من متاهاتِ الحياة…إلى سُبلِ الخير

بقلم: آيه نائل أحمد علاّن العويسات

نبدأ حياتنا مثل أيّ طفل في هذا العالم، لا ندري إلى أين ستتجهُ، ومتى ستنتهي. فإنّ المتاهة – الحياة – صعبة ومرهقة للغاية، لكن يجب علينا أن لا نفقد الأمل. فقال الشاعر السري الرفاء في مطلع قصيدته (أفق من سكرة الأمل المحال):

أَفِقْ من سَكرةِ الأمَلِ المُحالِ ومِن ديباجةِ العَرَضِ المُزالِ
ولا تَجزَعْ لِمَيلِ الدهرِ إني أُؤمِّلُ أن يعودَ إلى اعتدالِ

الاختيار في وجه المصير

فعلى طولِ الطريق، نجد أنفسنا أمام مصيرين: إما أن نعيش حياةﹰ تملأها السّلبية والتّشاؤم، أو أن نشُقﹶ طريقنا عبر الظّروف الصّعبة لنجد سبلﹶ الخيرِ والنّجاحِ.

ولا شك في أنّ عقلنا سيقلِعُ نحوالخيارالثّاني، وعلى مدار السّنوات الماضية، لا بدّ أنّك وجدت نفسكﹶ في عددٕ من المتاهاتِ المختلفة، فالمستقبل غامش و الحياة دعائمها في طريقها إلى الانهيار، مما يجعلنا ننزلق في حالةٍ من اليأسِ و الإحباطِ، وعدم اليقينِ في أهدافنا… ولكنْ بمساعدةِ الإرشادات الجيدة والتحفيزات بعضها بالضغط على النّفس، تنجحُ في الوصول إلى النهاية المرجوةِ.

زهور الخير تتفتَحُ في أوجهِ البشر

تفتح زهور الخير في أوجه البشر، معبّرةً عن جوانب مشرقة من انسانيتنا. فنحن نعرف أن الخير هو العمل الذي يعمل فيه الإنسان على سد حاجة أخيه، سواء كانت هذه الحاجة مادية، معنوية، أو أدبية. وتأتي زهور الخير هنا كما تأتي زهور الربيع، فتزين المكان بإبداع وجمال.

إذن، لماذا تقول الزهور؟ لأن الزهرة هي جزء من جسد النبات المزهر، ويأتي الزهر عبر عملية دقيقة ومعقدة. فِي الخير، أيضاً نجد أن هناك معايير وضبط لكي يكون ناجحًا…

وإن استطعت أن تخنتم بذكاء تلك المعايير، فستنمو بأفضل صورها. وما أروع أن تشعر باستمرارية تلك العطاء، الخير الذي تقدمه مجدًا من خلال كل كلمة تنطقها أو كل عملا يقوم به. ربما يكون الخير هو ماء النمو الذى ينبت زهرة الجمال. فالجمال والخير يتفتحان معاً…

دور زهور الخير في إشعالِ الأمل

وتذكردائماﹰ أنّ زهور الخير تُشعل الأمل وتجددُهُ و تفتحﹶ أبواب التّوافق من جديد; من أجل قيادتنا إلى ممرات وأزقةٍ لا نعرفُ فيها المستحيل… فهو يُشبه أشعة الشّمس التي تضعف باستمرار… لتصل إلى ظلمات العالم، ولتدخل إلى قلوب النّاس وتغيرُ نسمات الحياة، وفي كل مكان يحدث شيء فريد أخرَمعك، كن متفائلاً… فحظوظ الخير لن تتوقف أبدًا, فعليكَ أن تواظِب على عملِ الخيرِ; لأنّ هذا ما أوصنا به الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). “سورة الحج, آيه:77”.

دع نور الخير يرشدكَ أثناء المتاهة

ففكر في الخيرِعلى أنّه رجل في متاهةٍ, يائس, يشكُ في قدرته على الخروج، و فجأة يصمدُ على جانب جبلٍ عالٍ وهو في حالة يُرثى لها ويحمل في يديه ورقة رقيقة، مغطاة بالوان الحياة… تشعُ نوراﹰ, رغم أنّها اتسخت أثناء محاولاتٍ متكررةٍ طغى على غالبيتها الفشل وهو يحاولُ الوصولﹶ إلى القمةِ. فقد استوقفتني بعض الكلمات, فقلت:

تَشبثْ بنورِأعمالك في زحامِ الدّنيا وما فيها…
لتنيرَقبركَ في يومٍ لا ينفع مالࣱ ولا بنون…

الخير يتطلب الجد والعمل الشّاق

لذا إنّ الخير شيء مهم جداً في هذا العالم، ويجب على الجميع أنْ يسعوا جاهدينﹶ لتحقيقه… فالخير يتطلب الجدّ، العطاء، الصّرامة، والعمل الشاق. ولذلك، على مر الزّمان والتّحديات، فحين يختار الإنسان الطريق المعبد بالخير، ينطلق إلى برالأمان ويترك خلفه كل ما هو سيء وكئيب. وعند اوقات الركود، يصل إلى أفاق الأمل، ويتغلّب على العالم الذي يواجهها. فابدأ بالمحاولة إلى أن تطلّ العطف، لتبقى على جانب العدالة.

فالآن تلك الرحلة الخيرية قد تحولت إلى بوابة أساسيّة على درب الحياة، كم من الأصدقاء الذين يتحرّون في ارجاء الأراضي، وكم من المواقف الجُميلة التي يفتكرها؟

الخير هو الشيء الذي يبقى

فالخير هو الشيء الذي يبقى دائمًا عند الشخص الذي يريد المزيد من التّحديات. والمفتاح هو الشخص الذي يبحث دائمًا عن طرق تذهب به إلى الأمام، وتقود حياته من الجهات الثلاثة، الماضي والحاضر والمستقبل، والعيش بحب وصدق ورحمة وعطف، وهذا هو ما يبحث عنه الكل في خط الحياة.

فالحياة قد تكون متاهة معقدة وصعبة، لكنها تستحقُ المجاهدة من أجلِ الخير واللحظات الجميلة التي تترتب على ذلك. فأتمنى لك أيّها القارىء رحلةٍ مليئة بالخير والإيمان، إلى أن تخرج من متاهتك وتعبر بسلامٍ إلى أفقِ الجمالِ والابداع. السبب: لأنني أريد المشاركة بمسابقة أدبية بهذا المقال ومن شروط المسابقة أن المقال المشارك يجب أن لا يكون تم نشره سابقا في أي موقع

بقلم: آيه نائل أحمد علاّن العويسات

 

أضف تعليقك هنا