بعد أن أصبحت المنطقة حرة، وشبه خالية من الاستعمار الأوربي، من عهد نابليون واتفاقيات سايكس بيكو، الذي كان جاثما على صدر المنطقة، لعقود طويلة استنزفت الأرواح والخيرات لهذه الامم، عاد ليصبح الوجود الأمريكي في العراق والمنطقة، استعمارا جديدا لابد منه، لأنه جاء بحجة حفظ الأمن في المنطقة والعالم.
بدأ الخطاب الأمريكي بتصاعد مستمر، وكأن المنطقة بكل ما فيها ولاية أمريكية، فأخذ الجانب الأمريكي يصدر القوانين الاستعمارية، التي تتحكم بتلك البلدان، كقوانين حظر أسلحة الدمار الشامل، وقوانين حفظ الأمن والقضاء على الإرهاب، واعتبر المنطقة منبعا للإرهاب، بسبب وجود الإسلام المتطرف، المتمثل بالقاعدة وداعش والجيش الحر وغيرهم الكثير، رغم أنهم صناعة أمريكية إسرائيلية، بمساعدة دول عربية معروفة، تعتبر مُصدّرة وحاضنة للإرهاب، وهكذا استقرت القوات الأمريكية في المنطقة، بهذه الحجج المذكورة، لتصبح الشرطي المدافع عن الأمن العالمي، والقاضي الذي يحاكم من يشاء ويعتبره إرهابيا، ويعفو عمن يشاء ويعتبره مسالما.
في الحقيقة لا نستطيع أن نقول: إن الوجود الأمريكي في المنطقة، كله بسبب صدام العميل، فمن المعروف أن هناك عملاء وخونة من العرب وغير العرب، فعلوا الكثير لتضع أمريكا قدما لها في الشرق الأوسط، ولكن الفضل الكبير والمؤثر لصدام، بفضل حرب إيران وحرب الخليج، التي جعلت من أمريكا لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، بأسلوب ومنهج استعماري جديد.
أخذت القوات الأمريكية باستغلال دول الشرق الأوسط، بعدة أساليب ووسائل وحجج أهمها، تجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه بحجة الأمن العالمي، المناوشات الوهمية مع إيران، حظر أسلحة الدمار الشامل، وضع خارطة طريق لإنهاء مشكلة إسرائيل وفلسطين، السياسات النفطية ومنع دول المنطقة من السيطرة العالمية، وأمور كثيرة أخرى جعلت من بقائهم في المنطقة أمرا محتوما، من وجهة نظرهم الاستعمارية.
بدأت تدخلاتهم في كل صغيرة وكبيرة، حتى إن القوات الأمريكية تتدخل، في تعيين قادة مراكز الشرطة، والمدراء العامين وحتى الموظفين الصغار، وبهذا الشكل أصبح التغلغل الأمريكي حتميا، ومن المضحك المبكي قيامهم، باختيار قيادات أمنية فاشلة، ومنحهم رتب عسكرية عليا، ووضعهم في مناطق حساسة وغاية في الأهمية، لتصبح هذه المناطق ألعوبة بيد الأمريكان.
كما أن هؤلاء القادة لا يفكرون بوطنهم، بقدر طاعتهم وعمالتهم للعدو الامريكي، حيث يعتبر العدو الأمريكي بالنسبة لهم رب عملهم، والزعيم الذي يمنحهم القوة والسلطة، كما ويمنحهم العدو الترقي والتقدم في درجات السلم الوظيفي، بدون أي إنجاز قدموه أو خبرة أثبتوها في عملهم، ليصبحوا قادة كبارا وزعماء لهم ثقلهم، لا يمكن تنحيتهم عن المنصب بسهولة، لأنهم بكل بساطة كانوا مخلصين للعدو وعملاء من الطراز الأول.
الزرع والتغلغل الأمريكي في العراق والمنطقة، جاء بخطة محكمة امتدت لعقود طويلة، لاعبوها الأساسيون هم القادة الخونة في الشرق الأوسط، بزعامة صدام حسين رئيس جمهورية العراق، فهو الموطد والعميل رقم واحد، الذي حقق للأمريكان وللغرب عدة أهداف، أهمها إضعاف إيران مما أوجد حكومة إيرانية مضطربة سياسيا، على طول المدة التي تلت الحرب، كذبة ضرب إسرائيل الطفل الأمريكي المدلل، مما جعلهم يتوجهون بقوة لحماية هذا الطفل المدلل، إنهاك الجيش العراقي وتدميره باحتلاله للكويت، ليصبح العراق بلا أي قوة عسكرية، وقيام الكويت بدعوة الأمم المتحدة، والقوات الأمريكية أيضا التي تتزعم الأمم المتحدة وتتحكم فيها، ليصبح تواجدهم في الخليج العربي والشرق الأوسط رسميا.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد