العملات الرقمية بشتى أنواعها تفتقد إلى الكثير من المعايير المهمة التي تجعلنا أن نسميها عملة مثل عدم وجود ربط بينها و بين الذهب أو العملات العالمية ، بالإضافة لغياب أسعار الفائدة التي تضعها البنوك المركزية يجعل سوق هذا النوع من العملات في حالة مجهولة و الذي يمهد لإنعدام تام للإتزان بين العرض و الطلب ، كما يعتمد سوق العملات الإلكترونية بطبيعته على المضاربة بين المستثمرين بلا اي قيود و تتم عمليات البيع و الشراء بدون اي رقابة مما يضع المتداولين في دائرة غسيل الأموال .
و من الجدير بالذكر في هذا الصدد أن مصرف مورغان ستانلي الذي يعتبر من أكبر البنوك الأمريكية من حيث الأصول قد حذر عملاءه من تداول العملات الإلكترونية و أشار بأنه من المستحيل تقدير القيمة الحقيقة لتلك العملة و أوضح بأن الكلفة الحقيقة للعملات الإلكترونية هي صفر ، و أنها لا ترقى أبداً بأن تصبح عملة بمعناها الكامل مقارنة في العملة التقليدية ( الورقية) .
بطابعها تعتمد على البنك المركزي و هي الجهة الوحيدة التي تقوم بطباعة و صرف العملة في كل دولة ، فضلاً عن ذلك الدور الرئيسي الذي يقوم به البنك المركزي بالدفاع عن سعر صرف العملة المحلية و تحديد سعر الفائدة لضمان إنسيابية أسواق المال المختلفة لخلق إتزان بين العرض و الطلب ، بالإضافة لدوره كمراقب و وسيط لجميع العمليات المالية .
و عندما نقارنها في العملات الإلكترونية نجد بأن الإلكترونية هي عملات غير ملموسة و غير مركزية (لا تخضع لأي بنك مركزي) ، يتم تداولها فقط عن طريق الإنترنت تحوي على تشفيرات خاصة لضمان جودتها كعملة ، حيث يتم إصدارها عن طريق أفراد أو مؤسسات مجهولة وفق آليات معينة ، كما يوجد هنالك العديد من العملات الرقمية و لعل أبرزها عملة بتكوين Bitcoin و التي تُعد العملة الأكثر شهرة أُطلقت بواسطة شخص غير معروف لقب بـ Satoshi Nakamoto الذي فضل أن يظل مجهولاً حتى يفلت من تعقب الحكومات و الجهات الأمنية له ، أما بالنسبة لآلية إصدار البتكوين فتعتمد على المستخدمين وفق خوارزميات خاصة ( التشفير) الذين يمكنهم إصدار 1 بيتكوين عن طريق عملية تسمى بالتنقيب Mining بحواسب آلية تحوي مميزات معينة ، أو بطريقة الند للند peer to peer اي أن عمليات البيع و الشراء تتم مباشرة بدون اي وسيط و يرجع المختصين بهذا النوع من العملات إلى وجود أكثر من 21 مليون بتكوين ، كما يمكن تحويل تلك العملة إلى الدولار أو اليورو بحسب قيمتها في السوق .
من ممكن أن تحدث العملات الرقمية ثورة جديدة في عالم العملات ، إذ يرجع الإقتصاديين بأن التوجه العام لإستخدام بطاقات الإئتمان ( الفيزا و الماستر كارد ) في عمليات الشراء عن طريق الشبكة العنكبوتية، هيأت ارضية خصبة لظهور العملات الإلكترونية بآليات و معايير حديثة مناقضة للعملة التقليدية و طرق سلسة بعيدة عن التعقيدات و الإجراءات البنكية الإعتيادية .
فيديو مقال هل ترقى العملات الإلكترونية بأن تصبح عملة بمعناها الكامل ؟
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد