يقدم الشيخ محمد رشيد رضا تلخيص لهذه الكتب بين الشريف حسين ومكماهون وترتيب ما تقرر فيها بالمسائل الآتية :
( 1 ) أن الحكومة البريطانية تستثني من بلاد العرب – بالنص – معظم سورية وهو سواحل ولايات كليكية وحلب والشام و بيروت ، فتكون سورية العربية محصورة في المدن الأربع دمشق وحمص وحماة وحلب وملحقاتهن ، ولا منفذ لشيء منها إلى البحر إلا فلسطين المسكوت عنها .
( 2 ) أنها تزعم أنها مطلقة التصرف في الأقاليم التي تضمها تلك الحدود من بلاد العرب بدون أن تمس مصلحة حليفتها فرنسة ، أي فيما تقرر بينهما من حصتها في سورية ، والمعنى أنها بما لها من حق التصرف في غير حصة فرنسة من البلاد التي حددها الشريف تقرر ما ذكرت من الحقوق لها وله ، ولا ندري من أين لها هذا التصرف المطلق في هذه البلاد ؟ وبأي حق اعترف لها الشريف به ؟
( 3 ) تزعم أن العرب يعترفون بأن مركز بريطانية ومصالحها موطدة في ولايتي البصرة وبغداد ، ويستلزم ذلك أن تكون إدارتها بيد إنكلترة وتحت حمايتها .
( 4 ) تضمن حماية الأماكن المقدسة من كل اعتداء ، وهي تفسر البلاد المقدسة بالحرمين والقدس وكربلاء والنجف ، وتفسر حمايتها لها بما تشاء من الوسائل ، ومنها إيجاد قُوًى عسكرية من سلاح الطيران وغيره .
( 5 ) تزعم أن العرب قد قرروا أن يكون المستشارون والموظفون – الذين يؤلفون الهيئة الإدارية في بلادهم – من الإنكليز ؛ لأن الشريف رضي بذلك .
( 6 ) تشترط عدم التعرض في هذا الاتفاق المطلوب للمعاهدات المعقودة بين الإنكليز وبعض رؤساء العرب ، يعنون أكثر بلاد الجزيرة كلحج وحضرموت ونجد و عسير وبعض قبائل العراق .
( 7 ) تقول : إنها مستعدة مع مراعاة هذه التعديلات التي تسجلها على شريف مكة ، ومَن يمثلهم من العرب بدعواهما ؛ لأن تعترف باستقلال العرب ، وتؤيد هذا الاستقلال في جميع الأقاليم الداخلة في الحدود التي يطلبها شريف مكة ، أي إنها – بعد هذه التعديلات التي معناها أن جميع بلاد العرب في قبضة تصرفها – مستعدة للاعتراف باستقلال مبهم في مكان مبهم ! ، والاستعداد للاعتراف بالشيء لا يقتضي الاعتراف به بالفعل ، والاستقلال المجمل لا ينافي الحماية ، ولا الوصاية ، ولا ما يسمونه الانتداب كما صرحوا به رسميًّا .
( 8 ) تقول : إن هذا التصريح يؤكد ميل بريطانية لرغائب أصحابها العرب – أي لاستعبادهم – وينتهي بعقد محالفة يكون أول نتائجها طرد الأتراك من بلاد العرب ، وتحرير العرب من نيرهم ، أي لوضْعهم تحت نير الإنكليز الذي يفوقه في الثقل ، كما يفوق الجبل الجمل .
( 9 ) تعد بأنها عند ما تسمح لها الظروف تساعد العرب على إيجاد هيئات حاكمة ملائمة لتلك الأقاليم المختلفة من بلاد العرب ، وهي الحجاز وفلسطين ، ويتعهدون بحمايتها ، وطرد الترك منها ، وليس في شيء من كل هذه الوعود حجة عليها للشريف إلا في مسألة فلسطين ؛ إذ جعلت البلاد وطنًا لليهود .
( 10 ) استصوابها – أي الحكومة البريطانية – انتحال الشريف حسين للخلافة الإسلامية ، وإغراؤه بإعلانها ، والتصريح بأن ملك الإنكليز نفسه ( رحَّب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع الدوحة النبوية المباركة ) ( ؟ )
( 11 ) الوعد المتعلق بمسألة الصلح – ونصه كما في ص 621 – : ( فإن حكومة بريطانيا العظمى قد فوضت لي أن أبلغ دولتكم أن تكونوا على ثقة من أن بريطانيا العظمى لا تنوي إبرام أي صلح كان ، إلا إذا كان من شروطه الأساسية حرية الشعوب العربية ، وخلاصها من سلطة الألمان والترك ) .
( أحدهما ) ما طلبه هو من الحكومة الإنكليزية ، وسماه ( مقررات النهضة ) ، وهذا كله شر ، واستعباد للعرب ، وقضاء على حريتهم ، ولا يلزم أحدًا من العرب به شيء ؛ لأنه لم يكن موكلاً من أحد منهم بأن يساوم الإنكليز ، ويعطيهم حق الحماية للبلاد العربية ، وتأسيس حكومات فيها يتولون إدارتها وحفظها .
( ثانيهما ) وعود الإنكليز المطلقة للعرب بما كتبوه له ، وقالوا مثله لنا ولغيرنا ، ونشروه على العرب في جريدة عربية سموها ( الكوكب ) ، كانوا ينشرونها بطرق النشر العسكرية في جميع الأقطار العربية ، وهو أن العرب سيكونون بانتصار الدولة البريطانية أحرارًا مستقلين في بلادهم ، فهذه الوعود حجج يجب أن نعيّر بها الإنكليز ، ونشهرهم بالكذب والخداع والغش ، إلى أن يتركوا لنا استقلال بلادنا كلها . نعم ، إنهم يسمون الحجاز والعراق وشرق الأردن بلادًا مستقلة ، ويصدقهم في ذلك مَن وضعوهم ملوكًا وأمراء فيها ؛ لأنهم هم أعوانهم على استعباد الأمة العربية ، كأن الاستقلال عبارة عن تولية هؤلاء الثلاثة هذه المناصب ، فمصر إذًا مستقلة من قبل تصريح 28 نوفمبر ، الذي تقرر به الاستقلال الاسمي لها ، حتى في مجلس العموم الإنكليزي ، وزنجبار مستقلة ؛ لأن فيها سلطانًا وطنيًّا ، ومسقط بالأوْلى ، بل في الهند بلاد مستقلة كثيرة كحيدر آباد الدكن ، وبهوبال ، وكشمير و … و …! فإلى متى يسخر هؤلاء الساسة الأشرار بالأمم والشعوب ؟ ! وإلى متى يجدون متى يجدون من الخونة في هذه الأمم مَن يساعدهم على ذلك ؟ !
-انتهى-
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (1\7)
http://bit.ly/2uNd6Eq
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (2\7)
http://bit.ly/2uNgpf8
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (3\7)
http://bit.ly/2tP6J6G
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (4\7)
http://bit.ly/2uMUTqz
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (5\7)
http://bit.ly/2uN6TIV
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (6\7)
http://bit.ly/2uMWVak
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (7\7)
http://bit.ly/2uN0tcR
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد