هل لك أن تتذكر نصحك لصديقك القديم الذي كان يحادث حبيبته سراً ويترك دراساته من أجل مقابلتها ، هل تتذكر نهرك له وإلحاحك عليه بأن يتوقف عن ممارسة هذا السلوك الخاطئ وعليه أن يمتثل لمبادئ الدين القيّم .
وعيك في هذا الوقت لا يدرك مدي حاجة صديقك لممارسة الخطأ ، بل ولا تستطيع أن تحسب مدي الصراع الذي يعانيه من أجل الامتناع عن إتيان هذا الخطأ.
لا تجزم باستحالة فعلك لخطيئة ما لانك في هذه الحالة تحكم بمقتضيات الآن ومعطيات المواقف التي تتعرض لها انت بكل ظروفك الحالية التي تمنعك من ممارسة ذلك الخطأ ، فعينيك لا تري إلا ماهو أمامها ، وكذا قلبك .. لذا فأنت محدود بمدركاتك الحالية ولا تعي معاناةالخاطئ.
ضغوطات الحياة تبدل الأحوال ومن ثم يتبدل معها سلوكك تجاه المواقف ، لن أقول بانك ستتصرف بسلبية تجاه ماكنت تتصرف معه بإيجابية أو العكس ، وإنما سأقول بأنك ستتصرف بوعي مختلف عن الذي كنت عليه في الماضي ، وقد يكون ذلك الوعي سلبياً مثلما أنه قد يكون إيجابياً أيضاً ، أي أن ذاتك التي كانت تمنعك من ممارسة خطئية صديقك هي نفس الذات التي ستدفعك لممارستها تحت اشراف مبررات صاغتها نفسك علي الأمل المشهور “غداً سأقلع” ، وهكذا ستجد نفسك مابين مجاهدة النفس وتقديم المبررات وتسويف الإقلاع ، وستتذكر تصنيفك القاسي لممارسي الاخطاء خاصة بعد أن وجدت اسمك قد إُدرج تحت قائمتهم.
وهنا بعد أن دخلت بنفس دائرة صديقك وتعرضت لنفس الظروف التي دفعته لممارسة خطأوه ، ووجدت نفسك تمارس نفس الخطأ الذي كنت تظن نفسك بعيداً عن ممارسته ، لا تستبعد أن يتزايد مدي ممارستك للخطأ عن مدي صديقك وينقلب وضعك من حال الناصح إلي حال المذنب بل إلي أكثر من ذلك حسب درجة مجاهدتك.
إذا كان للمبادئ طريق واحد ، لما خلق الله العفو والمغفرة ولما أمرنا بالإلتجاء إليه ولما كانت هناك مشروعية طلب الستر من الله كما في الحديث “اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي” ، ولكان أجدر بالمخطئ منا أن يتمادي بأخطاؤه طالما لن يكون هناك عفو ولا مغفرة.
عليك أن تعي أننا بشر ، لسنا خطائين بالمطلق كإبليس ولسنا خيرين بالمطلق كالملائكة ، وإنما خلق الله العفو لانه يعلم أن طبيعة بشريتنا يستحيل معها الوصول لتمام الفضيلة ، لذا .. لا تحكم علي صديقك المخطئ بالجاني ، ولا تلبس ثوب العفاف لمجرد انك ممتنع عن ممارسة الخطأ في الوقت الحالي ، فحين يناديك شيطان نفسك لتذوق لذة الخطيئة ، فإنك لن تستطيع أن تعدني بأنك لن تذهب معه .
تكمن في أن المبادئ أعقد من أن تكون بمثابة الخط المستقيم الذي ينتهي الي المثالية ، أما نفسك فستجدها تارة تحدثك بلسان الفضيلة وتارة اخري ستجعلك تسبح في بحر الخطيئة ، فلا تطمئن للظروف ولا المواقف لانك ستجد منها ما سوف يدفعك نحو القاع.
فيديو مقال انت والخطيئة
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد