بات العراق بعد سقوط نظام صدام حسين ملجئا للوحوش الضارية، لم يكن صدام عادلا بذاك الكم الذي يجعلنا نمتدحه ونقدسه، لكن جميعا سنعترف بذاك الندم الذي يتغلغل في نفوس كل عراقي أبي، ما إن يحل الليل حتى تبدأ تلك الذكريات تؤرقنا، سنتذكر بغداد كيف كانت عامرة وتعج منها رائحة الزهور بل إن بغداد هي زهرة بذاتها.
سنعترف بأن طغيانا كان ومقابرا جماعية كانت ، سنعترف بأن من أعترض كان قد لاقى حتفه ، من أستنكر كان قد تم نفيه ، ولكن تلك الفئة المسالمة التي كانت تعيش لتخدم بلدها، لتطور ذاتها، لتترك للأجيال ماتفخر به، نعم ، تلك الفئة كانت تحيا بسلام تام .
لم يكن صدام حسين ليقتل سائرا في الطرقات ولا ليسبي سيدة تبتاع في وسط السوق ،، كان سينفي اؤلئك الذي يقولون له ” لا “.
بعد سقوط نظام صدام حسين صرنا نسير في الطرقات ونعلم بأن موتا ينتظرنا ، لم نكن لنقول لا أبدا ولكن في دواخلنا الف لا تقال ،، ألف لا تقال لهذا الزمان الذي جعل العراق مداسا للمجرمين، بات العراق في أيدي حكومة أشبه بالعصابات، تلك العصابات التي تتسيد أفلام المافيا، عصابات قسمت تركة العراق وما يملك فيما بينها حتى بات أبناء العراق سائلين في الطرقات ، ستسير في طرقات بغداد لتجد في كل تقاطع عشرة متسولين فأكثر
عندما يحل الدجى وتتراكم الغيوم في أفق السماء سترفع الأيادي الى الله بنفوس قائلة ” يا إلهي رفقا بنا “، لقد ذاق أبناء العراق الأمرين ، عانوا ماعانوا على مر الازمان ، كان ابناء العراق ولا زالوا يقتلون بذنب وبغير ذنب، تلك الحروب اللعينة التي تحيط بنا من كل جانب لم تترك فينا ذرة للسلام الداخلي.
لعل ابناء بلدي وصلوا مرحلة متقدمة من اليأس فاصبحوا يتعلقون بابسط بصيص امل يتعثرون به في طرقاتهم المغبرة ، غدونا كغريق يتخذ من قشة سبب لمنجاته .
لم يكن صدام عادلا كفاية ليحبه الجميع ولم يكن ظالما كفاية ليبغضه الجميع. كان قاهرا قاتلا لمعتنقي الرفض وال “لا” ،، كان مشجعا للأجيال ، كان ماحيا للأمية ، كان سائرا بالعراق نحو غد افضل، كان للشباب أمل وطموح يفيض من أعينهم ،بات للشباب يأسا وقهرا كسر من مجاديفهم .
لسنا اليوم في صدد الندم فليس الندم حلا لأزمتنا ولكن نحن بصدد ذكر ما حل بالعراق وما آل إليه حالنا، فتلك الحسرات على عراق شامخ باتت تخنق سكانه ، صار الحزن ملازما لديارنا والبكاء والنواح عادة لنا.
في الختام لسنا بحاجة لصدام قاهر ولكن نحن بحاجة لصدام يحتضن الشعب ، يكن للشعب عونا لا جلادا، يبني لنا الجنان لا يجتهد في تلك المقابر الجماعية.
فيديو المقال
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد