المنهج بين المفهوم التقليدي والحديث

 بقلم: أماني أحمد أبو دية

المنهج لغة

المنهج لغة: مَنْهَج /مِنْهَج، مِنْهاج، طريق واضح، الجمع: مَناهِجُ ومَناهيجُ وسيلة محدّدة توصل إلى غاية معيَّنة  وورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) المائدة ،الآية :(48)

المنهج اصطلاحاً

والمنهج اصطلاحا: المنهج العلميّ في وضع خُطَّة منظّمة لعدَّة عمليّات ذهنيَّة أو حسيَّة بُغية الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة عليها.

اختلف علماء التربية في نظرتهم إلي مفهوم المنهج الدراسي، مما أدي إلي ظهور عدة تعريفات لهذا المفهوم التربوي في فترة زمنية قصيرة بدأت في أوائل القرن العشرين ويرجع التفاوت في التعريفات إلي التطور في ميادين العلوم والتربية وعلم النفس، ومطالب المجتمع المتغيرة والمتجددة ورغم تعدد تعريفات المنهج الدراسي وتنوعها إلا أنه من السهل تصنيفها إلي مجموعتين كبيرتين هما المنهج القديم والحديث.

المنهج بمفهومه القديم 

جاء المفهوم التقليدي نتيجة طبيعية لنظرة المدرسة التقليدية أو إلى وظيفة المدرسة، حيث كانت تنحصر وظيفتها في تقديم ألوان مختلفـة مـن المعـارف للطلاب، ثم تخضعهم للاختبارات وخصوصاً الحفظ والتسميع للتأكـد مـن استيعابهم للمعلومات .فقـد قـدمت المدرسة قديما المعرفة باعتبارها حصيلة التراث الثقافي الثمين الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعـد جيل.

وقـد جـرت العـادة بتنظـيـم المـادة الدراسية (المعـارف والمعلومـات والحقائق والإجراءات) في موضوعات، وتوزيع تلك الموضوعات على السنوات الدراسية للمراحـل التعليمية المختلفة، وكان تعرف المواد الدراسية قديماً بالمقررات الدراسية، حيث كان الكتب الدراسية هي المصدر

الوحيد الذي يتلقى منه الطالب علومه المختلفة. أما عن إعداد المناهج بمفهومها التقليدي، فقد كانت تنـاط بلجـان مـن المتخصصين بالمواد الدراسية

موقف المنهج القديم من المادة الدراسية

  • ركزت المادة الدراسية اهتمامها على الناحية المعرفية، وأغفلت جميع النواحي الأخـرى في الفرد مثل النواحي الجسمية والاجتماعية والانفعالية.
  • أكد المنهج المدرسي على المنفعة الذاتية للمعارف والمعلومات وألزم المتعلم بضرورة تعلمها وحفظها.
  • يقتصر فيه اختيار المقرر الدراسي علي انتقاء مجموعة من المتخصصين في المواد الدراسية المراد تدرسيها.
  • انصب الاهتمام على حفظ المادة الدراسية وأصبح ذلك غاية في حد ذاته بغض النظـر عن جدواه وأهميته بالنسبة للطلبة.
  • استبعد تنمية الاتجاهات النفسية السليمة، واكتساب طرق التفكير العلمية.

العوامل التي ساهمت في تطوير المنهج

  • التغير الثقافي الناشئ عن التطور العلمي والتكنولوجي.
  • التغير الذي طرا على أهداف التربية وعلى النظرة إلى وظيفة المدرسة بسبب التغيرات العلمية والتكنولوجية.
  • الدراسات الواسعة التي جرت في ميادين التربية وعلم النفس التي غيرت الكثير مـن المفاهيم التي كانت سائدة عن طبيعة المتعلم وسيكولوجيته وخصائصه ورغباته وقدراته وميوله.
  • نتائج البحوث التي أظهرت قصور المنهج التقليدي.
  • طبيعة المنهج التربوي نفسه، فهو يتأثر بـالمتعلم وبالبيئة والمجتمع والثقافة والنظرية التربوية.

 المنهج الحديث

جاء المفهوم الحديث للمنهج كرد فعل للمفهوم القديم والتقليدي للمنهج، ويقصد به كل دراسة أو نشاط أو خبرة يكتسبها أو يقوم بها المتعلم تحت إشراف المدرسة وتوجيهها سواء كان داخل الصف وخارجه.

فالمنهج الحديث مخطط تربوي يحتوي على مجموعة عناصر مكونـة مـن نتاجـات ومحتوى وخبرات تعلمية، وتدريس وتقويم مشتقه مـن أسـس فلسفية واجتماعية ونفسية ومعرفية، مرتبط بالمتعلم ومجتمعه ومطبقة في مواقف تعلمية تعليمية داخل المدرسة وخارجها وتحت إشراف منها، بقصد الإسهام في تحقيق النمو المتكامل لشخصية المتعلم بجوانبها العقلية والوجدانية والجسمية، وتقويم مدى تحقق ذلك كله لدى المتعلم

المبادئ المتضمنة في المفهوم الحديث للمنهج

  • المنهج هو جميع النشاطات التي يقوم بهـا الطلبة أو الخبرات التي يمرون بهـا تحـت إشراف المدرسة.
  • التعلم الجيد هو الذي يساعد المتعلم على التعلم من خلال توفير الشروط والظـروف الملائمة لذلك.
  • التعلم الجيد يهدف إلى مساعدة المتعلمين على بلوغ الأهداف التربوية المراد تحقيقها.
  • ينبغي أن يتكيف المنهج مع حاضر الطلبة ومستقبلهم.
  • يجب أن يراعـي ميـول الطلبـة لاتجاهاتهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم وقدراتهم واستعداداتهم ويساعدهم على النمو الشامل، وعلى إحداث تغييرات في السلوك.

مزايا المنهج الحديث 

  • يساعد الطلبة على تقبل التغييرات التي تحدث في المجتمع وعلى تكيـف أنفسهم مع متطلباتها.
  • ينوع المعلم في طرق التدريس وتكون أكثر ملاءمة لطبيعة المتعلمين.
  • يستخدم المعلم الوسائل التعليمية المتنوعة والمناسبة.
  • تمثل المادة الدراسية جزءاً من المنهج فهي وسائل وعمليات لتعديل سلوك المتعلم.
  • يعتمد فيه دور المعلم علي تنظيم التعلم وليس الحفظ والتلقين للطلاب.
  • يهتم بتنسيق العلاقة بين المدرسة والأسرة من مجالس الآباء والمعلمين.
  • يهتم بإتاحة فرص اختبار الخبرات والأنشطة التعليمية للمتعلم.
  • يركز علي تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم لمواجهة العقبات التي في طريقه.

 بقلم: أماني أحمد أبو دية

 

أضف تعليقك هنا