خضر عدنان – الحر في زمن الخذلان

بقلم: ضياء أبو سمرة

الظلم الذي تعرض له الشيخ خضر عدنان

عندما تمرض مرضاً شديداً أو تصبك حادثة تذهب الى المشفى تحب أن ترى الأهل والأقارب والأصحاب من حولك يأتون للاطمئنان عليك وهم يغدقون عليك بالأحاديث الجميلة ويمازحونك لكي تنسى ألمك ويخففون عنك ويقفون معك في بلائك ومرضك، فكيف الحال وأن تحمل هم شعب مكلوم، وطن جريح ينزف يومياً، يتم شيطنته ومحاربته اعلامياً وسياسياً واقتصادياً يتم دعمه لكي ينسى مقدساته ودينه وأسراه وتضحيات شهداءه، ولا يترك باباً لأسير ولا شهيد ولا مظلوم إلا وقف باب بيته، ولا طريقاً لنصرته ودفاع عنه إلا ويقف بكل ما يملك من قوة ونفسٍ طويل، وبعد ذلك تراه يُحارب من ذوي القربى ( السلطة الحاكمة في ضفة بقيادة محمود عباس)، ومن زمرة القيادة (تنظيمياً) من خلال شيطنته واتهامه بالعمالة ومحاولة اغتياله معنوياً وجسدياً قبل المحتل، الذي لطالما رأي الشيخ خضر عدنان نموذجاً يجب كسره كونه يشجع الأسرى الآخرين على خوض مغامرة الموت المؤقت لنزع حريته ، رغم أن قضية الاضراب عن طعام في حكم الشرع مُحرمة وتجوز بحالة واحدة ضمان عدم الموت ويجب كسر الاضراب عند الإخطار بالموت ويتحمل علماء فلسطين سكوتهم، ومع ذلك عاهد الله أن لا يبرح حتى يبلغ وبقي يدعم الأسرى وينصرهم وينصر كل فلسطيني حر، رغم القهر والخذلان بقي جيشه يسانده وينصره، جيشه هي امرأته أم عبد الرحمن -حفظها الله وبارك في عمرها وعملها.

إضرابات الشيخ خضر عدنان ودعمه للأسرى

هذا الاضراب لشيخ لم يكن اضرابه الأول، فقد خاض أول اضراب له عند السلطة في ٢٠٠٠ م ، ثم عند الاحتلال خاض عدة اضرابات ( ٢٠٠٤/٢٠٠١٢/٢٠١٥/٢٠١٨/٢٠٢١ ) وانتصر فيها كلها حتى اضرابه الاخير في ٢٠٢٣ انتصر فيه ونال الشهادة التي ينتظرها كل مؤمن بالله ويصعد أعلى الدرجات، وفضح المتسلقين عند استشهاده الذين كانوا خنجر مسموم في حياته، ومع ذلك كانت بوصلته واضحة وترك من خاض في عِرض الشيخ وبث السموم واتهامه بالخيانة.

تصريحات أم عبد الرحمن، دلالة على القهر والخذلان في اضرابه الاخيرة من الجميع بدون استثناء. ويجب أن يقف الكل عند مسؤوليته من الصغير للكبير وأن يكون هناك رد قوي من فصائل المقاومة تحديداً كونهم الطرف القوي الذي ننتخي فيهم أكثر من الطرف الآخر الذي يرى في السلام وتنازلات انتصارًا , والرد لا يجب أن يخضع لحسابات استراتيجية

ما زالت الضفة الغربية تقدم شبابها في سببيل الله

ويجب أن يعلم الجميع أن الضفة الغربية تنزف دماءً منذ سيف القدس ضعف الدماء التي أريقت من غزة، حتى لا يقول البعض الضفة نايمة, بل الضفة أرهقت واستنزفت خيرة شبابها في سبيل الله. الشهيد خضر عدنان يحمل الرقم 105 بعدد الشهداء منذ بداية العام، اللهم إنك ترى حالنا لا يخفى عليك وترى عجزنا وضعفنا ظاهر بين يديك، اللهم إنا مغلوبون فانتصر.

بقلم: ضياء أبو سمرة

 

أضف تعليقك هنا