الأقسام قصة

أوراق مهاجرة

جلس “احمد” على كرسيه الذي كان بالقرب من نافذه الغرفه في ليل شتائي طويل ارقت فيه عيناه وهجرها الوسن ذلك المتجر الذي يفرض سيطرته على المساكين الذين يسمون بالبشر، واشتاقت عيناه لمراجعه اوراق الماضي ؛ لتلتهمها سطرا بعد سطر، اخذ “احمد” يرقب حال مدينته بعدما بكت عليها الغيوم حتى المساء ، وهاهي ذي الان تكفكف الدموع بعدما غطت شوارعها بالطين ، وتقيأت “المزاريب” من فرط النسيان.

فالعواصف الحربية تركت وشما على خد هذه المدينه ، وها هو ذا القمر اتى من بين السحب كفتاه خفره يتلألأ محياها بحمره الخجل ، جالت افكار “احمد” وهو يرقب من نافذته العلويه منظرا الفه يوما من الايام وحده مدينه بصمتها البائس ، “اه ايتها المدينه! متى تنتهي احزاننا رايتك يوما موحشه وها اناذا اراك مجددا كذلك يا ايتها المدينه الطيبه اشكوم همي لا ادري ما الذي جرى لي في هذه الليله!؟ فقد لملم قلبية شتات اوراق الماضي المتبعثره هنا ، وهناك صفحات ضائعه منذ زمن غابر ايا ترى هل هذا هو الشوق الى مستقبل مجهول ؟

وياله من مستقبل مهول بقدر هول ماض! بل يكاد يكون اكثر من ذلك وبلا وعي دار شريط ذكريات، وسنوات العجاف في لب “احمد” ، ولربما كان قد تناساها في غمره الامال الضائعه من هول ماقاساه . تململ ذلك الجسد المنهك وعاد “احمد” بخطى مثقله بالهموم الى السرير وعاد ليحدث نفسه “لقد جفاني النوم فقد تاهت معظم احلامي ، بل انني فقدت اماكن الذكريات غيرها الزمن والناس وكل شيء كل شيء تغير فالناس لم يعودوا كما الناس حتى مشاعري اصبحت متشابكه ” يتقلب مره اخرى في فراشه محاولا ايجاد خيط صلح بين عينيه والاحلام فيعود الى لاشيء.

مقالات متعلقة بالموضوع

صرير واصوات باهته رافقت انغام ما تبقى في افواه “المزاريب” هاجس اخر يهجم على صدره اعاده الى صومعه المخيلات ، والذكرى فصاح به: يالك من متغاب ! ففي الماضي البعيد القريب تميزت هي على جدران الفؤاد برغم انها يوما بعد يوم اصبحت من الماضي بل اصبحت المستحيل نفسه كنت كمن رسم لوحه جميله على رمال الشاطئ فاخذت الامواح تطمس ملامحها شيئا فشئا ليبقى منه اثر فقير ان الاستحاله هي الممكن من رؤيتها في الخيال ببقاياه ، حتى انني_ ايضا لا استطيع اداء مراسيم الزياره لامكان للذكريات جرح دام يعتصر الما تتشقق من جديد سيول من الشوق النازف وفي هذه الاثناء غفت عين “احمد” وطارت اوراقه متبعثره بين اجنحه الغيوم وعادت من حيث اتت…

فيديو أوراق مهاجرة

أضف تعليقك هنا
درقاء رعد

??أّعٌلَأّمَيِّهِ أّلَمََّستّقِبِلَ??

شارك
مواضيع قصة

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ