لاحظت من تعليقات الناس على الفيس بوك عن الحادث الإرهابي في الكنيسة البطرسية في العباسية أن كثيرين لا يعرفون شيئا عن الكنائس وطقوس الصلوات وما شابه، وهذا ناتج عن الهجوم الأصولي على الثقافة المصرية منذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين والذي كان يستهدف تكريس الفصل بين المصريين حيث أخذ شيوخ الأصولية ينادون بعدم التعامل مع المسيحيين ولا نأكل أكلهم ولا نشرب شربهم حتى وصل الأمر في أوائل التسعينيات بالدكتور عمر عبدالكافي (عرّاب حجاب الممثلات) لإصدار فتوى بعدم تهنئة المسيحيين في أعيادهم وبلغ من فجاجة هذه الفتوى أن أجبرته الدولة على التراجع عنها (ظاهريا بالطبع) واصطحبه وزير الأوقاف وقتها – الدكتور محمد علي محجوب – إلى الكتدرائية لتهنئة البابا شنودة بالعيد وهو صاغر، وبعدها بدأ التقييد عليه حتى غادر البلاد بدون رجعة. ولا ننسي مقولة المحامي الإخوانجي الأريب الدكتور محمد سليم العوا عن الأسلحة المكدسة داخل الكنائس، وهي المقولة التي ثبت كذبها عندما أحرق الإخوان حوالي ٧٠ كنيسة بعد فض اعتصامهم في رابعة.
وينتشر بين المسلمين المصريين خزعبلات كثيرة عما يجري داخل الكنائس أثناء الصلوات وخيالات كثيرة عن ليلة رأس السنة وأمور أخرى خرافية يمنعني الحياء من ذكرها.
ومن هنا كان التشكيك المستمر في تفاصيل العملية الإرهابية لأن الكثيرين لا يعرفون شيئا فعلا عن الكنائس وفي أحسن الأحوال يقيسون على ما يحدث في المساجد حيث تكون النساء في موقع منفصل تماما عن الرجال بحيث لا يلتقون إلا في الشارع ولا يعرفون أنه في الكنائس القبطية يجلس الجميع في قاعة واحدة بحيث تكون النساء على يسار المذبح ويجلس الرجال على اليمين، والأمور بسيطة بحيث يمكن – بعد الصلاة – أن يتوجه أحد الرجال ناحية النساء ليقول شيئا لزوجته مثلا وكذلك يمكن أن يجلس الرجال خلف النساء إذا كان المكان مزدحما.
ويعتقد الكثيرون أن المسلمين ممنوعون من دخول الكنائس في حين أن هذا التدقيق لا يحدث إلا في الأعياد ولأسباب أمنية فقط وأنا شخصيا حضرت كثير من الأكاليل والجنازات في الكنائس ولم يسألني أحد عن هويتي.
وبسبب وجود حراسة حول الكنائس – وهي الحراسة التي تم فرضها بسبب تصرفات الإرهابيين – يتصور الكثيرون أن الدخول للكنيسة يخضع لتفتيش دقيق مثل دخول المطار. في حين أن الأمن داخل الكنيسة حقيقة شبيه بالشرطة المدرسية حيث يتكون من فريق الكشافة المكونة من شباب الكنيسة، وأن دور رجال الشرطة يكون في حفظ النظام خارج الكنيسة ولا يتعاملون مع الداخلين إليها إلا إذا طلب منهم أمن الكنيسة. بالإضافة لأن دخول الكنائس هو مثل دخول المساجد حيث لا أحد يمنع أحدا من دخول دار عبادة.
وأخيرا لا يفوتني أن أنوه أن بعض المسيحيين أيضا متشددين ولا يحبون الاختلاط بالمسلمين لأن التطرف والتعصب موجود في كل مكان.
برغم فظاعة الحادث إلا أنني أتمنى أن يكون من نتائجه تغيير كثير من الأفكار لأننا جميعا مصريون فقط.
#تحيا_مصر
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد