الأقسام رأي

مأساة النازحين، صراع مع الموت البطيء

مع تواصل العمليات العسكرية في الموصل و دخولها مرحلة من التعقيد و فقدان الامل بتحقيق اهدافها لانعدام التكتيك الناجع للقيادات العسكرية و الذي قابلها نزوح آلاف العوائل من محور الصراع ، مما أثر سلباً على الحالة المأساوية التي تعيش في ظلها العوائل الموصلية التي وجدت في النزوح صوب الصحراء الجرداء الحل الامثل للخلاص من ويلات ذلك الصراع الدموي وسط غياب الدعم الحكومي لهم سواء بالغذاء و الماء و الدواء في ظل صمت السيستاني المخزي و المشين بالمقارنة مع ما تملكه تلك المرجعية الكهنوتية من اموال طائلة اتخمت البنوك العالمية و العربية.

ومع ذلك الترف الذي ينعم به السيستاني إلا أن ذلك لم يحرك ضميره تجاه ما يمرُّ به اهلنا النازحين و المهجرين وهذا مما يؤسف له حيث قدموا التنازلات في بلاد الغربة وتحت وطأة الظروف الصعبة التي اجبرتهم على ترك دينهم و معتقداتهم مقابل لقمة العيش و السكن بسبب فساد ذئاب السلطة و وحشية مليشيات السيستاني المتعطشة لسفك الدماء و انتهاك حقوق الانسان التي اقرتها المواثيق و المعاهدات الدولية ، فهاهم النازحون يعانون الأمرين وسط الصحراء القاحلة هرباً من بشط مرتزقة داعش الارهابي التكفيري أو طائفية مليشيات الحشد السلطوي.

في ظل الظروف القاهرة التي تتجرع مرارتها تلك الشريحة المغلوبة على امرها وعلى مرأى و مسمع السيستاني و حكومة العبادي الفاسدة التي بددت ملايين الدولارات على مهاتراتها السياسية الانتهازية و نزواتها الشيطانية فكانت معاناة و مأساة النازحين ثمناً لتلك المهاترات و الادارة الفاشلة للملف العراقي وعلى مدار اكثر من ثلاثة عشر سنة ، فرغم تبدل الوجوه السياسية الفاسدة إلا أن ذلك لم يغير شيئاً في خارطة العراق وعلى مختلف الاصعدة و الميادين بل أن الحال يسير يوماً بعد يوم من سيء إلى اسوء و السبب الاساس في الوضع المزري للعراقيين هو بسبب مرجعية السيستاني التي تمسك بالملف السياسي بقبضة من حديد رغم فشلها الذريع في ادارة ذلك الملف بالشكل الذي يلبي طموحات العراقيين بحياة كريمة و بلد ينعم بالأمن و الامان.

مقالات متعلقة بالموضوع

فهذه الانطباعات السيئة لتلك المرجعية الكهنوتية تعطينا الصورة الواضحة عن الاسباب التي دعت المرجع الصرخي الحسني من وصفه السيستاني بالمرجعية حاضنة الاساس للفساد السياسي و المليشيات الطائفية و داعش الارهابية وقد صدق الصرخي في ذلك الوصف الدقيق و المتجسد قولاً و فعلاً بالسيستاني إذا يقول الصرخي : (( يقتل الان الابرياء كما ترتكب الجرائم في المحافظات الغربية والشرقية والجنوبية بأسم السيستاني ، قتلنا في كربلاء وسبايكر والصقلاوية ، قتل شبابنا بفتوى السيستاني ، هجرنا باسمه ومرجعيته ، هدمت بيوتنا سجنا نهب وطننا بأسم السيستاني ، تشكلت المليشيات المجرمة تحت فتوى السيستاني فلا مناص وخلاص من الفتن مضلاتها ومؤججيها الا برفض السيستاني ووكلائه وطردهم من ارض العراق وتجريدهم مما سيطروا عليهم في العراق )).

فهذه جرائم مليشيات السيستاني بحق النازحين و المهجرين الذين عانوا ما عانوا من وحشية و بشاعة جرائم و انتهاكات تلك المليشيات الارهابية ، فيا عراقيون هل يوجد مبرر واحد يدعو لضرورة وجود السيستاني في العراق ؟ فإلى متى نبقى ننعق خلف السيستاني حتى صنعنا بأيدينا منه البطل الهمام وهو لا صوت ، لا صورة ؟ .

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:
مواضيع العراق

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ