في حديث التفاؤل وحكايات النجاح تطرق مسامعنا قصص عجيبه عن أولئك الأشخاص الذين تخطوا عقبات الفشل واليأس وقدموا بفضل الله الكثير من الإنجازات ، تلك القصص كانت ومازالت تذهلنا وتبدد القلق عنا وتمنحنا طاقة نستمد منها الصبر على عثرات الحياة.
ولأن أحسن القصص هي مانزل به الوحي ونطق به الصادق الأمين فلن تجد النفس مهما سمعت أجل نفعا وأدق مصداقية وأعمق تحفيزا من قصص الأنبياء التي جاءت في القرآن الكريم ( وإنه لكتاب عزيز) وجل قصص القال يتخللها التحريف والتزييف والنقص والزيادة والمبالغة من قائل لأخر فتظل قصص القرآن أعظم وأصدق وأجمل وأدق ماقيل لنا.
إنك كل ما إزددت تقرأ وتتدبر كلما أزددت علما وفهما وحفظا وأدركت معلومات لم تكن تدركها وأنت تمر مرور الكرام ، وي كأن هذا الكتاب كنز لا يعطي إلا من يتعهده بالحفظ والصون ويراعه فكرا وبصرا وسمعا، أرجع السمع لقول نبي الله سليمان (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ثم أرجع السمع مرتين وتمعن قليل وتدبر عميقا تجد أن سليمان رجلا أكرمه الله بالنبوه وإذا نفسه تتوق لشيء من نعيم الدنيا رغم علمه أنها فانيه فلم يمنعه علمه ذلك أن يرفع لله أمنيته ويطلب ما أشتهته نفسه فرفع أمنيته مسبوقة بطلب المغفره من ربه ( قال رب اغفر لي ) وهي أعظم الأماني فحين تحل المغفره يستجاب الدعاء.
لم يكن طلب سليمان محددا فأطلق لرغباته العنان لينظر أي فضلا سيحظى به من ربه، ( وهب لي ) والهبه عطاء بلا عوض أنه العلم بذلك العطاء اللامحدود واليقين بذاك المعطي الذي لا يعجزه شيء ( ملكا ) ما أعظم الطلب وما أبلغه لم يكتفي سليمان بالنبوه فأراد معها الملك ، أنها الرغبه في زيادة الرفعه والطموح للجمع بين الأثنتين فالنبي بشر والنفوس البشريه فطرت على حب الخير والعظمه للذات ولكن تختلف النيات وبإختلافها تختلف المقامات وتتباين الإستحقاقات ، ولا تختلف فطرت الأنبياء عن فطرت بقية البشر فهناك نبي طموح وهناك نبي زاهد ، وإن الخالق لواحد .
( لا ينبغي لأحد من بعدي ) لم تكن عبارة حسد ولا ينبغي لنبي ذلك ولكن النفوس التي تطمح للملك هي نفوس تعشق التميز وتحب التفرد وتطمع من إلهها بفضلا لا يشبهه فضلا وعطاء لا يماثله عطاء أنه يعلم مساحة الملك اللامنتهي ..هذه هي نفس سليمان الذي مات واقف والذي طال وقوفه وهو ميت لأمد لا يعلمه إلا الله ، فعاش بهامة وفخامة إنحنت لها الجن والربح والسحب والجبال والطير وبلقيس التي ملكت الرجال والمال.
و حب التميز الذي نشأ في نفس النبي سليمان إرتبط بحب المميز (الله ) فأشتهت نفسه التواقه أن يميزه ربه بشيء لا يعطيه لأحد بعده وكأني أراها الغيره الساميه في أن لا ينال أحد كما نال هو من محبوبه العظيم ..لله در هذا الحب ما أسماه وما أرفعه ولله در هذا الطموح ما أعظمه.
( إنك أنت الوهاب ) رغم كل تلك العظمه الملكيه التي تتوهج في روح سليمان إلا إنه يتجلى الخضوع للمعطي والإعتراف بمنه وإثبات الفضل له فمن غير الله يعطي بلا عوض ومن غير الله شمل مخلوقاته من إنس وجن وشجر وطير بكرمه العظيم .
إعترف بذنبك إطلب المغفره ثم لا تقف طموحاتك عند حد أدع الله بما شاءت نفسك يقينا بعظمة الملك وكرم المالك.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد