يدور المقال الذي بين يديك عزيزي القارئ، حولَ آداب الحديث، وسوف نستهلّه ببيان أغراض الحديث. ثم سنتناول آدب المحادثةِ المستمدَّة من القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، آملين أن تلزمَ نفسك بهذه الآدابِ، وتحثَّ إخوانك على الالتزام بها.
يتحادث الناس لتحقيق أغراض متعددة بعضها ما يرضى عنها الإسلام ويحث عليها، كأن يتحادث الناس لقضاء حوائجهم وتبادل المعلومات ونشر الأفكار، وشد أزر بعضهم بعضاً، وبعض الناس يجعل من الدعوة إلى الله والحثِّ على مكارم الأخلاق والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر محوراً لحديثه. لكن البعض الآخَرَ يصرف وقته في اللغو واللهو والتضليل، وهذا ينكره الإسلام وينهى عنه.
إنّ الكلام الطيب يحفظ مودة الأصدقاء ويمنع كيد الشيطان، كما أن حسن الحديث يطفئ الخصومة ويوقف الشر، فقد قال تعالى : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
إنَّ المُسلمَ يبادر من يلقاه من إخوانه وأصدقائه بالتحية، وهذا يشعرهم بالأمن، وينشر المودة والألفة بينهم، ونحن المسلمين، نحرص على كل ما يُولَّف بين القلوب.
ومن يسمع منّا التحية يردها بمثلها أو بأحسنَ منها، امتثالاً لقوله تعالى : (وإذا حُيِّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).
يجدر بالمسلم أن يكون ليِّناً في حديثه، بعيداً عن الخشونة والفظاظة، فحين أرسل الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعونَ أمرهما بأن يخاطباه باللين، قال تعالى : (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى).
والمسلم حَسَنُ الإصغاء إلى مُحَدِّثهِ، لا يقاطعه في الحديث، بل يُظهر له الاحترام، ويتركه يتابع حديثَه حتى ينهيه.
يحرص المسلم في حديثه على خفض الصوت، وعد رفعه فوق الحاجة، لأن رفع الصوت يؤذي السامع، وهو ليس دليلاً على قوة الحجة، فقد قال الله تعالى على لسان لقمانَ الحكيمِ في وصيته لابنه : (واقصِد في مشيكَ واغضُض من صوتِك إن أنكَر الأصواتِ لصوت الحَمير).
إن البذاءة والفحش والخوض في الباطل، هي من آفات اللسان، والمؤمن يصون نفسه عن الانزلاق إليها، ويحرص على تجنبها.
والمسلم لا يغتاب إخوانه المؤمنين، ولا يسعى بالوشاية بين الناس، فقد قال الله تعالى:
( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).
فالمسلم لا ينافق ولا يكذب في حديثه، ولا يبالغ في المدح، بل عليه تحرِّي الصدقِ في القول والعمل.
وأما المزاح فلا بأسَ به، إن كان المازح لا يقول إلا صدقاً، ولا يقلل من قيمة الآخرين، أو يسخر منهم، أو يترفع عليهم، فقد مازح رسولُ الله، وكان لا يقول إلا صدقاً.
وأما المزاح الذي يضيع الهيبة، ويخدش الحياء، ويعبث بالناس، ويحطّ من كرامتهم فقد نهى عنه الإسلام وأنكره. لأنه يورث الخصومة والعداوة بين الناس.
فيديو المقال
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد