الاختيار بالاجبار

شعرت بالخوف حين أحسست بأنني مجبرة على الإختيار، وجدتني محاصرة ووجدت أن الكون يضيق والهواء يقل وكل الأبواب موصدة أمامي.

يجبرونا ان نختار .. ويعيبوا علينا إن تحيرنا وتخبطنا قليلا، وكأن من الطبيعي والمنطقي أن تكون أفكارنا وقراراتنا الهامة المصيرية واضحة من يومنا الأول فى هذا العالم المزدحم.

بعد أن تنتهي من دراستك الثانوية، وأنت فى أشد حالات الإعياء والتعب، ومع استنفاذ كل طاقتك فى دراسة روتينية مرهقة تجدهم منتظرين منك بعيون ممتلئة بالطاقة والأحلام خطة توضيحية عن كيف سترسم حياتك المستقبلية .

لا يتقبلوا أنك مازلت صغير على كل هذا، وأن كل ما تريده فى هذا الوقت هو النوم ونيل قسط من الراحة والتفكير فى اللاشىء، تجد نفسك مجبرا على تحديد سير حياتك، مستقبلك سيرسم بقرار ولا يوجد رجعة فيه..

واسوأ ما فى الأمر أن القرار نهائى، التجربة والخطأ غير مسموح بهم، التذبذب ضعف، التحير طفولة، والتشتت قلة حيلة، وخوفك مرض.

ألا تسمعون الصراعات داخل عقلي الصغير ؟

ألا ترون حيرة العيون ؟

ألا تشعرون برجفة صوتي ؟

ألا تلمسون يدي الباردة !

لماذا لا تتركوا لنا الطريق ؟!

لماذا لا تتركوا لنا المجال لنتنفس قليلا ؟!

لم يسمعوا ولن يسمعوا ولن يهتموا بفوضى أفكارك وتخبطك ..

لن يتركوا لك المجال للرسم بالرصاص أولا قبل أن تسطر بالحبر قراراتك ..

يجب أن تعاد حياتهم بنفس السيناريو والسياق مجددا ولن تستطيع أن تجعلهم يعيدوا التفكير.

يرون بمقاييسهم العتيقة الجامدة أن الرجوع مستحيل.

مقالات متعلقة بالموضوع

لا بأس .. ربط على كتفك أنت رفيقك الوحيد، أنت الشجاع، أنت على صواب وهم من سيعانوا ولست انت.

حاول .. اسقط ستقف من جديد لا محالة، مازال كل شىء فى البداية أنت مازلت فى العشرينات من عمرك، إن لم يحق لك التجربة الان فمتى سيحق ؟

إن لم تفشل الان وتنجرح متى ستتعلم ؟

إن لم تجرب مرارة الخسارة وشغف البدء من جديد كيف ستتكون تجاعيد وجهك ؟

رتب أفكارك المبعثرة، جرب كل البدائل، غامر وابذل كل جهدك، احلامك الطفولية حان وقت تنفيذها، لا تسجنها للأبد ولا تمت وأنت لا تحاول.

لا بأس إن لم تكن خارق وفريد، لا بأس إن لم تحرز مليون دولار فى التاسعة عشر من عمرك، حتى لا بأس إن لم تحرزها طوال عمرك.

تكفيك المحاولة، تخبطك سيوصلك فى النهاية ولكن لا تمل.

لا تقف أمام كلماتهم، المجالات كل يوم تتسع، والخيارات تزيد، وفرصك أنت تصنعها بنفسها فقط لاتقف ..

ادرس واجتهد على مهل ولا يعيبك وقوعك المتكرر، لا يعيبك كثرة نقدهم وكلماتهم اللازعة، ستنال النقد فى كل الأحوال، ابتسم ابتسامة واثق فهم لا يجيدون سوى الكلام.

لا تقسو على حالك الفشل بداية لشىء أجمل يكفيك أن لا تكل ولا تمل وكل شىء سيصير على ما يرام فى الوقت المناسب.

دعونا نفشل ونعبث بالألوان قليلا حتى تخرج الصورة فى النهاية كاملة، الإستعجال يرهبنا ..

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ