المناهج والتنمية البشرية

بقلم : إيمان فرج أبوشمالة

المناهج ودورها في التنمية البشرية

تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تتناول موضوعا من الموضوعات الحيوية والهامة، والتي أصبحت تهتم بها كل دول العالم، وذلك لكون العنصر البشري هو الأساس في عملية التنمية وهو صانعها وهدفها ووسيلتها، وذلك لتمكين الإنسان من تطوير فكره وأدائه، وحيث إن المورد البشري في غاية الأهمية، وذلك للاهتمام بقدرات السكان وكفاءتهم وتوسيع نطاق الخيارات المتاحة أمامهم لتطوير معيشتهم وتحقيق تطلعاتهم للوصول إلى حياة سعيدة، فالبشر هم الثروة الحقيقية للتنمية ،حيث يعد الفرد داخل المجتمع أغلى راس مال وأسمى قيمة وبالتالي هو المحرك الاساسي لكل العمليات التنموية التي تقوم بها الدولة فالتنمية منطلقها الانسان، ويعد التعليم والمنهج من أهم ميادين التنمية البشرية ،حيث يساهم التعليم بنسبة 80% في التنمية البشرية، أما الاقتصاد يساهم بنسبة 20% وأيضا التعليم له نسبة فيها.

وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للكتب السماوية ومصدقا لها ،والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن موضوعه الإنسان وأن كل ما فيه موجود له، وقد جعله الله تعالى نورا وهدى للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن التخبط والانحراف إلى الهدى والفلاح. فمن مقاصد الشريعة التي جاء الاسلام بها حفظ الضروريات الخمسة وهي حفظ الدين، النفس، العقل، النسل، المال.

فالتنمية الدينية تشمل العقائد والشريعة والعبادات، والتنمية الصحية تشمل النفس والتنمية المعرفية للعقل، والتنمية الأخلاقية للنسل، والتنمية الاقتصادية للمال ،وهكذا فالضروريات الخمسة في مقاصد الشريعة جميعها تشمل الانواع الرئيسة في التنمية البشرية، وفي هذا المقال سنتعرف على مفهوم التنمية البشرية ودور المنهج في التنمية البشرية من نواحي متعددة.

وتعرف التنمية البشرية بأنها عملية توسيع الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتاحة أمام الفرد، عن طريق زيادة المهارات والمؤهلات البشرية وإكسابه المعارف والسلوكيات بشكل مستمر ،حتى يتمكن من الوصول الى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل وتحقيق الذات والوصول الى الاهداف، ولا شك أن هناك دور كبير للمنهاج في التنمية البشرية من نواحي متعددة، تتمثل في التنمية الروحية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والصحية والبيئية سنفصلها كالتالي:

دور المنهج في تنمية الشخصية:

  • يساهم المنهج في بناء الإنسان وقدراته ومهاراته العقلية ووجوده في المجتمع
  • يساهم المنهج في تطوير مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات والتواصل والإبداع
  • يزود الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في الحياة
  • يعزز بعض القيم مثل التعاطف والاحترام والتسامح من خلال تعريض الأفراد لوجهات نظر وخبرات متنوعة
  • توسيع آفاق الطلاب ومساعدتهم في أن يصيحوا أكثر انفتاحا على العالم الخارجي

دور المنهج في التنمية الروحية والثقافية:

  • تقدير الثقافات والتقاليد والعادات المختلفة من خلال التعرف على التاريخ والأدب والفن والموسيقى الخاصة بالثقافات المختلفة
  • توعية الأفراد والمجموعات بمنظومة القيم والقوانين الدينية التي تبين للفرد حدود الخير والشر وتدعوه للتمسك بالخير وتجنب الشر
  • اكتساب الأفراد منظور أوسع حول العالم وتنمية الشعور بالتعاطف واحترام التنوع
  • تعزيز التراث الثقافي وهوية الأفراد من خلال التعرف على ثقافاتهم ولغتهم وتقاليدهم

دور المنهج في التنمية الصحية والبيئية:

  • تجنب الأنشطة والممارسات التي امثل تهديدا للبيئة وصحة الإنسان
  • توعية الأفراد بكيفية التعامل مع القضايا البيئية داخليا وخارجيا والمحافظة على ثروات البيئة والتخلص من مسببات التلوث
  • المحافظة على التراث والموارد الطبيعية وصيانتها

دور المنهج في التنمية البشرية:

  • بعمل على كسر الحواجز بين مجموعة مختلفة من الناس وتعزيز التماسك والانسجام بين الطلاب
  • تنمية روح المسؤولية للطلاب والعمل مع الآخرين والربط بين القيم والمعتقدات الشخصية والمسؤولية واتخاذ القرار
  • تنمية العنصر البشري من جميع الجوانب المتعلقة بوجوده

دور المنهج في التنمية الاقتصادية:

  • تزويد الأفراد بالمعارف والمهارات اللازمة للمشاركة في القوى العاملة والمساهمة في الاقتصاد
  • زيادة الدخل الفردي والقومي
  • تنمية الإنسان وإعداده لسوق العمل

دور المنهج في التنمية السياسية والأمنية:

  • يساهم المنهج في تعرف الأفراد على حقوقهم ومسؤولياتهم كمواطنين
  • يؤكد على أهمية المشاركة في الانتخابات والمناقشة العامة
  • يعزز القيم مثل الديمقراطية والمساواة والعدالة والحرية وحقوق الإنسان وهي ضرورية لاستقرار وأمن أي دولة

دور المنهج في التنمية الاجتماعية:

  • تعزيز الانتماء للمجتمع الفلسطيني والولاء لمصالحه العامة فوق الانتماء للعائلة والحزب
  • تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي و تيسير أسباب الزواج وبناء الأسرة الفلسطينية
  • تشجيع روح العمل التطوعي و مقاومة الفساد والآفات الاجتماعية المعيقة للتنمية احترام الأقليات الأخرى والحفاظ على حقوقهم كجزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني

دور المنهج في التنمية التعليمية:

  • الإقبال على التعليم وتقدير أهله و اختيار التخصص المناسب لاحتياجات المجتمع
  • الأخذ بمبدأ التعليم المستمر و تنمية القدرة على التعلم الذاتي
  • تشجيع الإبداع والاهتمام بالموهوبين و تشجيع تعليم المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • المشاركة في محو الأمية وتعليم الكبار، و تقدير التعليم المهني، و إتقان استخدام التكنولوجيا التعليمية الحديثة (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم : إيمان فرج أبوشمالة

 

أضف تعليقك هنا