الأقسام رأي

أيها المسلمون استيقظوا و واجهوا الفكر بالفكر

من نعم الله تعالى على الانسانية جمعاء أن جعل طريق الصراط المستقيم واضح كوضوح الشمس عبر قنوات العلم والعلماء الصالحين سفينة النجاة في عهود الجهل و الانحراف ، و الواجهة المشرقة للمجتمع ، و القيادة الناجعة بوجه كل شائبة تريد النيل من الامة و حالها في تشرذم فلا تميز بين الناقة و الجمل وهذا ما يقع على عاتق العلماء العاملين عندما تواجه الامة الفتن و دعاتها الضالين الذين سخروا كل الامكانيات الفكرية و المادية لأجل بث سموم فكرهم في المجتمع ، و على حين غرة من المسلمين استطاعوا تحقيق ما يصبون إليه فأحدثوا هوةً كبيرة بين صفوفهم ، فكفروا هذا و الحدوا ذاك و الكل خارج عن الملة بنظرهم ولا مجال لطرق ابواب الحوار معهم لان اصحاب الفكر المتهالك لا يفقهون غير لغة السلاح و منطق القوة و لا يفقهون المجادلة بالحسنى و كأن البقية لا يمتلكون العقل و مارقة من الدين ولا ينفع معهم سوى جعجعة السيوف حتى يعودا إلى رشدهم ما هذا المنهج السقيم و الفكر العقيم ؟

وما نرى داعش و خلفائهم و مراجعهم إلا اوضح مصداق لما اسلفناه من الرؤية المتدنية لأهل البدع و الضلال و الفكر المتعطش للدماء فهاهم يتبجحون بقتل الابرياء و المستضعفين وتحت حجج واهية فيتلذذون بقطع الرقاب و تلك سنة سيئة ابتدعها الامويون عندما قطعوا رأس الجعد بن درهم المخالف لكل ما يعتقدون به من بدع و انحراف ، من هنا استوحى داعش سُنة قطع الرقاب و اليوم وهو وبكل وقاحة و تجلد يعلن ارتكابه جريمة بشعة يندى لها جبين الانسانية و يذبح الشيخ الصوفي الوقور العابد الزاهد المؤمن أبا حراز في جريمة تقشعر لها الابدان و الذريعة أنه مشرك ملحد مشرك ! انتبهوا يا منصفين هذا الشيخ مسلم فيا ترى هل ذبح رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) اليهود و النصارى ؟

فكيف بالله عليكم يا مسلمين يُذبح الصوفي المسلم ؟ إنها لعمري جريمة نكراء اقشعرت لها الابدان و اثارت مشاعر المسلمين و هزت ضمير الامة ، فاستنكرها جملة و تفصيلاً المرجع الصرخي الحسني وفي تعزيته بحق شيخنا الوقور ابا حراز في كلمات خيمت عليها اجواء الحزن و الاسى لما تتعرض له المذاهب الاسلامية كافة من ابادة جماعية على يد زمر داعش فقال المرجع الصرخي : (( وعلى العادة والمنهج الاصيل في الكذب والافتراء والتكفير والذبح وقطع الرقاب فقد ادعى تنظيم داعش الرهابي الدولة المارقة انه ذبح أبا حراز بحد السيف وقطع رقبته بدعوى انه كاهن ساحر دجال ينشر الشرك بالله!! فاي جريمة وقبح وبدعة خطيرة في قتل الاولياء الصالحين الزهاد )).مقتبس من المحاضرة (3) من بحث ( وقفات مع التوحيد الجسمي التيمي الاسطوري ) في 25/11/2016 .

مقالات متعلقة بالموضوع

فهل من العدل و الانصاف قتل العلماء الصالحين و تغيب المفكرين الزهاد و ذبح الابرياء و المستضعفين بحجج واهية لا تمت للحقيقة بأي صلة ولكنها ضريبة قول الحق و الدعوة بالحسنى ، فيا مسلمون الخطر يداهمكم فمتى تخرجون من سباتكم و تواجهون الفكر بالفكر .

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ