تـنبعث في الأفق إرهاصات “تحدي” بين القيادات الطلابية ، يدفعها لذلك الإنتماء و التمترس خلف توجهات غير ثابتة لا معايير لها ، و يدفع البعض من تلك القيادات مبادئ وقيم أكبر من كل التوجهات و قلما تجد هذا البعض داخل الإتحاد الطلابي في وقتنا هذا ، لترتسم القاعدة الجديدة التي لا علاقة لها بالطلاب ولا علاقة لها بهذا الكيان المفتت اليوم و الذي كان يوما ما يقود الكيانات الطلابية عربيا و اقليمياً على مر أربعة عقود ، لأن هذه النقابة الطلابية يستوجب أن يعمدها الأنقياء إهتماماً بسير الدراسة في جو يسمح للطلاب بالتعبير و للمعلم بادارة العملية و دعماً وبذلاً للجهد و الزمن في سبيل العلم و دفاعاً عن زملائهم لإثراء سير العملية التعليمية ، ولكن هذا الوجب قد تحول إلى معركة فاشلة ، لا ترتبط إلا بصغار العقول الذين حولوا الاتحاد إلى كعكة تمثل مراكز القوى السياسية التي تتقاسم البلد حالياً ، جر هؤلاء المسيسون جميعهم الإتحاد إلى التفتت و التشرذم ، مارسوا الإقصاء و التهميش و العنصرية ، و مارسوا التهديد بالتطهير العرقي بحق الفاعلين من مدن و قبائل بعينها ، وتحولت هذه النقابة الطلابية إلى حلبة صراع ، ومنافسة غير شريفة ، بدلاً من أن تصبح منبراً لجموع الطلاب أمام الجسم التشريعي و أمام كافة السلطات ، لحلحة مشاكل الطلاب في الخارج و الداخل ، و بدلاً من أن تقف إلى جانب أولئك الذين نزحوا من مدنهم وهجروا من بلدهم ، بالضغط على جهات الاختصاص ، لدعم هؤلاء الضحايا معنوياً و مادياً على كافة الصعد ، من أجل توحيد القوى الطلابية لدحر النزيف الذي تعيشه بلدنا على كافة الصعد ، ولممارسة واجبهم اتجاه الذين يتزعمون عليهم ، تحولت هذه الثلة إلى ممارسة العنجهية على الطلاب ، دونما أن تعكس إرادتهم الحقيقية …
ومن دون أي استغراب أصبح هذا الإتحاد الطلابي الجديد الذي لا طلاب في قيادته ، متعدد الرؤوس ، جسم يلهو به أصحاب الأجندات و المجموعات الانتهازية ، همشت هذه المجموعات بكل تلك الممارسات القوى الطلابية الشرعية بعدما تمت القرصنة في خلسة على كيان الإتحاد ومقره السابق و أصبحوا يتلاعبون بكافة القوانين ، كلفوا الخرجين و الموظفين على الجامعات و المعاهد ، يتحلقون في منظر مزري خلف الوزراء و المسؤولين لتسهيل إجرائتهم الشخصية و يموت زملائهم في اسطول طلبة ليبيا الموفدين بالخارج ، لا منح تصرف لهم و لا حوالات تصلهم ، لا تفقه هذه المجموعات التي سطت على هذه النقابة و حولتها إلى حظيرة لبعض المنظمات إلا في ممارسة العهر الأسود الذي طال عمره نصف عقد ، و المزايدة الساقطة التي وشحوا ابريل فيها بالبيانات التافهة ، يزورون الحقائق ينغمسون تلاعباً في تاريخ الرموز يلطمون على خدود سادتهم الذين زايدوا قبلهم و لم يتمكنوا من ادراة مؤسسة واحدة في البلد ، إن التلاعب الذي يجري في هذا الكيان لا يحمل وزره إلا كل عضو منهم ، من بينهم لم يجاهر بالحق و لم يصدح بالحقيقة ، إن هذه الفئة التي ساهمت في تفتيت المؤسسة العريقة المنطلقة من دون هدف اخر إلا دفاعاً عن حقوق الطلاب ، ودعماً لسير العملية التعليمة على ما يرام
و بعكس ما انطلقت لأجله هذه المؤسسة أصبحت هي من تقف بجانب انقسام الجامعات و تشرذمها ، و اصبح قادتها معول شر ينقلون التوقيعات و يطالب بإنقسام المقسم و تفيت المفتت ، كما فتتوا هم الاتحاد و شتتوه ، ووقفوا ضد القرار الشرعي العام و المحلي داخل الجامعات الليبية التي جاهرت في ربوع البلد بنبذهم و رفضهم و بما أن القاعدة أصبحت معلومة و لكل قاعدة شواذ ، لهذا ليس بغريب على أولئك الذين يتطابق بينهم الفكر و التوجه و الخطوات ، الاختلاف في كلمة الرئيس ، فهم شواذ القاعدة المفترضة منذ اليوم الأسود أحدهم مكلف من الذين ذهبوا الى غير رجعة يقارعون الذين جاءت بهم الارادة و المواقف وهم المكلفون بغير حق يتقاتلون على وهم كلمة الرئيس ، لأن كلمة الرئيس هي مربط الفرس ، أمامها تذاب كل القوانين ، و تحت فاعليتها تذاب كل الأمال ، أمامها ببساطة لن يبقى إلا صوت ذلك الرئيس الذي يمارس الفاشية ، يستخدم بتلك العبارات الرقيقة التي فيها يدس السم بالعسل ، يتحدث عن أقاربه المسلحين و عن أولئك الذين تزعموا هنا وهناك ، يحاول بث الرعب في نفوس اللاهثين خلفه من الطلاب الذين لا يعلموا أن أساليب (ارقاق المسالك) لن ترعب أصحاب المبادئ و الثوابت الذي مسهم الفعل قبل القول ، ولازال الله حامي حماهم ، لا يخشون غيره ، و لن يخشوا احد أولئك الذين يتزاحمون على مقعد رئاسة الإتحاد ، ذاك المقعد الذي نهش السوس أقدامه بسبب الذين قرصنوا في غفلة على كيانه غير ابهين بإرادة الطلاب ، هم و الذين يتحلقون حولهم ، بل لن ينتصر في النهاية إلا أولئك الذين ترفعوا عن شتم و السب و القذف ، قاعدتهم الشرعية التي لا تستقوى بمال أو بسلاح ، لا قوة لها إلا القانون ومؤسساته الضبطية المحترمة ، و إن أصحاب المبادئ الذين تحلقوا خلف الانقياء ، أفعالهم الوطنية لن تتغير حتى لو غضبت عليهم البنادق وزمجرت فالويل لها ثم الويل لمن صفق!! ، لانهم أحفاد الرجال ، و من خلفهم الجموع و في جانبهم الرفاق هم أعلنوا التحدي للذين تحدوا بعضهم في الوهم و ضربوا بمبادئهم مثالاً في المروءة لا ينتهي يحث أولئك الذين لا وصف لهم إلا قول الشاعر العربي المفوه: ألا لا يجهلن احد علينا .. فنجهل فوق جهل الجاهلينا!! ، على الانسحاب من المشهد من دون ثرثرة ، في النهاية يبقى هذا السؤال باحثاً عن إجابة
-هل سيبقى هذا الوضع داخل هذا الكيان ؟ وهل سيستمر أغلب الطلاب في سباتهم ! …
فيديو اتحاد طلبة ليبيا …ارهاصات أسرار و خفايا
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد