إنَّ مَنْ يتابعُ الواقعَ ، و ما يحدثُ في مصرَ في الفترةِ الأخيرة و خاصةً على شاشاتِ القنواتِ الفضائيةِ الخاصةِ ليجدُ هجمةً شرسةً –لا أشكُّ في أنَّها منظمةً- على ثوابتِ الدينِ و على السنةِ النبويةِ المُشَرَفةِ و على الأخلاقِ و القيمِ الإسلاميةِ الحميدةِ ، و بطريقةٍ تبدو تلقائيةً و عفويةً في الوهلةِ الأولى ، و بالنظرةِ العجلاءِ غيرِ المتأنيةِ .
إلا أنَّ النظرةَ الأولى حمقاءُ دائمًا ، و كذلك النظرةُ الجزئيةُ تعطي نتائجَ مشوهةً غيرَ حقيقيةٍ و لا واقعيةٍ و لا متكاملةٍ .
فلابدَّ منْ فهمِ الواقعِ فهمًا حقيقيًا و عميقًا و ذلك منْ خلالِ نظرةٍ شموليةٍ متأنيةٍ فاحصةٍ ، تجمعُ كُلَّ الجزئياتِ ، و تؤلفُ بينها ، لتتكونَ في النهايةِ صورةٌ كاملةٌ واضحةٌ مكتملةُ الأركانِ و الجوانبِ واضحةُ المعالمِ ، تعكسُ الواقعَ كما هو فيستطيعُ الناظرُ إليها رؤيةَ كُلِّ ما يحدثُ واضحًا جليًا .
فلا يمكنُ بحالٍ النظرُ إلى تلك الهجمةِ الشرسةِ على التراثِ الإسلامي منْ قِبَلِ أشخاصٍ يبدو للناظرٍ نظرةًسطحيةً حمقاءَ ألا علاقةَ لأحدهم بالآخرِ ، و لكن لابدَّ منْ النظرِ في إطارِ أنَّ كلَّ جزئيةٍ منْ تلكَ الجزئياتِ تكملُ الأخرى ، و أنَّ لكلٍّ دورٌ يلعبُه و يؤديه بعيدًا عنْ الآخرِ ، إلا أنَّهم بلا شكٍ يتكاملون فيما بينهم قصدوا أو لم يقصدوا ، ليرسموا في الأخيرِ الصورةَ الكاملةَ للواقعِ المرادِ خلقة .
الهجمةُ الشرسةُ منْ أشخاصٍ شتى ، ذوي تخصصاتٍ متنوعةٍ و منطلقاتٍ مختلفةٍ على السنةِ النبويةِ الشريفةِسالكين لذلك سبيلَ الهجومِ على “صحيحِ البخاري” ، و التشكيكِ في أحاديثه ، و الإساءةِ إليها بطرقٍ مختلفةٍ، و كلٍّ على حَسْبِ توجهه و انتماءه ، فما بين علماني متطرفٍ إلى أزهريٍ معممٍ إلى طبيبٍ متحذلقٍ و صحفي متغطرسٍ و غيرهم .
فهلْ يعقلُ أنْ يتصادفَ هجومِ أزهريٍ مع صحفيٍ مع طبيبٍ مع أديبٍ مع غيرهم من التخصصاتِ على الهجومِ على “صحيح البخاري” فجأةً و في توقيتٍ واحدٍ مع اختلافِ التوجهاتِ و التصورِ و الوجهةِ ؟!
أيعقلُ أنْ يتصادفَ هجومُ هؤلاءِ الأشخاصِ المتخالفين فيما بينهمو في وقتٍ واحدٍ و بهدفٍ واحد على شيءٍ واحدٍ ؟!
أما في عقلي أنا فلا يعقلُ! ، و لا أظنه يعقلُ في عقلِ عاقلٍ ، و لا يقبلُ بغير ذلك سوى المجانين !
و الذي أُراهُ أنَّ”صحيح البخاري” عند هؤلاءِ المرتزقةِ ليس إلا وسيلةً لا غايةٍ و هو من بابِ المعاملِ الموضوعيِ الذي يُوَصِّلُ إلى الهدفِألا و هو الطعنُ في السنةِ النبويةِ الشريفةِ لهدفٍ آخر سَيَبِينُ فيا بعدُ .
الهجمةُ المتواترةُ الأخرى منْ أشخاصٍ ذوي توجهاتٍ مختلفةٍ أيضًا على “الإيمانِ بالغيبِ” متمثلًا في إنكارِ عذابِ القبرِ و نفيِ وجودِه ، تحت ذرائعَ واهيةٍ و عِلَلٍ عليلةٍ منْ مثلِ : عدمُ ثبوتِ ما يدلُّ عليه ، مع أنَّ القرآنَ نفسَه قد أثبتَه و بطريقةٍ جليةٍ مما يجعلُ المعركةَ مع القرآنِ لا مع السنة ، و يجعلُ التشكيكَ فيه تشكيكٌ في صدقِ القرآن – و لا أقول تكذيبه- .
وهو أمرٌ لا يمكنُ إغفالُه من قَبْلِ ذلك و منْ بعدهِ و هو ما لا ينكرهُ أحدٌ ، من تلك الهجمةِ المسعورةِ على أخلاقيات المجتمعِ المصريِ عامةً و شريحةِ الشبابِ منه خاصةً و ذلك لتدميرِ أخلاقِه و إ فسادِه تحتَ شعارِ الحرياتِ و الثقافةِ الجنسيةِ و الحريةِ الجنسيةِ و حريةِ الإبداع و ما شابهها من الحججِ الداحضةِ و الزائفةِ .
وفي المقالِ القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد