أهمية التقويم التربوي

لا يخفى على أحد منا مدى أهمية التقويم التربوي كونه أحد المداخل الهامة لإصلاح الأنظمة التربوية وتطويرها، فنجاحها يعتمد إلى حد كبير على جودة ودقة ما تخضع له عمليات التقويم، ويعتبر تايلور أبو التقويم وأول من أدخل التقويم المنظم إلى التعليم، فكانت نظرته إلى التقويم التربوي تبدأ بوضع أهداف سلوكية مرغوبة ومقارنتها بما يحدث من أداء في الواقع ومن ثم إصدار الحكم في ضوء تحقق الأهداف المرغوبة.

التعليم السعودي

وفي التعليم السعودي تسعى وزارة التعليم لتطبيق الاختبارات الدولية التي تعد إحدى وسائل التقويم لمعرفة جوانب الضعف والقوة في العملية التعليمية وتشخيصها إيماناً منها بأهميتها وفائدتها، فقامت بتجهيز لجان مختص للاستعداد وتطبيق هذه الاختبارات في مختلف أنحاء المدارس وهي خطوة إيجابيه لمواكبة التطورات في القياس والتقويم والجودة، وبغض النظر عن نتائج تلك الاختبارات نجد أننا بالغنا في الاهتمام بتلك الاختبارات حتى أصبحت هي الغاية بدلاً من أن تكون وسيلة، وقد يعود ذلك الأمر لتأثرنا بتايلور ونموذجه عند إصدارنا للأحكام في التعليم فأصبح اهتمامنا ينصب على كيفية الحصول على أعلى الدرجات لتحقيق الأهداف المرغوبة وقياس الدرجات في تلك الاختبارات حتى أننا أغفلنا عملية التعليم نفسها داخل أروقة المدارس وحجبنا أعيننا عن الحقيقة النوعية لجودة التعليم وقيمة كلاً من المتعلم والمعلم منادين بجودة التعليم والذي في حقيقته يقتصر على قياس النواتج في الاختبارات.

ومن أحد سلبيات نموذج تايلور

إهماله للتغذية الراجعة والتي تعد ضرورية ومهمة في عمليات الرقابة والضبط وتعديل النتائج وفق خطوات سليمة، وفي الواقع الحالي نجد أننا وللأسف حذونا حذوه الخاطئ في محدودية تلك الاختبارات فلم تمتد بشكل كاف لتعزز من الدور الذي يمكن أن تسهم به نتائجها في اتخاذ قرارات تتعلق بالعملية التعليمية ككل لتحسينها.

لا أحد منا ينكر اهتمام الدول المتقدمة بالاختبارات الدولية ولكن الفارق هو رفضها الالتزام فقط بمثل هذه الاختبارات في إصدار الحكم وإنما تعد وسيلة واحدة من وسائل التقويم المتنوعة التي تساعد جميعها في جودة التعليم وبهذا تتحرر من قيود تايلور وتتسع نظرتها التقويمية لكافة نماذج التقويم التربوي.

وختاماً،

نجد أن تايلور ما زال مسيطر على عقولنا التربوية بنموذجه المشهور ونحرص على التقيد به، بالرغم من تعدد نماذج أخرى تساعد على إثراء التقويم وتجعله أكثر عمق، ولهذا علينا أن نستثمر هذه النماذج بصورة انتقائية فهذا كفيل بالخروج بصورة للتقويم أكثر وضوحاً.

مقالات متعلقة بالموضوع

بقلم باحثة الدكتوراه: اميرة سعد الزهراني

ameerah_s_z@hotmail.com

فيديو مقال تايلور والاختبارات الدولية

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ