بقلم: حسن أحمد حسان

دأب البعض في هذا العصر على تسطيح الأمور، والاهتمام بالشكل بدلا من الموضوع، والاستغراق فى التسلية والاستهلاك الرخيص هربا من مشاكل الحياة، ومن أن يشغل عقله بجادة الأمور والبناء الفكري وخاصة لدى الاجيال الناشئة، ولكي نلقي الضوء على ما يصنعه هؤلاء في المجتمع وبالأجيال القادمة، سنسرد هذا الأمر فى قصة قصيرة بعنوان في الهايفة واتصدر.

قصة وعبرة عن السطحية وأثرها على المجتمع

ذهب سمير وأبنه تامر ذو الخمس سنوات إلى ندوة ثقافية فنية بعنوان (البعد الوطنى والديني فى أغاني أم كلثوم). وفي الطريق سأل الأبن أباه…

  • الابن: ماذا ستقول يا أبي فى الندوة؟ فأنا لم أراك تقرأ كتابا أو أعرف عنك أي أهتمام بالثقافة أو بالفن.
  • فرد الأب: أن ما سوف أقوله سيكون حديث الساعة، واستطرد، سأتحدث عن الجوانب الخفية التى لا يعلمها الكثير عن أم كلثوم.
  • فالتفت إليه الابن متشوقا: وما هذة الجوانب الخفية يا أبى؟
  • فرفعه الأب بذراعيه الى حيث كتفيه وهمس فى أذنه: سأتحدث عن منديلها ونظارتها السوداء، ثم أعاده حيث كان الى الأرض، وأكمل وهو يسير، وسوف ترى حجم التصفيق والأعجاب، وسينسون موضوع الندوه الثقيل الذي جاءوا من أجله.

وبعد مرور 5 سنوات

أصبح سمير نار على علم، وترأس إحدى الندوات الثقافية وكان أول موضوع له ويديره بعنوان (تمسك أم كلثوم بالتقاليد الأصيلة (المنديل والنظارة السوداء). وفى الندوة قام تامر ذو العشر سنوات معترضا على العنوان وقال بصوت مرتفع.. كنت أتمنى أن يكون عنوان الندوة (تمسك أم كلثوم بالمنديل والنظارة السوداء بين قوسين كتقاليد أصيلة.

مقالات متعلقة بالموضوع

فصفق له الحضور وقال الأب رئيس الندوة: يابني أن ما أقترحته ينم عن عبقرية عظيمة.. فصاح أحد الغاضبين “علمني يابا التفاهه قاله تعالى في الهايفة واتصدر” ههها. فغضب الحضور من هذا المندس ذو المثل الركيك …وانصرفوا لتناول المثلجات والشاي على أنغام هادئة!

من هذة القصة القصيرة نجد أن تكرار الاهتمام بالامور السطحية الشكلية هربا من المشاكل اليومية والوطنية أصبحت على مر السنين أسلوب حياة في المجتمع وبخاصة لدى الاجيال الناشئة وأصبح الاهتمام بجادة الأمور درب من الخيال ومن كلاسيكيات الف ليلة وليلة.

بقلم: حسن أحمد حسان

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ