الحياة هي احدى عجائب ومعجزات الله ، اوجدها سبحانه على كدر ونصب وتعب .
قال تعالى صراحة : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد )
ثم ان الله له سلعةً غالية هي مكافئة لمن آمن واجتهد وصبر وعمل صالحاً ، الا وهي الجنة التي فيها مالا عين رأت ولا اذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .
والرسول اخبرنا ان الانبياء هم اشد الناس بلاءً ثم الامثل فالامثل ، اذن الابتلاء لصفوة الله واحبابه ؛ ربما لأن لهم دعاء حميم وصبرٌ حليم وقلب سليم .
مااريد قوله ان الالم هو اساس الحياة
واللبيب يعلم انه كلما زاد الالم زادت متعة الحياة !!
دعوني اخبركم عن الأم الحامل لحظة لقاء مولودها بعد جهاد المخاض ، كيف تغمر جسد رضيعها بجسمها المجهد بكل سعادة .
و انظروا للفائز بجائزة السباق بعد التدريبات الشاقة والكسور والتمزقات العضلية التي قد تصيبه ؛ كيف يبتسم بهوس رغم وجعه لحظة استلامة ميدالية النجاح .
ولنا في محمدٍ اسوة حسنة فرغم ايلام قومه له اشد الالم ، من تكذيب ومقاطعة وايذاء الا انه تلذذ بالصبر على ذلك
رجاء ان يبعث الله من اصلابهم جيلاً موحداً يؤمن بالله .
انها باختصار لذة تحمّل الالم من اجل بلوغ النجاح .
قال تعالى:
( وإنها لكبيرة الا على الخاشعين )
الصلاة ثقيلة الا على اولئك الذين يجدون في مشقتها متعة الخشوع .
وفاة انفصال فقر مرض خيبة خيانة …
هذه المواقف القاسية تعتبر كالصفعة التي توقظنا من غفلتنا وتخرجنا من منطقة الكمون والراحة الى بداية خط التغيير .
انها كصعقة الكهرباء التي تُعطى لمن توقف قلبه فتنبهه حتى يعود لينبض من جديد ،
هي مؤلمة ولكن تضيء الطريق وتنعش التحدي في نفوسنا .
هي كلحظة النطق بالحكم :
انت طالق؟؟ الدوام لله اصبحت ارملة !
انت مصاب بمرض خطير ؟
نحن محاصرون بالديون ؟
تلك النقطة هي قمة ومركز الألم ، وكل مايأتي بعدها اسهل منها ..
ابك طويلاً لابأس في ذلك، فنحن لسنا صفائح حديدية ولا اسمنتية ، كما ان للدموع اثار صحية مفيدة ؛ كالتخلص من مادة الكورتيزول السامة التي ينتجها الجسم عند الالم والدموع توضّح الرؤية وتجلو البصر والبصيرة ؛
وينتج بعد البكاء مادة الاندروفين والتي تعطي شعورا بالراحة والاسترخاء ؛ كذاك الشعور الذي تناله بعد سجود طويل ممزوج بالبكاء او بعد تمارين رياضية عضلية شاقّة .
وبعد ان اخذت وقتك في استيعاب الصدمة ، حان الان الوقت لاستعادة استقامتك والنهوض من جديد وكانك عائد من الموت .
وصنع احداث صاخبة وسعيدة ومميزة خلف كواليس الكفاح والتجارب .
والانسان اذا حمل في قلبه وعقله حقداً ابطأ سيره واضعف عزمه ، تخلص من السلبيات بحياتك كمشاعر الكُره والرغبة في الإنتقام فما هي إلّا هدرٌ لطاقتك وهرس لحماسك ، استبدلها بالعفو والتسامح والبحث عن المزايا في جسد الحياة الممتليء بالعيوب .
واعلم :
أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله لكَ ،
وإنِ اجتمعوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ ، لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ الله عليكَ ،
رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ ”
[ رواه الترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنَ صَحيحٌ ]
انا ومن احبهم بخير وصحة ، وانا كالسهم يعود للخلف قليلاً قبل الانطلاق نحو الهدف ، واخبر نفسك انه لا بأس في العودة لنقطة الصفر ، فالصفر قيمة عالية لتبدأ بها حياتك من جديد طالما انك اخترت يمين المعادلة ، وهكذا لتستنهض همتك وتستغيث عزمك .
، فكن ممن يبتسم للالم ليقينه بأن الالم مؤقت وسينتهي ، واحرص ان تكون في الجانب المشرق من الحياة بعد نهاية الألم .
اجتهد في وظيفتك او ابحث عن واحدة ، عش هوايتك وافتح مشروعك الخاص وسوق لنفسك بكل الوسائل وطوّرها وكن موظفاً اميناً لذاتك واحملها صعودا باتجاه النجاح .
كن شجاعاً مكافحاً وسخّر دوافعك لإعانتك على التقدم والاستمرار ، لاتقل هل انا مستعد ؟ هل انا قادر ؟
فلا احد يعلم ان كان قادراً ام لا ؟
بل إسأل نفسك هل انا ارغب في التغيير ؟
ان لم تكن تملك الرغبة فلن تملك القدرة ؟
وان وقعت اثناء اندفاعك فلابأس ، فطرق الحياة ليست معبدة وانما تملأها الخنادق والمنعطفات الحادّة ، كونك لا تزال تملك الرغبة في الاستمرار فهذا مؤشر رائع تمسك به حتى تصل وجهتك ، لأن غيرك فضّل التوقف والاستسلام حينما ادركه التعب ، وانت رغم اجهادك قررت الاستمرار والتوقف في احدى محطات النجاح والتزود منها للانتقال للمحطات التالية ..
ليس شرطاً ان تنجح عند كل محاولة ولكن المحاولات هي اهم شروط النجاح .
يقول اديسون:
وجدت ٩٩ طريقة لا تؤدي لعمل المصباح الكهربائي!
يقصد ان هناك ٩٩ طريقة فذّة لاكتشافات اخرى وطريقة واحدة تؤدي لعمل المصباح الكهربائي .
بل ارفع سقف طموحك واهدافك وضاعف متعتك بالالم
تبسم بوجه اوجاعك وصدماتك وخيبات املك وقل لها بهدوء العمالقة :
اهذا افضل مالديك ؟ حاولي اكثر واغرقيني بالمزيد ، انت لم تقتليني بل صنعتِ من ضعفي فولاذاً لا ينثني ..
غازل وجعك شاكرا له وقل :
جزى الله الشدائد كل خيرٍ ***** وان كانت تغصصني بريقي
وما مدحي لها حباً ولكن ***** عرفت بها عدوي من صديقي.
كن حذراً واعتمد على نفسك فليس كل الناس زهّاداً ولا شياطين .
علمتني الحياة دروساً كثيرة وأهمها :
أن الالم هو لذة الحياة …
فيديو قدحاً من الم لو سمحت
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد