مقال بعنوان التعليم الالكتروني

بقلم: رجاء صلاح صندوقه

باحثة بدرجة الدكتوراة، قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، الجامعة الإسلامية – غزة، فلسطين

يشهد عالمُنا المُعاصرُ تحدياتٍ عديدةٍ في مجالات الحياة المُتنوعة؛ كالمجالات: الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والصحية، والتربوية والتكنولوجية. حيثُ تنعكس هذه التحديات بدورها على المجال التعليمي، بالإضافة إلى التغييرات المُتسارعة التي طرأت على جوانب الحياة المُختلفة مما حفز الأجهزة التعليمية على مُختلف مُستوياتها استخدام وسائل تقنية تربوية حديثة؛ وذلك من أجل تسهيل العملية التعليمية والتعلمية في جميع مراحلها. ونتيجة لهذه التغيُرات السريعة والتي أدت إلى ظُهُور أنماط تعليمية حديثة، وأصبح من الضروري إيجاد الأساليب والنماذج الجديدة “كالتعليم الإلكتروني”، و”التعليم عن بُعد” بهدف مُساعدة المُتعلم على التعلم في المكان والوقت الذي يُناسبُه، وذلك دون إلزام المُتعلم بالحُضُور إلى الحُجُرات الدراسية. وفي الوقت الذي أصبح استخدام التقنيات الحديثة سمة من سمات العصر الحديث، واهتمامات الجيل المُعاصر الذي يكاد لا يستغني عنها في أوقاته كافة أثناء العمل، أو في وقت الراحة والاستحمام، ولكن التطور المعرفي الهائل الذي شهدته الألفية يُساعد بشكل كبير في إحداث تطورات عظيمة في المُجتمعات  وفي الميادين المُتنوعة، ولاسيما أن الميدان التعليمي من أبرز الميادين تأثراً بهذه التطورات الهائلة، والانفجارات المعرفية والتي تتمثل في المؤسسات التعليمية.

أهداف التعليم الإلكتروني (آل عامر، 2012م، ص52):

  1. زيادة كفاءة كل من المُؤسسات التعليمية والطلبة.
  2. تحقيق رضا المُستفيدين من الخدمة التعليمية.
  3. توسيع الرقعة الجغرافية للمؤسسات التعليمية.
  4. يُوفر تعليمًا قادرًا على المُنافسة.
  5. تقديم الخدمات المُساندة في العملية التعليمية على البوابات الإلكترونية.

عناصر التعليم الإلكتروني (محمود، 2008م، ص99-100):

  1. المُحتوى: هو المادة التي تُعدُّ بشكلٍ إلكترونيٍّ، وهو من أهم عناصر التعليم الإلكتروني، حيثُ يُعدُّ المُحتوى التعليمي من خلال التقنيات والبرمجيات الخاصة، ويتكون المحتوى الإلكتروني –أيضًا- من أقلام ونُصًوص وفيديو وصورة وآليات تفاعلية مُتعددة.
  2. الوسيط: وهو يُمثل الوسيلة الاتصالية بين عناصر العميلة التعليمية سواء كانت الإنترنت، أو شبكات البيانات أو أيَّة وسيلة اتصال إلكترونية؛ بحيثُ يُمكن من خلالها التفاعل بين المُعلم والمُتعلم والمُحتوى، فينبغي أن يتميز الوسيط بقدرته على ربط المُعلم والمُتعلم معاً في جلسات الحوار.
  3. المُعلم الإلكتروني: هو الذي يتفاعل مع المُتعلم الإلكتروني، ويتولى أعباء التوجيه والإشراف على المُتعلمين بهدف تحسين سير العملية التعليمية، وقد يكون المُعلم الإلكتروني داخل المُؤسسة التعليمية أو خارجها (في بيته)، وغالباً لا يرتبط هذا المُعلم بوقت مُحدد للعمل، وإنما يكون تعامله بالمُؤسسة التعليمية بعدد المُقررات التي يُشرف عليها، وأيضاً عدد الطُلاب المُسجلين لديه.
  4. المُتعلم الإلكتروني: هو الطالب الذي يستخدم الوسائط الإلكترونية المُتعددة، ونُظم التعليم الإلكتروني، ويحضر الدُروس والامتحانات ويتفاعل مع المُعلم وزُملائه الطلبة في البيئة التعليمية.
  5. بيئة التعلم الإلكتروني: هي الحزم البرمجية التي طُورت لتقوم بإدارة العمليات المُختلفة للتعلم الإلكتروني، كما يتم من خلال بيئة التعلم الإلكتروني تقديم المواد العلمية ومُتابعة الطلبة والواجبات.
  6. مُدير النظام: وهو الشخص التقني الذي يُدير النظام، ويعمل على التحكم بموارده، ويُدَّبر الجلسات، ويعمل على تحديث المُحتويات وضمان استمرارية اتصال عناصر العميلة التعليمية معاً.

استراتيجيات التعليم الالكتروني (الشرقاوي،2005، ص58):

لإلقاء الإلكتروني: ويتم ذلك بمُصاحبة بعض المواد التعليمية من خلال موقع الباحث الإلكتروني بالعرض المُتزامن، وغير المُتزامن بجانب قاعات التدريس التقليدية، لعرض مُحتوى ومهارات  التعليم والتعلم  الإلكتروني.

  1. استراتيجية الوسائط المُتعددة والفائقة: يُمكن استخدام المفاهيم والمهارات الإلكترونية وتنميتها وعرض المُحتوى التعليمي من خلالها بدلاً من الطُرق التقليدية المُملة.
  2. البيان العملي الإلكتروني: ويُمكن استخدام البيان العملي في أداء المهارات أمام الطلبة بعد إعداد خطواتها إلكترونياً على وسائط إلكترونية؛ لتأكيد المعلومة العلمية بعرض خُطُوات التنفيذ.
  3. التجريب العملي أو الإلكتروني: ويُمكن استخدام هذه الاستراتيجية لإتاحة الفرصة للطلبة للتجريب بأنفُسهم في أداء المهارات مع توفير التغذية الراجعة.
  4. التعليم التعاوني: وتُستخدم هذه الاستراتيجية  لتبادل المعلومات الإلكترونية بين الطلبة من خلال الوسائط والمواقع الإلكترونية.
  5. التدريب الإلكتروني: يُستخدم لتدريب الطلبة على إتقان مفاهيم ومهارات التعلم الإلكترونية‘ وذلك لتكون وسيلةً مُساعدةً يدعمها التجريب العلمي ، حيث يجرب الطلبة بأنفسهم.
  6. التعلم الذاتي والتعلم الفردي: وهو تعلم يقُوم به المُتعلم وفق قُدُراته واستعداداته الخاصة، وبسرعته الذاتية؛ لتحقيق أهدافه دون تدخُل مُباشر من المُعلم.

وتضيف الباحثة لما سبق:

يُعدُّ التعليم الإلكتروني تحولاً جذرياً من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بُعُد المبني على استخدام الحاسوب؛ فهو يحفز المعلم على التحول من مصدر للمعلومات إلى المُيسر والمسهل للعملية التعليمية التعلمية، كما يقوم التعليم الإلكتروني على تعزيز فكرة تكافؤ الفُرص التعليمية بين جميع المُعلمين دون التفرقة بين الجنس أو العرق أو اللون أو النوع أو اللغة. ويحقق –أيضًا- الوُصول إلى الطلبة البعيدين جُغرافياً، أو الذين يعيشون في مناطق نائية فلا تمكنهم ظروفهم من السفر أو الانتقال إلى الحرم الجامعي التقليدي. كما يسمح للطلبة ذوي الإعاقة جسدياً الحُصُول على فُرص تعليمية مُناسبة لهم وهم في أماكنهم؛ بذلك فإن التعليم الإلكتروني يأخذ بتوجيه التعليم التفاعلي المُتمركز حول المُتعلم.

المراجع:

  • الشرقاوي، جمال. (2005). “تنمية مفاهيم التعليم والتعلم الإلكتروني ومهاراته لدى طلاب كلية بسلطنة عمان”، مجلة كلية التربية، ع(58)، ص2-25.
  • آل عامر، حنان. (2012). “متطلبات تطبيق التعليم الإلكتروني”، مجلة القراءة والمعرفة، مصر، ع(1)، ص1-25.
  • محمود، شوقي. (2008). تقنيات وتكنولوجيا التعليم: معايير توظيف مستحدثات التكنولوجية وتطوير المناهج، القاهرة: المجموعة العربية للتدريب والنشر.

بقلم: رجاء صلاح صندوقه

 

أضف تعليقك هنا