ به، سواءً كانت سلطة الوالدين أم سلطة المدرسة أم أي سلطةٍ أخرى، ويميل أصحاب هذا النمط إلى العدوان ومحاولة توكيد الذات، والإيذاء المباشر أو غير المباشر المتمثّل بصورة العناد.
  • المراهقة المنحرفة: وهي الصورة المتطرفة للمراهقة الانسحابية والمراهقة العدوانية، فيظهر الانحلال الخُلقي والانهيار النفسي لدى هذا النمط والذي قد يُروّع المحيطين به، وقد يزداد الأمر ليصل بالمراهق إلى ارتكاب الجريمة.

لماذا يصبح المراهق عنيد؟

قد يلجأ المراهق للعناد كرد فعل مباشر لعناد أحد الأبوين، وهنا لابد من تجنب سلوك العناد مع المراهق والتعامل معه بأسلوب الحوار والإقناع والمناقشة.

أسباب العند الزائد لدى المراهق:

صفة التمرد والعناد من الصفات السلبية والمزعجة والتي تكون في أصعب حالاتها عندما تظهر على المراهق كونه في سن حرجة ومرحلة مفصلية في حياته. من أهم أسباب ظهور مشكلة العناد عند المراهق ما يلي:

  • الدلال الزائد من قبل الأهل: اهتمام الأهل أمر ضروري لتنشئة المراهق والطفل بطريقة سليمة وصحية وبنية نفسية قوية لكن إذا لم يتمكن الأهل من التفريق بين الاهتمام والدلال الزائدة. فالمبالغة بالاهتمام والدلال الزائد وتعويد المراهق على قبول كل طلباته دون رفض أو مناقشة يعزز لديه صفة العناد.
  • حاجة المراهق لإثبات ذاته بطريقة خاطئة: مرحلة المراهقة مرحلة حساسة حيث أنها المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى مرحلة الشباب وفيها يحاول المراهق أن يثبت نفسه ويظهر شخصيته وقوتها وقد يخطئ باعتماده صفة العناد باعتبارها صفة واضحة المعالم وتظهر الرفض والتمرد ومحاولة فرض رأيه وقراراته والفكرة بحد ذاتها صحيحة لكن الأسلوب خاطئ.
  • تراكمات التعامل السلبي مع المراهق أثناء الطفولة: الطفل العنيد عندما يكبر سيصبح مراهقاً عنيداً، أي أن تراكمات مواقف الطفولة وبناء شخصيته خلال تلك المرحلة هي حجرة الأساس لبناء شخصيته عندما يكبر في مرحلتي المراهقة والشباب.
  • تقليد الوالدين أو الكبار الذين يمتلكون صفة العناد: إذا كان أحد الوالدين أو كليهما لديه صفات التمرد والعناد ويتعامل مع أهل بيته بهذه الصفة فقد يكون لدى المراهق رغبة في تقليد الكبار واستنساخ صفة العناد منهم.
  • استخدام عبارة “أنت عنيد” للمراهق: كثرة ترديد عبارة ” أنت عنيد” على مسمع المراهق تعزز لديه هذه الصفة والتي يعتقد في تلك المرحلة بأنها صفة إيجابية ومميزة وتثبت قوة شخصيته فيتمسك أكثر بصفة العناد ويصر عليها بل وتزيد بناءً على رغبته في ذلك.

علامات العناد لدى المراهق :

هنالك عدة علامات تظهر على المراهق تشير لوجود صفة العناد لديه منها:

  • تجاهل كل نصائح الوالدين: يشعر المراهق عموماً بأنه بات كبيراً وقادراً على التفكير السليم واتخاذ القرارات الصائبة، وتحديداً المراهق العنيد فإن المراهق يرفض كل نصائح وتوجيهات والديه والكبار ولا يعمل بها ولا يتحمل سماعها منهم حتى.
  • القيام بعكس ما يطلب منه: من باب التمرد والعناد فإن المراهق العنيد يقوم بعاند أهله من خلال تنفيذ عكس ما يطلب منه ومعارضة كل ما يتم طرحه عليه من قبلهم وقبول كل ما يرفضونه في حالة من إثبات الذات وإثبات الشخصية والحضور بحسب اعتقاده وتفكيره.
  • صفة العند الدائم وليست في مواقف عابرة: جميعنا نمتلك صفة العناد بمرحلة معينة وفي حالات معينة لكننا نتحدث عن الصفة الدائمة التي تتسم بها شخصية المراهق أي أنه دائم العناد وليس ظرفاً عابراً أو رد فعل لموقف محدد.
  • الأسلوب العنيف في التعامل: الشخصية العنيدة للمراهق تترافق مع الحدية في التعامل والعجرفة بعض الشيء حيث أن المراهق يعتد بنفسه ويشعر بأنه من خلال هذه الصفات والسلوكيات يصبح كبيراً وصاحب شخصية مستقلة.
  • استخدام الصوت العالي: تترافق صفة العناد مع استخدام نبرة صوت مرتفعة وصوت عالٍ لتحقيق نفس الأهداف حسب اعتقاد المراهق.

عوامل تزيد من العناد لدى المراهق :

تتأثر شخصية المراهق بكثير من العوامل المحيطة والتي قد تكون سبباً في اشتداد صفة العناد لديه ومن هذه العوامل والمؤثرات:

  • العند من قبل الأهل: مقابلة العند بالعند تزيد من تفاقم المشكلة لدى المراهق وتجعله متمسكاً أكثر بعناده وتجعل الأهل في موقف صعب حتى لا يخسروا ابنهم أو ابنتهم المراهقين بسبب سلوك قائم على العند بين الطرفين.
  • عدم معرفة الأهل بالطرق السليمة للتعامل مع المراهق العنيد: الجهل أو عدم المعرفة الكافية بطرق التعامل السليمة مع المراهق العنيد تسبب بزيادة ظهور هذه الصفة لدى المراهق وصعوبتها مع مرور الوقت.
  • أصدقاء السوء: شحن الأصدقاء للمراهق عبر تأييده على سلوكياتها العنيدة وإصراره على العند حتى لو كان على خطأ يزيد من وهم المراهق بأنه يتصرف بشكل صحيح وسليم ومع زيادة تحريض أصدقاء السوء فإن خصلة العناد ستزيد ويصبح من الصعب السيطرة عليها مع الوقت.
  • عدم وجود قدوة أو مثل أعلى سوي للمراهق: إذا لم يقتدِ المراهق بنموذج ومثل أعلى سوي فإنه يحاول تجميع صور لأكثر من شخصية قد يكون من ضمنها أشخاص يتسمون بصفة العناد والتي قد يراها المراهق صفة تعكس القوة والصلابة.
  • البيئة الأسرية المحتدة دائماً: إذا عاش المراهق في بيئة اجتماعية وأسرية مهزوزة وكثيرة المشاكل والحدية والصخب فتزيد كل هذه المؤثرات من وجود صفة العناد لدى المراهق العنيد وتزيد تثبه بهذه الصفة السيئة.

الطريقة الصحيحة للتعامل مع المراهق العنيد:

للتعامل مع المراهق عموماً ضوابط ومحاذير وأسس فكيف إذا ما كان هذا المراهق عنيداً، ما يتطلب الانتباه جيداً لسلوكيات الأهل وطريقة تعاملهم لعدم تفاقم المشاكل مع المراهق. من هنا يمكننا القول بأن أهم قواعد للتعامل مع المراهق العنيد من قبل الأهل هي كالآتي:

  • ابتعد عن التعميم والمقارنة: فلا تقارن ابنك المراهق بأي مراهق آخر حيث أن لكل منهم ظروفه النفسية والبيئية والاجتماعية وتركيبة شخصيته المنفردة لذلك فالمقارنة ليست منطقية أو سليمة. لذا يتوجب عليك أن تفهم شخصية ابن أو ابنتك المراهقين وتحترم شخصيته ليكون التعامل بينكما مبنياً على أساس الاحترام المتبادل والتقدير.
  • تعرف على ابنك المراهق عن قرب: لتستطيع السيطرة على سلوك ابنك المراهق يتوجب عليك فهم شخصيته والتقرب منه منذ مرحلة الطفولة لتكون مرجعاً محبباً اختراه هو وليس مفروضاً عليه بسبب العلاقة الأسرية بينكما.
  • افهم ما يزعج المراهق العنيد منك كأب أو كأم: فربما سلوك معين لدى الأب أو الأم هو ما يستفز المراهق العنيد ليزيد من عناده وتصميمه على التحدي والعناد.
  • لا تركز على كل التفاصيل: عليك كأب أو كأم أن تتجاوز التفاصيل الصغيرة وتتظاهر بعدم الانتباه لها أو تكبيرها والتعامل معها على أنها قضايا كبيرة، التجاهل في بعض الأحيان يمكن أن يصلح الأمور ويخفف من الحدية والتوتر في العلاقة خاصة مع المراهق العنيد.
  • تعامل مع المراهق العنيد باحترام: مرحلة المراهقة مرحلة انتقالية يتوجب على الأهل مراعاة الاختلافات والتغيرات التي تطرأ على شخصية وحياة ونفسية المراهق وخاصة إذا بدت ملامح صفة العناد تظهر عليه، يجب أن يتعامل الأهل مع المراهق بلين دون إفراط وحزم دون مبالغة.
  • لا تظهر استياءك من أي شيء يتعلق بالمراهق العنيد: خذ مواضيعه على محمل الجد وناقشه حتى وإن بدت لك تافهة وغير مهمة لكن تعزيزك لشخصيته من خلال الاهتمام بما يهتم به أمر مهم ويخفف من صفة العناد لديه.
  • استخدام أسلوب التحفيز والتشجيع: المراهق يحتاج أن يثبت لمن حوله بأنه أصبح كبيراً وصاحب قرارات خاصة به وقادر على تحمل مسؤولية قراراته وتبعاتها، كن معه لا عليه، ادعمه وانصحه بطريقة محببة بعيداً عن أسلوب الأمر والتوجيه الصارم من قبل الوالدين، تحدث معه بصيغة الأصدقاء مع ضرورة ضبط خط الاحترام المتبادل.
  • تعاطف مع المراهق وأبد اهتمامك ومشاعرك بوضوح: قد يبدأ المراهق بمحاولة إخفاء مشاعره في حالة عدم وعي منه بأهمية إظهارها والإفصاح عنها وهنا يجب على الوالدين التعبير عن الحب والاهتمام والتقدير والفخر بابنهما والتعاطف مع مشاعره دون حرج أو قلق لتعزيزه وتقليل حدية العناد.
  • النقاش الهادئ: يجب التوصل للغة حوار منطقية وهادئة ومتناسبة مع عمر المراهق ووعيه وإدراكه وشخصيته.

الخاتمة:

وفي النهاية يجب على الوالدين يكونوا صبورين على اولادهم ولا يلجأ احد منهم دائما العقاب او الصراخ لأن المراهق ليس بالطفل الباكي ولا ذلك الشاب المتفهم ويحتاج إلى اهتمام و صبر ويصبح شخصية مستقلة و حكيمة و يقتدر على تحمل المسؤولية و ان يصبح عوناً لوالديه و بار بوالديه. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

المصادر بالترتيب:

  1. إقراء المزيد على موضوع. كوم: https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A9
  2. https://m.youm7.com/story/2023/1/7/%D9%84%D9%88-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82-%D8%B9%D9%86%D9%8A%D8%AF-7-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AD-%D9%87%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D9%83-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9%D9%87/6033282
  3. مقال Michelle Mitchell “قاعدة الأبوة لمدة 10 ثوانٍ للتعامل مع المراهقين العنيدين”
  4. مقال Carl E Pickhardt “تربية الأبناء للمراهق القوي الإرادة”
  5. مقالPreston Ni M.S.B.A “سبعة مفاتيح للتعامل مع صعوبة المراهقين”
  6. مقال Tasha Rube “كيف تتعامل مع مراهق عنيد”
  7. مقال Debolina Raja “خمس نصائح فعالة للتعامل مع ابنك المراهق العنيد”

بقلم: آلاء وليد منصور

 

أضف تعليقك هنا